Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر October 31, 2024
A A A
“اتفاق حذر” بين بري وهوكشتاين بانتظار جواب نتنياهو
الكاتب: رواند بو ضرغم - لبنان الكبير

يخوض رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو معركته ضد إيران، من خلال سعيه الى تفكيك حلفائها في الداخل اللبناني عبر رسائل الضغط بالنار والدمار، في محاولة منه لفرض واقع سياسي جديد مستنسخ عن عام ١٩٨٢.

تجاوز نتنياهو القرار ١٧٠١ والميدان العسكري متوهماً أنه باغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله يستطيع رفع سقفه السياسي ليفرض شروطه على لبنان، وليزرع الشقاق بين الثنائي الشيعي لإضعاف المقاومة. الا أن الرئيس نبيه بري بقي ثابتاً على مبادئه وسقف مفاوضاته بالحفاظ على جميع المكونات والحقوق اللبنانية والسيادة الحقيقية. وما مطالب نتنياهو بإعطاء إسرائيل حق القيام بعمليات في لبنان عند الاشتباه بتحركات غريبة على الرغم من وجود الجيش ومفعول القرار الأممي ١٧٠١، بالاضافة الى نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية السورية، الا محاولات بائسة لتطويق لبنان ووضعه تحت الوصاية الدولية وتغيير نظام الحكم فيه، من خلال فرض سلطة سياسية حاكمة جديدة تدور في فلك الاسرائيلي، تماماً كما فعل عام ١٩٨٢.

على مقلب “حزب الله” لم تتغير القواعد العسكرية ولا السياسية، فالهدف الذي اغتيل من أجله السيد نصر الله لا يزال ساري المفعول، فلا غزة ستُترك ولا المستوطنون سيعودون ولا الشروط الاسرائيلية ستُفرض على المقاومة. وتقول مصادر ميدانية لموقع “لبنان الكبير” إن المقاومين هم من سيحددون مسار المفاوضات، ولا اتفاقات سيسير بها الجناح العسكري قبل تحقيق النصر لشهيدهم الأعلى وللبنان، وما عجز الاسرائيلي عن تحقيقه منذ عام ٢٠٠٥ وخروج القوات السورية من لبنان ومحاولات فرض الاستراتيجية الدفاعية، لن يحصل عليه اليوم بعد قراره الخاطئ باغتيال السيد وتحريك بعض الداخل للضغط باتجاه تطبيق القرار ١٥٥٩.

ويتلاقى صمود المقاومة عسكرياً مع صمود الموقف اللبناني الرسمي سياسياً، إذ كان الرئيس بري حاسماً برفض أي اضافات على القرار ١٧٠١، ورسم “اتفاقاً حذراً” مع الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين بشأن آلية التنفيذ، وكذلك رفض الرئيس نجيب ميقاتي من جهته أي وقف لإطلاق النار من جهة واحدة.

أوساط عين التينة تقول لموقع “لبنان الكبير” إن مجرد حضور هوكشتاين الى تل أبيب يعني أن الأميركي يسير وفق ما اتُفق عليه مع الدولة اللبنانية، بانتظار الرد الاسرائيلي. في حين أن منسوب التفاؤل ليس مرتفعاً، وخصوصاً أن الاسرائيلي يماطل ويزيد من جنونه وإجرامه لتمرير الانتخابات الرئاسية الأميركية، في محاولة لتحقيق إنجاز عسكري يقوي من أوراقه التفاوضية ومن حظوظه في فرض شروطه.

في محصلة المشهد الميداني، أن “حزب الله” لا يُقيم وزناً للتفاوض السياسي والشروط الاسرائيلية والتواطؤ الدولي، ويصر على التفاوض الميداني، إذ ان الميدان استعاد عافيته وتنسيقه وتواصله واسترد قوة ردعه للاسرائيلي وبدأ باصطياد الغزاة وإحراق دباباته وتوسيع رقعة تهجير مستوطنيه، ولسان حال المقاومين في المرحلة المقبلة: سيندمون على قرار اغتيال السيد، الاسرائيليون ومن خلفهم الأميركيون.