Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر June 15, 2020
A A A
احتجاجات عالمية ضد العنصرية وعنف الشرطة
الكاتب: الراي

شهدت مدن عديدة في العالم، السبت، للأسبوع الثاني على التوالي، تظاهرات دعماً لحركة «حياة السود تهم» واحتجاجاً على العنصرية بعد وفاة جورج فلويد (46 عاماً) في مدينة مينيابوليس، وكذلك على عنف الشرطة في بلدان المتظاهرين.
وأثارت التجمعات الاحتجاجية جدلاً واسعاً غير مسبوق حول إرث العبودية والاستعمار الأوروبي وعنف البيض ضد الشعوب الملونة وكذلك عسكرة الشرطة في الولايات المتحدة.
في نيو أورليانز الأميركية، حطّم متظاهرون تمثال جون ماكدونو، والمعروف بـ«مالك العبيد»، ورموه في نهر المسيسيبي.
وتمت إزالة عدد من التماثيل في ولايات عدة، بقرار من السلطات، بينما تعرض بعضها للتخريب.
ويعود بعض تلك التماثيل لجنود وجنرالات امتلكوا عبيداً خلال فترة الحرب الأهلية الأميركية، بالإضافة إلى تماثيل مكتشف أميركا كريستوفر كولومبس، الذي يتهمه الناشطون اليساريون بـ«الإبادة الجماعية» للسكان الأصليين.
في سيول، علقت السفارة الأميركية لافتة ضخمة تحمل عبارة «حياة السود مهمة» (بلاك لايفز ماتر) على مبنى بعثتها ونشرت صورة لها على «تويتر»، وذلك تأييداً لحملة مناهضة العنصرية.
في باريس، اعتقلت الشرطة متظاهرين في باريس، مستخدمة الغاز المسيل للدموع بعدما رشقها محتجون بمقذوفات.
في ليون (جنوب شرق)، استخدمت الشرطة خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع لإنهاء تظاهرة شارك فيها ألفا شخص.
ودعا إلى التظاهرة في باريس، تجمع يطالب بالعدالة لأداما تراوري الشاب الأسود الذي توفي بينما كان معتقلاً لدى الشرطة في 2016. وحضت أسا تراوري شقيقة الشاب المشاركين في التجمع إلى «إدانة إنكار العدالة ودانت عنف الشرطة العرقي والاجتماعي».
من جهتها، دعت منظمة العفو الدولية في بيان إلى «إصلاح ممارسات الشرطة الممنهجة» في فرنسا.
وجرت التظاهرات في نهاية أسبوع، كشفت هيئة مراقبة الشرطة الفرنسية خلاله، أنها تلقت نحو 1500 شكوى ضد عناصر فيها، يتعلق نصفها بأعمال عنف مفترضة.
ووعد وزير الداخلية كريستوف كاستانير الثلاثاء الماضي، بـ«عدم التسامح إطلاقاً» مع العنصرية في تطبيق القانون. وقال إنه من الواضح أن الشرطيين «فشلوا في القيام بواجباتهم الجمهورية».
ودفعت تعليقات كاستانير، عشرات من رجال الشرطة إلى التجمع بسيارات دورياتهم في ساحة قوس النصر في باريس مساء السبت. وقد ألقوا الأصفاد أرضا تعبيراً عن احتجاجهم.
لكن بروت يون ماراس ممثل اتحاد الشرطة، صرح لـ«فرانس برس» بأن «زملائي شعروا بالإحباط وبأن الوزير المشرف عليهم تخلى عنهم».
«بلطجة عنصرية»
في لندن، جرت اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين يمينيين متطرفين تجمعوا في وسط المدينة مساء السبت، لتحدي المحتجين على العنصرية.
وأعلنت إدارة شرطة العاصمة أن آلاف الأشخاص خالفوا القيود المفروضة لمنع انتشار «كوفيد – 19» للتجمع في ساحة البرلمان وحولها، ما تطلب عملية «كبيرة» للشرطة.
