Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر April 30, 2017
A A A
“إندبندنت”: حكم ترمب يزيد المخاوف على السلام العالمي
الكاتب: (إندبندنت - الخليج أونلاين)

قال الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن، إن الأيام المئة الأولى من حكم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تزيد من حدة المخاوف على السلام العالمي، فقد مكن ترامب العديد من الذين قادوا الولايات المتحدة عقب تفجيرات 11 أيلول، والحروب الكارثية التي قاموا بها في الشرق الأوسط، ولا يبدو أن أياً منهم قد غير من قناعاته أو طريقة تفكيره.
وبحسب ما قال الكاتب، في مقاله المنشور بصحيفة “إندبندنت”، فإن كثيرين رحبوا بطريقة إدارة ترامب للسياسة الأميركية، ورحبوا بالاستخدام الفعلي للقوة العسكرية في سوريا وأفغانستان وتهديد كوريا الشمالية، وأيضاً أثنى الكثيرون على تعيينه جنرالات في المناصب الأمنية العليا، وكل ذلك- بحسب الكاتب- يدعو إلى الخشية على السلام العالمي عقب نهاية 100 يوم من حكم ترامب.

في بغداد، على سبيل المثال، يرى الناس أن الولايات المتحدة متجهة للحرب مع طهران، في محاولة أميركية للحد من النفوذ الإيراني في العراق أو القضاء عليه، خاصة أن وزير الدفاع الأميركي الحالي جيم ماتيس، ومستشار الأمن القومي ماكماستر، هما من الجنرالات المعروفين بعدائهم لإيران، ولديهم خبرة قتالية في العراق.

المواجهة بين أميركا وإيران هي خبر سيء للعراقيين؛ فهي وإن كانت لا تعني حرباً شاملة ستعني حرباً بالوكالة بين الطرفين، وسيكون العراق ملعبها.

أما في سوريا فقد رحب كثير من المحللين بالضربة الأميركية في السابع من نيسان، واعتبروها عودة إلى السياسة الأميركية المطالبة بخروج الأسد كجزء من الحل واتفاق السلام الشامل في سوريا، إلا أن هذه السياسة ماتت منذ وقت طويل، فالأسد لم يعد لديه سبب للخروج من السلطة، وما يجب التذكير به أن سياسة ترامب خلال خطاباته الانتخابية تجاه سوريا كانت أكثر عقلانية من خطابات منافسته هيلاري كلينتون.

المعضلة الكبرى التي يدركها السوريون، ومعهم القوى الغربية، أنه في حال ذهب الأسد أو ضعف حتى فإن المستفيد من ذلك هي القوى المتشددة متمثلة بتنظيم القاعدة، وتنظيم “داعش”، وكلا الخيارين سيء بل أسوأ من الأسد.

وربما كانت إحدى الدعايات التي عملت عليها جماعات سورية معارضة هي أن النظام السوري متحالف مع “داعش” وهي دعاية أبطلتها مجموعة رصد دولية كشفت خلال دراسة لها أن المواجهات بين النظام السوري وتنظيم “داعش” بين 1 نيسان 2016 و31 آذار 2017 تشكل ما نسبته 43% من مجمل المواجهات التي خاضتها قوات النظام مع فصائل سورية معارضة أخرى.

ويقول كولومب ستراك، المحلل في شؤون الشرق الأوسط: إن “من الحقائق أن أي عمل عسكري تتخذه واشنطن لإضعاف الحكومة السورية سيعود بالفائدة بقصد أو من دون قصد، على الجماعات الإسلامية، فالحكومة السورية هي بالأساس سندان لمطرقة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، فبينما كانت الولايات المتحدة ووكلاؤها على الأرض يقاتلون قرب الرقة، كانت القوات السورية تقاتل تنظيم الدولة في تدمر وأجزاء من حمص ودير الزور”.

وتقول إدارة ترامب أن أولويتها لا تزال في القضاء على “داعش” غير أن التأثير المحدود للسياسة الأميركية الخارجية يعتبر من الأنباء الطيبة لـ”داعش”.

وربما هذا الأمر قد يجعل من الولايات المتحدة الأميركية أميل إلى استخدام قوتها العسكرية لإثبات سلطتها، خاصة أن قوتها السياسية والاقتصادية والأيديولوجية آخذة في الانخفاض مقارنة ببقية دول العالم، وكانت في أوجها في مرحلة انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991.