Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر April 30, 2021
A A A
اتّعظوا من يوسف بك كرم!
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده

لا يُخفى على أحد الواقع المأساوي في بلدنا والغيوم السوداوية التي تظلله من كل حدب وصوب وكأنه كُتب على هوية هذا الوطن أن يتعذّب دوماً فاذا بالعذاب يغدو لصيقاً وتوأماً له، كيف لا؟ وهذا اللبنان الذي لطالما كان مقصداً للسياح الأجانب والعرب ومنبراً للحريات والعيش اللائق بات اليوم رهينة بأيدي طبقة سياسية حاكمة لا يستهويها الا “النبش” عن مصالحها ومكاسبها واقتناص اي فرصة “لشدّ الحبل” صوبها وبات شعارها “أنا أو لا أحد”!
قالها يوماً البطل الوطني يوسف بك كرم “فلأضحى انا وليعش لبنان”، ونسأل في السياق اين هم سياسيونا مما قاله يوسف بك كرم؟ ألا يستحق هذا الوطن الحبيب المقدس الذي وطأته أقدام السيد المسيح أن يضحي رجالاته كرمى له، كرمى لبقائه، كرمى لازدهاره ونهوضه فيحلق كالنسر في السماء؟
وفي ظل كل ذلك، لا أحد يتنازل للآخر فكلّ يتصلب في موقفه وباتت لغة الحوار بعيدة كل البعد لا بل مقطوعة عن اليوميات السياسية ومثال على ذلك عملية تشكيل الحكومة التي لم تبصر النور حتى الساعة وان هذه الأزمة هي من عندياتنا على ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن صنع أيادينا على ما أكد اكثر من مصدر ديبلوماسي فالاتفاق بين القوى السياسية لا مكان له وكأنه “كل شخص فاتح على حسابو”.
لبنان بحاجة الى أن يضع المسؤولون فيه الشخصانية جانباً ويتطلعون الى مصلحته ومصلحته فقط لأن الوطن أكبر وأعظم من الجميع ومتى جرى التفريط به فلا معنى لأن يبقى اي واحد منا فاذا كان الوطن سليماً ومعافىً نكون كلنا بألف خير ومتى كان الوطن مجزءاً متحللاً لن نصل الا الى القعر!