Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر November 19, 2017
A A A
ابتعدوا عن التدويل وابعدوا “الشبح”!
الكاتب: الياس الديري - النهار

لا موجب، ولا مُبرّر للانسياق في تهبيط الحيطان فوق رؤوس اللبنانيّين الغارقين في هموم تبدأ بلقمة العيش ولا تنتهي عند فاتورة المستشفى. الوضع صعب، وخصوصاً بعد دخول الدول العربيَّة إلى “مسارح اللعبة الإيرانيّة” كما تقول بعض الصحف الفرنسيّة والأميركيّة. إلّا أن لبنان اجتاز حروباً وزلازل أين منها حرب داحس والغبراء.

إنّهم يقتلون الجياد، قال جون واين لرئيس المخفر بصوت غاضب فيما يده على مسدّسه. فأُجيب على الفور أنّهم يحمونهم من اللصوص. إن بعض المتهوّرين والمهووسين يقتلون العلاقات العميقة الجذور بين لبنان والسعوديَّة ودول عربيَّة أخرى، على طريقة حمايتها من المتطرفين.

قريباً جدّاً من المثل القائل حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء، يمكن التعامل بدقّة مع التطوُّر الجديد الذي ينحصر بانفراج قضيّة الرئيس سعد الحريري، والارتياح النسبي الذي ساد البلد، رئيساً وحكومة وشعباً. وحتماً ستليه تطوُّرات مختلفة للغاية في أهميّتها وخطورتها وإيجابيّتها كما سلبيّتها…

إلّا أنَّ على اللبنانيّين، وفق رؤية كبار المراجع والمسؤولين، ألّا ينسوا لحظة “أمّ المعارك” و”أمّ الأزمات”، و”أمّ الطموحات”. وهل يخفى القمر وتخفى معه الطحشة على بعض الدول العربيَّة، وإصرارها على إبقاء المنطقة العربيَّة محصورة بين نيران الزلازل وعواصف المطامع؟

لقد حقّقت المساعي الدوليَّة والإقليميّة أمنية اللبنانيّين بإنهاء جميع الالتباسات المُتعلّقة برئيس الحكومة الذي فاجأ الدنيا باستقالة أخفت خلفها الكثير الكثير من المُستجدّات والأزمات التي ترتبط خيوطها بمخطَّطات المصدر الذي لا يغيب ذكره عربيّاً ودوليّاً.

الآن انتقلت الأنظار والاهتمامات إلى القاهرة حيث سينعقد مؤتمر وزراء الخارجيَّة العرب للنظر في ملف الأزمات المفتوحة، والأدوار السلبيَّة التي تتوزَّع تباعاً على دول عربيَّة تكاد تفقد أمنها واستقرارها ومصيرها…

الرئيس نبيه برّي اختصر الوضع الراهن بجملة مُفيدة تقول خلاصتها إن لبنان أغلق أزمة رئيس الحكومة، لكن ماذا نفعل بالأزمة السياسيَّة التي ستفرش حصيرتها في صالونات الحكومة؟

أمّا الوزير مروان حمادة فقد اكتفى بالتنبيه الى ترقُّب “ضربات جزاء بالجملة”، مع إشارة إلى أن “الآتي أعظم” من خلال المواقف التي يعلنها فريق العهد… وكأنّ هناك مَنْ يفتح حرباً على المملكة العربيَّة السعوديّة بالإنابة عن الأصيل”.

واللبيب من الإشارة يفهم.

بالمختصر المفيد ابتعدوا عن التدويل، وعودوا إلى جوار الحكمة والتعقُّل، وابحثوا مع الأشقّاء والأصدقاء كيف نبلغ هدف النأي بالنفس، من غير أن نُثير النقمة علينا من أربع رياح الأرض.