Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر July 31, 2020
A A A
استكشاف المريخ… أكثر من أربعين مهمة منذ 1960
الكاتب: أ ف ب

شهد السباق على استكشاف المريخ منذ العام 1960 أكثر من أربعين مهمة تكلل أقل من نصفها بالنجاح. ويتواصل الإقبال على الكوكب الأحمر مع ثلاث مهمات جديدة في الأيام الأخيرة من بينها إطلاق المسبار الأميركي “برسفيرنس” امس الخميس.

كان الاتحاد السوفياتي أول من أرسل مسبارات اعتبارا من خريف العام 1960 بعد ثلاث سنوات فقط على إطلاق أول قمر اصطناعي “سبوتنيك 1”. إلا أنه مني بإخفاق تلو الآخر على مدى أربع سنوات.

فقد فشل أول مسبارين “مارسنيك 1″ و”مارسنيك 2” اللذان اطلقا في تشرين الأول/أكتوبر في الوصول إلى مدار الأرض. وسجل فشل ثالث بعد سنتين على ذلك مع “سبوتنيك 22” الذي انفجر بعيد إقلاعه.

في العام 1962 كان “مارز 1” أول مسبار يغادر فعلا جاذبية الأرض إلا أن الاتصال انقطع معه بعد أشهر قليلة.

واطلق “زوند 2” نهاية العام 1964 إلا أنه فشل في القيام بمراقبة الكواكب المقررة لكنه كان أول مسبار يقترب من المريخ.

في 15 تموز/يوليو 1965 دخلت المركبة الأميركية “مارينر 4” التاريخ من بابه العريض بتحليقها فوق الكوكب الأحمر. ونقلت حوالى عشرين صورة كشفت مساحة قاحلة تعتريها فوهات.

في العام 1969 سجلت نجاحات أميركية جديدة مع “مارينر 6” و “مارينر 7” اللذين التقطا عشرات الصور.

وأصبح “مارينر 9” في تشرين الثاني/نوفمبر أول قمر اصطناعي فعلي حول المريخ وقام بمسح مصور مفصل مظهرا آثار نشاط بركاني وتعرية التربة الناجمة عن أنهر.

في كانون الأول/ديسمبر بلغ المسبار السوفياتي “مارز 3” سطح المريخ إلا أنه ألقي في خضم عاصفة رملية فلم يعمل إلا لمدة عشرين ثانية تمكن خلالها من بث بيانات مجتزأة.

وقبل أيام قليلة على ذلك تمكن “مارز 2” من بلوغ مدار المريخ إلا ان وحدة الهبوط تحطمت.

أصبحت الولايات المتحدة أول دولة تنجح في تشغيل مركبات على سطح المريخ. ففي تموز/يوليو 1976 بات مسبار “فايكينغ 1” أول مركبة تحط بهدوء على كوكب آخر تلاها في أيلول/سبتمبر “فايكينغ 2”.

وسمحت مهمتها بجمع أكثر من 50 ألف صورة اظهرت أن أرض المريخ خالية من أي مؤشر حياة.

شهدت التسعينات استئناف مهمات الاستكشاف مع نتائج متفاوتة إثر فقدان سبعة مسبارات. إلا ان وكالة الفضاء الأميركية سجلت نجاحين. في تموز/يوليو 1997 “تمكن مارز باثفايندر” من إلقاء الروبوت الصغير المتحرك “سوجورنر” على سطح المريخ فيما وضع “مارز غلوبال سورفيير” في المدار في أيلول/سبتمبر ليجمع على مدى تسع سنوات بيانات مفصلة ويرصد وجود معادن.

وفي السنة التالية أطلقت اليابان المسبار “نوزومي” الذي فشل في الوصول إلى مدار المريخ.

أطلق المسبار “مارز اكسبرس” بمبادرة من الاتحاد الأوروبي وراح يدور حول المريخ اعتبارا من كانون الأول/ديسمبر. وهو لا يزال في الخدمة.

في المقابل لم يعط المسبار الصغير “بيغل 2″ الذي القاه على المريخ أي إشارة لكن عثر عليه على سطح المريخ في كانون الثاني/يناير 2015.

حط روبوتان أميركيان متخصصان بالجيولوجيا على سطح المريخ في كانون الثاني/يناير 2004 في مهمة مثمرة تواصلت حتى العام 2010 بالنسبة لـ”سبيريت” و 2018 بالنسبة لـ”أبورتيونيتي”.

وأرسل هذا الأخير الذي قطع أكبر مسافة على سطح المريخ (45 كيلومترا) إلى الأرض أكثر من 200 ألف صورة واكتشف آثارا لبيئات رطبة.

حط الروبوت الأميركي “كوريوسيتي” من دون مشاكل على سطح المريخ في آب/اغسطس 2012. وأظهر الروبوت وهو المسبار الوحيد الذي لا يزال في الخدمة على المريخ أن الكوكب كان مؤاتيا لحياة جرثومية في الماضي السحيق ويحتمل تاليا أن يكون “قابلا للسكن”.

في آيار/مايو 2008 تمكن مسبار “فينيكس” الأميركي أيضا من سبر أغوار التربة الجليدية الدائمة وتأكيد وجود مياه مجلدة.

في أيلول/سبتمبر 2014، نجحت الهند في رهانها وضع مركبة في مدار المريخ. وقد أنجزت “مارز أوربيتر ميشن” التي تهدف إلى قياس وجود الميثان، بكلفة متدنية وفي مهلة قياسية.

في تشرين الأول/اكتوبر 2016، فشلت أوروبا في جعل المسبار الاختباري “سكياباريلي” يحط على المريخ لكنها نجحت في وضع مسبار “تي جي او” الاستخباري في مداره.

وعانت هذه المهمة الروسية-الأوروبية من صعوبات تقنية زادت من حدتها الجائحة الراهنة فأرجات إلى العام 2022 إرسال ربوت لحفر أرض المريخ بعدما كان مقررا خلال الصيف الحالي.

ويشكل الروبوت “برسفيرنس” الذي أطلق أمس الخميس من كاب كانفيرال في الولايات المتحدة ثالث مشروع يتجه في الاونة الأخيرة إلى الكوكب الأحمر وهو على أقرب مسافة له عن الأرض.

فقد أرسلت الصين في 23 تموز/يوليو المسبار “تيانوين-1” وسبقتها قبل ثلاثة أيام الإمارات العربية المتحدة مع مسبار “الأمل” في أول مهمة فضائية عربية باتجاه المريخ.