Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر April 4, 2023
A A A
اتفاق بكين جبَّ ما قبله..!
الكاتب: اللواء

زيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري محمد الخليفي إلى بيروت، تعتبر بمنزلة صفارة إنطلاق الشوط الجدّي للسباق الرئاسي، على توقيت الساعة الإقليمية والدولية، التي سبقت بمراحل الساعة المحلية، التي ما زالت في حكم المتوقفة، على حافة الإنقسامات الداخلية، والخلافات المستحكمة بين الأطراف السياسية، التي عطلت جلسات مجلس النواب الإنتخابية، بعدما ثبت بالوجه القانوني والدستوري، عجز كل الكتل النيابية عن تأمين نصاب الثلثين والأكثرية المطلقة لأحد مرشحيها.
أهمية المهمة القطرية الإستطلاعية تكمن في كونها منبثقة عن الحراك الإقليمي والدولي حول الأزمة اللبنانية. فهي ليست بعيدة عن التنسيق مع السعودية، ولا هي تتم بمعزل عن جوهر مباحثات اللقاء الخماسي في باريس، الذي شدد على حثّ اللبنانيين الإسراع في إنتخاب رئيس الجمهورية، كما أعلن الموفد القطري عند وصوله إلى بيروت.
تزايد الإهتمام الخارجي بالإستحقاق الرئاسي، يكشف مدى فشل المنظومة السياسية في إدارة الأزمات التي يتخبط فيها البلد، وخاصة على صعيد إستمرار الشغور الرئاسي، وعدم القدرة على الحد من مسلسل الإنهيارات التي تضرب مقومات الدولة وتحوّلها إلى دولة فاشلة.
ليس دقيقاً الكلام عن أن الوزير القطري جاء إلى لبنان ليرجح كفة مرشح معين على بقية المرشحين، ولا لدعم فريق سياسي محدد على حساب بقية الأفرقاء، لأن أساس المباحثات الباريسية، وما تسرب عنها من مواقف الدول الفاعلة، وخاصة المملكة العربية السعودية، تؤكد على ضرورة التمسك بالمواصفات المطروحة للرئيس العتيد، بحيث لا يُشكل تحدياً لأحد، ولا يكون متورطاً في عمليات فساد، أو تدور حوله شبهات الفساد، ولا يكون وصوله إلى بعبدا إنتصاراً لفريق سياسي، وإنكساراً لفريق سياسي آخر.
ولا بد من التذكير بالبيان السعودي – القطري المشترك الذي صدر بعد مشاورات رفيعة بين البلدين، والذي أشار صراحة إلى الحرص على تسريع خطوات إنتخاب رئيس جمهورية للبنان، في أجواء من التوافق الوطني، تواكب مناخات التهدئة في الإقليم، وتعزز مناعة الوضع اللبناني الذي أحوج ما يكون إلى الحوار بين اللبنانيين أنفسهم، للخروج ببلدهم من دوامة الإنهيارات الراهنة.
وهذا ما أعلنه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، غداة الإعلان عن الإتفاق السعودي – الإيراني في بكين، عندما شدّد على أن لبنان بحاجة إلى التقارب بين اللبنانيين أنفسهم، وليس للتقارب بين المملكة وإيران.
فهل يُدرك أهل السياسة في لبنان أن إتفاق بكين جبّ ما قبله، وفتح أوضاع المنطقة على آفاق جديدة وواعدة لا علاقة لها بمرحلة ما قبل ١٠ آذار؟