Beirut weather 15.77 ° C
تاريخ النشر September 29, 2017
A A A
استراتيجيات الأنفاق في المنظور العسكري
الكاتب: اللواء كامل العربي - روسيا الآن

تمهيد

تستخدم استراتيجية حرب الخنادق عندما يتعذر القيام بعملية الالتفاف حول القوة العسكرية المقابلة. لذا يتم بناء خنادق مجابهة لبعضها البعض بغرض الحماية من القصف المدفعي، فالخنادق لها دور كبير في توفير الحماية للعناصر المقاتلة. ويبنى النطاق الدفاعي الخندقي الواحد من 4 خطوط متوازية من الخنادق عمق الخندق حتى 2.4 م ـ العرض 1.8 م يسمح بمرور فردين.

الخط الأول خنادق نيران وهو الخط الهجومي الناري، الخط الثاني خنادق ساترة أو خطوط حماية، والخط الثالث خنادق دعم وهو المخصص لتخزين السلاح والطعام للمقاتلين، أما الخط الرابع خنادق احتياط به قوة اسناد. وترتبط الخطوط الأربعة بخنادق مواصلات.

إلا أن استراتيجية الخنادق مفيدة بالدرجة الأولي للجيوش، المرابطة على الحدود، أو على خط الجبهة “خط النار” بينما الجماعات المسلحة والمقاومة فهي تفضل استراتيجية الأنفاق لكونها أكثر سرية وأكثر أمنا. على الرغم بأنها قد تكون أكثر تكلفة أحيانا. فنظرا للأهمية الاستِراتيجية للأنفاق في إدارة الحروب، وانعكاسها على الأداء العسكري. فقد استُخدِمت كأحد الأسلحة المهمَّة لدى الجماعات المسلحة؛ ونفذت بها سلسلة عملياتٍ قتالية حينما تحصَّن العدو في مواقعه.

أولاً: الأهمية الاستراتيجية للأنفاق
الأنفاق أسلوبٌ قتالي تستخدمه المُقاوَمَة لتأمين الحركة والمباغتة والحماية حتى في المناطق غير الصالحة لحرب العصابات. وقد أُطلق على هذا الأسلوب تجاوزاً اسم حرب، مع أنها جزء من أساليب حرب العصابات لمجابهة التفوق المعادي.
والأنفاق هي عبارة عن ممرات أرضية تستخدم لقطع مسافات يصعب التحرك فيها فوق الارض؛ لتحقيق مبدأ التماس مع العدو أو الامداد والانتقال من مكان لآخر. وتعتمد استِراتيجية الأنفاق على مبدأ الحركة الخفية الآمنة؛ لمواجهة العدو بشكلٍ مفاجئ في مكان وزمان لا يمكن أن يتوقعهما. ويتم التوصل إلى ذلك عن طريق إعداد مواقع قتالية خفية.

ثانياً: نشأة وتطور الأنفاق
سعى الإنسان جاهدًا منذ فجر التاريخ للبحث عن الوسائل التي تساعده في حماية نفسه، والحفاظ على ذاته من البيئة المحيطة لهذا، لجأ الإنسان إلى الكهوف والمغارات لتلبية حاجته الأساسية المتمثلة في حماية نفسه والشعور بالأمان. ثم استُخدمت الخنادق والأنفاق والقتال من تحت الأرض على نطاق واسع في جميع العمليات الهجومية والدفاعية خلال الحربين العالميتين، وكذلك الصراعات في كوريا وفيتنام، ومؤخراً في أفغانستان ولبنان وقطاع غَزَّة.

ثالثاً: خطوات التجهيز الهندسي للأنفاق:
هناك ثلاث خطوات أساسية يجب اتباعها خلال عملية إنشاء وبناء الأنفاق عموماً وهي:

الخطوة الاولى: وهي عملية التنقيب حيث تقوم المقاومة بعملية تنقيب بالأرض باستخدام التقنيات المناسبة وذلك تبعا لنوع التربة والصخور.
الخطوة الثانية: وهي عملية التدعيم حيث يتم خلال عملية الحفر البدء بإجراءات التدعيم للأسقف والجدران غير المستقرة والقابلة للانهيار.
الخطوة النهائية: وهي عملية التبطين حيث تقوم المجموعة المنفذة بإضافة اللمسات الأخيرة، كرصف الطرقات والانارة والعمليات التكميلية الأخرى.

