Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر February 2, 2023
A A A
احتفال تأبيني للنقيب الراحل بسام الداية وإطلاق جائزة بإسمه.. النقيبة القوال: نحن هنا لا لنقيم ذكرى أمسك الذي عبر بل لنعيش في الحاضر والآتي ما كنت وما انت

أقيم في نقابة المحامين – طرابلس احتفال تأبيني للنقيب الراحل بسام الداية. شارك فيه الى جانب عائلة الراحل، وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي، النواب اديب عيد المسيح، ايلي خوري، جميل عبود، جورج عطالله، طه ناجي، محمد يحيى، الوزراء السابقون إبراهيم نجار، رشيد درباس، رمزي جريج، معين المرعبي، نقيبي المحامين في بيروت وطرابلس ناضر كسبار وماري تراز القوال مع أعضاء مجلس النقابتين، مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام ممثلاً بالشيخ زكي صافي، مفتي طرابلس السابق الشيخ الدكتور مالك الشعار، المطران افرام كرياكوس ممثلاً بالأب سمير ياكوبي، الرئيسة الأولى لمحاكم الاستئناف في الشمال القاضية سنية السبع، أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري ممثلاً بالمحامية زهرة الجسر، وعدد من القضاة والنقباء السابقين إضافة الى حشد من المحامين وأصدقاء الراحل.
بعد النشيد الوطني ونشيد نقابة المحامين، رحّب رئيس اللجنة الوطنية للاونيسكو المحامي شوقي ساسين بالحضور، مستهلاً كلمته بقصيدة رثى فيها الراحل قائلاً:
“تتسابق الكلمات صوبك
في ترحّلها الى فصل الخطاب
ما من سواك يدلّ أحرفها
على السّطر الصّواب”.
ثم كانت كلمة لنقيبة المحامين في طرابلس ماري تراز القوال انتقلت فيها من “الحزن الخاص الذي تتجلبب به هذه المناسبة الى الحزن العام الذي ترتديه كل المناسبات الوطنية، ومنها تلك المتعلقة بالسلطة القضائية، التي تشكل الازمة الأخيرة احدث مشاهدها المتراكمة منذ احتجاز التشكيلات، وما تلاها من تخلّي قضاة عن موجب التحفظ، وتجاوز قلة منهم لقواعد الصلاحيات، والعبث بأصول تفسير القانون، وتسليم المحاكمات الى الشاشات والتظاهرات، وصولاً الى ما جرى اخيراً في ملف انفجار مرفأ بيروت”. ثم توجهت الى النقيب الراحل بالقول “نحن هنا لا لنقيم ذكرى أمسك الذي عبر بل لنعيش في الحاضر والآتي ما كنت وما انت، من صفات تستجمع الدعو والصلابة والعلم والدماثة، والثقة والقدرة على الإنجاز. أيها الراحل المقيم، يا نقيبنا الحبيب انت موجود موجود موجود.. حيث القمة والنجم والماء”.
من جهته، تحدث نقيب المحامين في بيروت ناضر كسبار عن زميل الدراسة النقيب الراحل بسام الداية لافتاً الى انه “من قماشة اهل الخلق الرفيع في زمن سقوط القيم، وحافظ الود والصداقات”. واضاف “أيها النقيب العزيز لقد غبت بالجسد فقط. فالبحارة الكبار لا يموتون. إنهم فقط لا يرجعون. نتمنى ان تلاقي حيث انت ما لم تلاقيه على الأرض من سلام ووئام. فأنت شجرة الأرز في سماء الازل”.
بدوره، اعتبر الرئيس الأول السابق لمحاكم استئناف الشمال القاضي رضا رعد ان “المشاركة في احتفال تأبين النقيب الأستاذ بسام الداية شرف ووسام نضعه على صدورنا، بالرغم من الاسى الذي يعتصرنا لفقدان اخ وصديق وعزيز لا يمكن ان ننساه”. وتحدث القاضي رعد عن الفترة التي كان فيها الراحل نقيباً للمحامين معدداً الإنجازات التي تمت بالتعاون فيما بين النقابة والجسم القضائي آنذاك ومنها استكمال بناء قصر عدل طرابلس الجديد ومبنى نقابة المحامين.
وعن عمل النقيب الراحل في سلك المحاماة، فأشارت الرئيسة الأولى لمحاكم استئناف الشمال القاضية سنية السبع الى اننا “كنا نرتاح لمضمون ملف النقيب الداية وطريقة التعامل بصرف النظر عن الربح والخسارة، الحامي الحريص على مصلحة موكله دون ازعاج المحكمة ودون الحاح”.