وظهر في لقطات بثها التلفزيون مشاغبون يوجهون ضربات ويرشقون بزجاجات وقنابل دخانية رجال الشرطة، واشتباكات بينهم وبين المحتجين في التظاهرة الأخرى.
ودان رئيس الوزراء بوريس جونسون العنف. وقال: «لا مكان للبلطجة العنصرية في شوارعنا».
واعتقلت الشرطة أكثر من مئة شخص في العاصمة بينما أصيب ستة شرطيين بجروح طفيفة.
وجرت احتجاجات مناهضة للعنصرية في مدن أخرى، بينها برايتون في الجنوب وليفربول في الشمال.
«عنصري مغتصب»
وفي مدينة ميلانو الإيطالية، قام مجهولون مساء السبت بتخريب تمثال لتكريم الصحافي ايندرو موتانيللي (1909 – 2001) في حديقة تحمل اسمه، ورشقوه بدهان أحمر. وكتب بدهان أسود على قاعدة التمثال «عنصري مغتصب».
وكانت جمعية مناهضة للفاشية في ميلانو طلبت من رئيس البلدية إزالة تمثال الصحافي الذي تتهمه بالزواج من طفلة في إثيوبيا خلال فترة الاستعمار الإيطالي في أفريقيا. لكن رئيس بلدية ميلانو بيبي سالا رفض الطلب.
في سويسرا، جرت مسيرات ضمت آلاف الأشخاص، أكبرها في زوريخ، حيث تظاهر عشرة آلاف شخص وهم يرتدون لباساً أسود. وقد ساروا إلى وسط المدينة وهم يرددون «العنصرية أيضاً وباء».
وجرح شرطي عندما بدأ مئات الناشطين اليساريين إلقاء مقذوفات، وتم اعتقال عدد من الأشخاص.
في لوزان، تجمع ألف شخص في ساحة مركزية، رفضاً للعنصرية.
وكانت جنيف شهدت الأسبوع الماضي، تظاهرة شارك فيها نحو عشرة آلاف شخص.
وذكرت «وكالة الأنباء الألمانية»، أن نحو ألفي شخص تظاهروا في مدينة شتوتغارت (جنوب).
وتحدثت عن تظاهرتين أخريين ضمت الأولى 500 شخص في لوبيك، والثانية 250 شخصاً في هامبورغ.
في استراليا، تظاهر الآلاف في العديد من المدن في عطلة نهاية الأسبوع الثانية على التوالي رغم الإجراءات المفروضة لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد. وجرى أكبر التجمعات في بيرث، عاصمة ولاية غرب أستراليا.
ورفع العديد من المتظاهرين لافتات كتب عليها «أوقفوا الموت في الاحتجاز» و«أستراليا البيضاء توقفوا عن الكذب على أنفسكم»، في إشارة إلى وفاة أكثر من 400 من السكان الأصليين في التوقيف في العقود الثلاثة الماضية.
واعتقلت الشرطة، أمس، امرأتين في سيدني، بعدما شوهتا تمثالاً للمستكشف البريطاني جيمس كوك، قبطان أول سفينة غربية تصل إلى الساحل الشرقي للقارة.
ونُظمت احتجاجات أصغر من أجل حقوق السكان الأصليين في داروين، عاصمة ولاية الأراضي الشمالية، وفي مدن كوينزلاند المجاورة. وتضم المنطقتان مجموعات كبيرة من السكان الأصليين.
في آسيا، تجمع المئات في متنزه تايبه رافعين لافتات كتبت عليها شعارات بينها «هذه حركة وليست لحظة». ووقف المتظاهرون ثماني دقائق صمت تكريماً لذكرى فلويد الذي ثبته الشرطي على الأرض وهو يضغط بركبته على عنقه ثماني دقائق و46 ثانية.
كما تظاهر عشرات تحت المطر في طوكيو.
في كندا، أعلن مسؤولون في مقاطعة نيو برونزويك (شرق) السبت، أنهم فتحوا تحقيقاً في إطلاق الشرطة النار على رجل يبلغ من العمر 48 عاماً ما أدى إلى مقتله في ثاني حادث من هذا النوع خلال يونيو الجاري.