يستعمل الحفارون الآلات اليدوية أو آلات ثقب الصخور ميكانيكيا أو كهربائيا، ووجدت ماكينات تستعمل الهواء المضغوط، ولا تصدر ضجيجًا كبيراً، أما الأتربة التي تنتج من الحفر فيتم إخراجها بواسطة عربات تسير على خط سكك حديدية، ثم إخراجها ورميها في أماكن لا تلفت انتباه العدو.

وكلما تم حفر مسافة معينة، بمعدل 4-5 أمتار في اليوم، يتم دعم النفق على جوانبه وسقفه -بألواح من الباطون المسلح جاهزة الصنع، ويكون صنعها خارج النفق في معامل قريبة، وبعيدة عن نظر ومراقبة العدو. ثم يتم مد الأسلاك الكهربائية لإضاءة النفق، ومد الخطوط الهاتفية السلكية التي يصعب اكتشافها لتأمين الاتصالات في كل مراحل النفق، ويتطلب حفر الأنفاق خبرة هندسية خاصة من حيث تحديد مكان بدء الحفر ومدخل النفق، ويقوم المساحون بتحديد اتجاه النفق والمحافظة عليه أثناء الحفر، وطيلة فترة التنفيذ من أجل الوصول للهدف أو النقطة المرجوة، خاصة أن بعض الأنفاق قد يصل طوله ما بين 2 -3 كم، كما يجب أن التنبه وأخذ الاحتياطات لعدم تشابك الأنفاق ببعضها.

رابعاً: مخاطر حفر الأنفاق:
نتيجة لحفر الأنفاق يكون هناك العديد من المخاطر والوفيات أثناء إعدادها، وتتمثل المخاطر في الآتي:

1-التسفيق: يعني ذلك تساقط الرمال على النفق من الأعلى أو الانهيار، مما يؤدي لتهدمه واختناق العاملين داخل النفق.
2- هطول الأمطار: إن سقوط الأمطار المفاجئ وتسربها للداخل يؤدي لانهيار النفق.
3- قطع الكهرباء: مما يؤثر على كمية الهواء الداخلة للنفق، حيث يتم ضخ الهواء لداخل النفق للتنفس، وفي حال انقطاع الكهرباء يؤدي لاختناق العاملين فيه.
4- تشابك الأنفاق أثناء عملية الحفر: أثناء بناء نفق في نفس المسار، يتسبب بإضعاف الأرض؛ فيؤدي لانهيارات في النفق، وعدم تماسك الرمال مع بعضها البعض، تبعًا لنوع التربة السائدة في النفق، فإذا كانت التربة رملية فإن نسب الانهيار عالية بسبب ضعفها، وعدم تماسكها
5- التعرض لصعقات كهربائية.

خامساً: بطانة الأنفاق:
تُحفر الأنفاق تحت الأرض، وخوفًا من سقوط السقف الذي هو مجموعة من الأتربة يتم تدعيم السقف ببطانة تصنع من مواد مختلفة، وبجب أن تتوفر البطانة على شروط أهمها: سهولة التنفيذ، التماسك مع التربة، ولا تتفاعل مع الوسط الخارجي.

ومن بين المواد التي يمكن أن تستخدم في عملية التبطين:
1. الخشب: هي مادة متوفرة، توضع على شكل ألواح، من إيجابياتها: قلة وزنها، سهولة استعمالها، أما عيوبها: قصر عمرها بسبب تعفنها، ضعف تحملها، سهولة تخريبها.
2. المعادن: أفضل من سابقتها لأنها تتميز بمقاومة عالية مثل الزهر والفولاذ، أما عيوبها: ترجع لتكلفتها الباهظة، وتعرضها للصدأ بسبب سهولة تفاعلها مع المياه والغازات الموجودة في باطن الأرض.
3. الخرسانة المسلحة: وهي أحسن أنواع التبطين؛ لأنها تتميز بتحمل كبير للضغط الذي تولده الأرض على النفق، إضافة لأنها شائعة الاستعمال في الوقت الحالي لتكلفتها الرخيصة.