اما صديق الراحل وزير الاعلام السبق رمزي جريج فأعرب عن افتقاد لبنان “في هذه الأيام البائسة لشخصية فذة كالنقيب الداية، بمقدورها ان تساعد على اخراج البلاد من حالة الانهيار الشامل الذي تتخبط به”. واعتبر ان “بسام الداية كان نقيباً استثنائياً للمحامين، وازن الحضور في المحافل والمنتديات، رفع من شأن نقابة طرابلس، فكان عمادها وحامل مشعلها طوال ولايته، ولم يحد عن تمسكه الدائم بأخلاقيات مهنة المحاماة ومناقبها”.
اما وزير العدل السابق البروفيسور إبراهيم نجار، فتكلم عن “أصدق صديق”، متذكراً في كلمته أيام الصبا في طرابلس وعلى مقاعد كلية الحقوق في الجامعة اليسوعية قائلاً “في كل مناسبة كنت اعود معك الى طفولتي واتنشق، من خلال كلماتك الرقيقة، رائحة زهر الليمون التي تميزت بها الفيحاء. حتى اصبحتَ من عواميد هيكل ذكرياتي وحسرتي على ما اصابنا، مع لبنان، من أزمات”.
وعن صاحب “النفس الابية، المحترف حتى الهواية، الحازم، المدبّر، الصابر، الحكيم”، تحدث الوزير السابق النقيب رشيد درباس مرسلاً الى “اخي بسام برقية مشفرة مصوغة بالقول واللاقول، فبعضها حنين مقيم في الانفاس لا تطيعه الحروف، وشيء منها آمال مكبوتة وفأل افتراضي، وكثيرها انين على ما آلت اليه السيدة حاملة الميزان عاصبة العينين التي طالما تغزّلتَ بها وسعيتَ اليها بالقربى والتقديس”.
اما وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي، فاعتبر انه “من مآسي الزمان علي ان اقف لأرثي بسام الداية. فمثله يفتقد له في كل محفل ذكرى وفي كل اجتماع فكرة”. وعدد مزايا الراحل مقرّاً بأنه “كان الأكثر دماثة وخلقاً وحسن تصرف”. وتوجه الى الراحل قائلاً “أيها الحبيب الحاضر في الغياب، انت قطعة من القلب، وبهجة للنفس، نم قرير العين في طرابلس التي أحببت وما برحت لا اثناء حياتك ولا في مماتك”.
وفي الختام كانت كلمة باسم العائلة القاها نجل الراحل المحامي الدكتور عشير الداية، فقال “أقفُ اليومَ بينَكُم وتجولُ عينايَ بحثاً عن مُلهِمي وأستاذي وصديقي عَنيتُ به والدي المرحوم النقيب بسام الدايه فأراهُ في عيونِ الزملاءِ الذين تدَرَجوا في مكتبِهِ وتتلمذوا على يديه فنَهَلوا منه إحترامَ الذاتِ قبل العلمِ وأنَّ الأخلاقَ الحميدةَ والإلتزامَ بآدابِ مهنةِ المحاماة هما سبيلُ النجاح مهما كَثُرَتْ المُغْرَيات وأنّ الوكالةَ أمانةٌ والأهّم: أنَّ خلفَهُم صديقٌ يستندونِ إليهِ ويلجأونَ إليهِ في المَلَّماتِ ليجدوا الصدرَ الرحْبَ الوسيعِ الذي يعرفُ كيف يواسي وكيف يعالج وكيف يحمي وكيف ينصَحْ وكيف يشعِرُكَ دوماً بأنَّهُ الوالدُ النقيب”.
واضاف “أستميحُكَ عذراً أن أعِلنَ للحضورِ الكريم، للزميلاتِ والزملاءِ عن جائزة “النقيب بسام الدايه السنوية”. جائزةٌ تُمَنحُ لِمَنْ آمنْتَ بهم وأنَّهٌم مستقبلُ مهنةِ المحاماة وبناةُ المؤسسات، لطليعي دورةِ الإنتسابِ السنويةِ إلى نقابةِ المحامينَ في طرابلس، جائزةٌ عبارةٌ عن ثلاثِ منحٍ بمجموع خمسة آلاف دولار أميركي نقداً تُوَزَعُ على الثلاثةِ الأوائلِ الذين ينجحون في الإمتحانِ المؤّهِلِ للإنتسابِ إلى النقابة وليبقى إسمُكَ في نقابَتِكَ مقترناً بتشجيعِ العلمِ والتفّوقِ فيه وليكونَ حافزاً على رفعِ مستوى مهنةِ المحاماة وسمُّوِ رسالتِها”.