تشير دراسات مختلفة إلى أن قلة النوم تتسبب في أمراض مختلفة، من بينها السكري والخرف وأعراض أخرى غيرها، وأن النوم العميق أشبه بجهاز الصرف الصحي الذي يطرد النفايات.
وتتحدث الكاتبة في صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، كريستين مانباي، عن النوم وعن مدى حاجة الإنسان إليه، قائلة انه قلما يمر أسبوع دون أن يرى المرء مقالاً هنا أو هناك يذكّر بضرورة حصول الإنسان على نوم لا يقل عن ثماني ساعات في الليلة، وذلك بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية.
غير أن الكاتبة تنسب إلى ماثيو ووكر، أستاذ علم الأعصاب وعلم النفس بجامعة كاليفورنيا ومدير مركز النوم البشري، القول إنه لا يوجد شخص لا ينام سوى ست ساعات أو أقل دون أن تظهر عليه أعراض سلبية؛ إما جسدية وإما عقلية.
وتربط دراسات بين الحرمان من النوم ومجموعة من التأثيرات السيئة مثل ما يتعلق بضعف الذاكرة، وقلة التركيز، وتغير المزاج، وانخفاض هرمون التستوستيرون لدى الرجال، وزيادة مخاطر الحوادث والسقوط، والتعرض للسمنة في ظل زيادة الشهية؛ بسبب زيادة مستويات هرمون “ليبتين”.
وتشير دراسات إلى أن النوم أربع ساعات أو أقلَّ، عدة ليال، قد يؤدي إلى حالة “شبيهة بمرض السكري” من حيث نقص سكر الدم، فضلاً عن التأثير على أجهزة المناعة.
وهناك أدلة على أن قلة النوم قد تؤثر على “الخلايا القاتلة الطبيعية” التي تحرس الجسم للمساعدة في منع نمو الأورام السرطانية.
وتوصلت دراسة عام 2017، أجراها باحثون بجامعة ستانفورد، إلى أن قلة النوم عدة ليال، من شأنها زيادة مستويات “أملويد بيتا وتاو”؛ وهما نوعان من البروتين يتعلقان بمرض ألزهايمر.
وتشير إلى أن بعض الخبراء يرون أن دماغ الإنسان والجهاز العصبي المركزي يعتمدان على نظام “غليمفاتيك” لإزالة الفضلات، وأن نظام “الصرف الصحي” للدماغ هذا ينطلق بسرعة عالية في أثناء النوم العميق.
وتختم الكاتبة بأنه إذا كان الإنسان لا يحصل على قسط كافٍ من النوم العميق، فإنه لا يتم تنظيف دماغه بشكل صحيح؛ الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع النفايات الضارة.