سادساً: أنواع الأنفاق وأهدافها:
لفهم الاهداف المرجوة من الأنفاق لا يمكن للوصول الى ذلك الا من خلال معرفة الأنواع الرئيسة للأنفاق ذات الاستخدام العسكريّ، وهي على النحو التالي:

النوع الأول: الأنفاق الاستِراتيجية
أنفاق مجهزة بتجهيزات كبيرة، للهجوم والدفاع، مكونة من أكثر من خط (نفق) ولها مخارج ومداخل متعددة، بداخلها غرف قتالية مجهزة للضبط والسيطرة واستراحة المقاومين، بها جميع احتياجاتهم من طعام وشراب للبقاء فيها لأطول فترة ممكنة، تحتوي على بوابات حديدية بين تفريعة وأخرى، ومجهزة في حال تم تفجيرها تقوم بكسر الموجة الانفجارية، حتى لا يتأثر باقي النفق من هذا الانفجار وحماية العناصر بداخله، والأنفاق الاستِراتيجية عبارة عن مدينة مصغرة تحت الأرض، يمكن المناورة فيها لأطول فترة ممكنة، وتكون للمهمات الكبيرة.

ويدخل في أطار الأنفاق الاستراتيجية الأنفاق التالية:
أ – أنفاق قتالية هجومية: وهي عبارة عن أنفاق تُستخدم لعمليات الهجوم أو ضرب المؤخرات ويتفرع منها عيون وهي عبارة عن كمين مستور تكون فيه القدرة على المبادرة والمبادأة بيد المقاومة، فتشل حركة العدو وتعطل دفاعه وعرقله انسحابه.

ب – الأنفاق الدفاعية القتالية: وهي عبارة عن أنفاق تُستخدم للدفاع عن المدن، لذلك من الممكن تواجدها داخل المدينة، وتهدف هذه الأنفاق الى توفير حركة للمقاومين داخل المدينة لمواجهة أي تقدم لاليات العدو.

ج – أنفاق المدفعية والصواريخ: وهي حفر في الأرض مجهزة بمدافع هاون أو راجمات صواريخ مغطاة من الأعلى بباب فولاذي قابل للسحب أو الرفع، ومهمة الباب منع الطائرات من كشف الموقع، وهذه الحفر أو الآبار مجهزة بفتحة من الداخل تربطها بشبكة الأنفاق الاستِراتيجية، وتستخدم هذه الفتحات من قبل المجاهدين لإعادة التلقيم والتذخير، ولصيانة المدافع، ولاستهداف مواقع معينة، حيث تم إعدادها كمنصات للإطلاق، ونتيجة لعدم قدرة المُقاوَمَة على التحرك وإطلاق الصواريخ والقذائف من فوق الأرض، لتمكن العدو من رصد كل ما هو متحرك على الأرض.

د – أنفاق الإمداد والاتصالات: لا يمكن لأي جيش التقدم والصمود في الميدان دون عمليات الإمداد بالطعام والشراب والعتاد العسكري، ومن شروط نجاح المُقاوَمَة في أي حرب استمرار عمليات الإمداد والاتصال والتواصل بين قوات المُقاوَمَة وبين القيادة والجند في الميدان.

ومهمة هذه الأنفاق نقل الإمدادات من ذخائر وصواريخ ومقاتلين ومؤونة لمواقع الرباط، ومنصات ومرابض المدفعية (الهاون والصواريخ)، فمهمة الإمداد والتموين الأساسية هي إسناد الوحدات المقاتلة وإسناد القتال باحتياجاتها في المكان والزمان المناسبين، وحينها تسمى أنفاق الإمداد الداخلية.

النوع الثاني: أنفاق الضبط والسيطرة:
تشبه الغرف المتَّسعة، يتوفر فيها وسائل المعيشة والاتصال والتواصل، ووقت الحرب تتواجد فيها قيادة المُقاوَمَة المهددة بالاغتيال، وتحوي مراكز قيادة وسيطرة لإدارة العمليات العسكرية، وتوزيع المهام على المجاهدين.
لذا فإن للأنفاق دور في حسم المعركة في الهجوم والدفاع والانسحاب والعمليات التكتيكية التي تمارسها المقاومة من خلال تحقيقها الأهداف التالية: تحقيق مبدأ التماس مع العدو، وتحقيق مبدأ المفاجأة والمباغتة مع العدو، وتحقيق مبدأ الإخفاء والتمويه، وتمرير أكبر عدد من المقاومين من مكان لآخر، والمحافظة على المقاومين من خطر الطيران الحربي.

سابعاً: المناطق الأهم لحفر الأنفاق
هي المناطق ذات التربة الطينية الرملية المختلطة، وتتميز بأنها مندمجة، وتحتوي على تكوينات جيرية، وبنائها كتلي، بمعنى أنها تتحول إلى كتل عندما يسود موسم الجفاف في فصل الصيف، وهي تربة بنية داكنة إلى بنية داكنة جدًا غالبا. إلا أن هذا لا يعني أن التربة الرملية بالكامل لا تصلح بالعكس فالتربة الرملية أفضل من الصخرية وكذلك أفضل من الطينية والمتحجرة، أثناء الحفر. الفارق هو أن الحفر في التربة الرملية أسهل من الصخرية أو الطينية المتحجرة. إلا أن التسقيف والتبطين في التربة الرملية يكون أصعب.

ثامناً: وسائل المُقاوَمَة المضادة لتعامل العدو الاستخباري مع الأنفاق:
تعتمد الحرب بين جيشين بالدرجة الأولى على المعلومات، وكلما تدفقت بشكل أكبر كلما كانت الحرب أكثر دقة في تحديد الأهداف، والمتتبع لعمل الأنفاق يجد أن الجانب الأمني لعب من خلال الأنفاق على أكثر من دور، آليات الحفر، اختيار مكان الحفر، اختيار الأشخاص، وتدوير الأشخاص هذه من النقاط المهمة جدًا، حتى مخلفات الحفر وطريقة نقلها ووضعها في أماكن معينة هذا أيضًا من ضمن الجوانب الأمنية.

ومن الوسائل الأمنية للمقاومة والأعمال الاستخبارية:

1. اختيار مكان الحفر عمليا هي (فوهة النفق) أو مدخل النفق يتم اختيارها لتكون أرضًا بعيدة عن أنظار الناس، أو مكان داخل بيت سكني، أو داخل مزرعة، بحيث أن الحركة عليه تكون نسبيا طبيعية لكنها غير كثيفة، وبالتالي يمكن العمل في المكان بطريقة آمنة.
2. العاملون في النفق بالأغلب لا يعرفون طريقهم إليه بمعنى أنهم يأخذونهم بطريقة آمنة بواسطة سيارات خاصة، ويوصلونهم لمكان النفق، ويكون العامل الذي سيعمل فيه لا يعلم مراحل الطريق للوصول إليه، ويبدأ العمل وهو لا يدري مكانه ونفس الآلية تتم في عملية الخروج، ومن المفضل أن يكون العاملين في النفق الواحد ثابتين قدر الامكان لا يتغيرون، ولا يزيد عددهم حتى لا تُعطى فرصة إضافية لتسرب المعلومات. وفي حال تسربت المعلومة يكون من السهل معرفة الفاعل.
3. نقل مخلفات النفق: جيولوجياً يستطيع خبراء الجيولوجيا التعرف على التربة عندما تراها وتتعامل معها وتستطيع تحديد المكان جغرافيا بشكل عام، ويمكن أن تُحدد العمق أيضًا، فالناس المختصة بالحفريات تستطيع إخبارك بتفاصيل التربة سواء كانت من عمق عشرة أو خمسة عشرة أو عشرين متراً، بالإضافة إلى أن هذه التربة مكانها في أي منطقة بالتحديد وبالتالي الطريقة المعتادة أنهم يأخذوا مخلفات الأنفاق وتبعد في أماكن بعيدة أو يستخدموها في ردم الحفر بحيث لا تكون مثيرة للانتباه.

ورغم المحاذير الأمنية التي تنتهجها عناصر المُقاوَمَة في تقنية بناء الأنفاق وإخفائها، إلا أن بعضها يتم استهدافه، وكانت الشكوك تدور حول مراقبة العملاء لأعمال الحفريات ومن يقوم بها، لكن الحقيقة التي لم يدركها بعض عناصر المُقاوَمَة أن هناك أسبابًا أخرى تؤدي إلى كشف مداخل الأنفاق بسهولة، أو تتبعها وجمع المعلومات عن العاملين فيها نذكر منها:

1. رجل المُقاوَمَة الذي يخرج متخفيا مراعيا كل الاحتياطات الأمنية للعمل في الحفريات داخل الأنفاق يجهل أنه يحمل برفقته عميل صغير لا يتجاوز كف اليد يراقبه أينما ذهب، والكثير ممن يعملون في الأنفاق يصطحبون هواتفهم معهم دون علم منهم أن هذا الهاتف الخلوي يمكن للعدو وأذرعه الأمنية أن تحدد من خلاله مكان بداية النفق، يكفي أن تحدد شخص ما يعمل في الحفريات، عندها يتم تتبعه من خلال هاتفه في كل يوم وتحديد مكان عمله بدقة، في الغالب عناصر المُقاوَمَة العاملة بالأنفاق تقوم بإغلاق الهواتف عند بداية دخولها للنفق، وهذا كافٍ للأجهزة الامنية لتحديد مكان عين النفق، فنقطة قطع الاتصال مع محطة الاتصالات تمثل نقطة بداية عين النفق.

2. ضعف الحس الأمني: حيث يتعرض بعض العاملين في الأنفاق وبنائها إلى حوادث عرضية أو أمراض جسدية ناتجة عن عملية الحفر، ولا يجد البعض منهم غضاضة في الإفصاح عن سبب آلامه تصريحًا أو تلميحًا، كما توجد بعض الحالات التي يغيب فيها الحس الأمني فيقوم الشخص بالكشف عن أسباب انشغاله والإرهاق الذي يمر به، ويكفي للمخبر أن يرسل للأجهزة العدو الأمنية معلومة مفادها أن فلانًا يعمل في حفر الأنفاق، لتستخرج أجهزة الامن التابعة للعدو سجله الإلكتروني بالكامل وتحلل معارفه واتصالاته واحداثيات، والأماكن التي توقف فيها جواله عن العمل، وتضع هذه الأماكن تحت رقابة إلكترونية (طائرات بدون طيار) وأرضية (عملاء)، وتربط المعلومات بعضها ببعض في محاولة للوصول إلى المجموعة العاملة بالنفق وإلى مكانه وعيونه المتعددة.

خلاصة:
كان تأثير استراتيجية الأنفاق في الجانب العسكري واضحاً، حيث إن الجيوش لم تكن تعلم بحجم التهديد المتعلق بالأنفاق عبر معاركها التي خاضتها لمواجهة مجموعات مسلحة، فالولايات المتحدة الامريكية ضاقت الويلات من استراتيجية الأنفاق في حروبها بفيتنام. ولم يكن لديها أساليب قتالية حاسمة لمواجهة أسلوب قتال كهذا، كما أن الأنفاق وآلية القتال المعقدة والمخفية أسفل سطح الأرض تشكل إعاقة حركية لاي جيش نظامي في العالم. وإذا كانت استراتيجية الأنفاق القتالية مجدية في العمل العسكري، فإن لها أثاراً سلبية كبيرة على جيش الخصم من خلال تعرضه لصدمات نفسية ومعنوية وتساهم في خلق بيئة رعب. (1)

————————————————————————————–

الهامش

1 الأیوبي، الهيثم، “الموسوعة العسكرية”، ط1، (بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1981م)، ص535.
2 المرجع السابق، ص 529.
3 القاسم، جلال،” صواریخ المقاومة في غزة سلاح الردع الفلسطیني”، (بیروت: مركز الزیتونة للدراسات والاستشارات، 2015م)، ص 15.
4 المرجع السابق، ص 16.
5 وادي، عطاف،” الأنفاق الفلسطينية بين قطاع غزة وسيناء”، رسالة ماجستير، (غزة: الجامعة الاسلامية، 2014م)، ص34.
6 فيلم المجموعة، رقم9، انتاج عام 2015، المشاهده بتاريخ 12-3-2016م، انتاج قناة الجزيرة ، الرابط
7 أبو طويلة، جهاد،” استخدام الارض في قطاع غزة”، رسالة ماجستير، (القاهرة: معهد البحوث والدراسات العربية، 1988م). ص 64.
(8) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية”.