Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر August 18, 2019
A A A
إنتصار تموز 2006 يكتب التاريخ من جديد
الكاتب: العالم

بعد مرور 13 عاما على الانتصار التاريخي والاستراتيجي الذي حققته المقاومة اللبنانية على جيش الاحتلال الصهيوني في 14 آب من العام 2006، تزداد قوة البيئة الاستراتيجية كل يوم لمصلحة قوى المقاومة وتحاصر كيان العدو الصهيوني المحتلّ لفلسطين والجولان السوري وأجزاء من جنوب لبنان.

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أكد في إطلالته الجمعة لمناسبة ذكرى الانتصار التاريخي أن قوة المقاومة زادت 500 مرة وفي الحرب المقبلة سيشهد العالم تدمير جيش الاحتلال على الهواء مباشرة.
وتأكيدا على أهمية كلام السيد نصرالله كتبت جريدة “البناء” اللبنانية السبت: توقف خبراء عسكريون واستراتيجيون أمام هذه الرسالة الشديدة الدقة والأهمية والنوعية، وأن حزب الله أعد مسرح العمليات في جنوب لبنان على الصعد العسكرية واللوجستية والإعلامية كافة، وهذا ليس وعدا بل عمل منجز وبالتالي سيلقى صدى كبيرا في إسرائيل، إذ لن يستطيع العدو بعد الآن إخفاء خسائره وهزائمه العسكرية والمعنوية في أي حرب مقبلة لوجود بث مباشر لكل معركة وقتال وخسائر ما سيدفع العدو للانشغال منذ الآن بعملية بحث كبيرة عن كاميرات وأجهزة البث بين التلال والجبال والأودية يفوق بأضعاف مضاعفة ما كانت تمتلكه في العام 2006.
وأضافت “البناء”: وهذا يعتبر محطة جديدة في معادلات الردع ورفع موازين القوى إلى مستويات عالية لصالح المقاومة ومحورها. ويلفت الخبراء إلى أن حديث السيد نصرالله عن أن الحرب على لبنان تعني الحرب مع محور المقاومة كله، يعني كسرا لسياسة إسرائيل الاستفراد بأجزاء المحور وبالتالي أي حرب مع جزء منه ستواجه المحور بأكمله. وهذا ما يؤخر الحرب أو يبعدها كليا بحسب مصادر عسكرية.
وقالت جريدة “الأخبار” اللبنانية إن الاحتفال بانتصار لبنان في تموز 2006، الذي نظمه حزب الله الجمعة، كان مناسبة ليجدد الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله تأكيد تعاظم قوة المقاومة، وما فرضته من معادلات في الصراع، حتى بات العدو الإسرائيلي يهاب من المواجهة مع المقاومة اللبنانية.. فـ”حرب تموز كشفت حقيقة الكيان، ولذلك فإنه لا يعتدي على لبنان، لأنه يخاف حصرا من حزب الله، وإنما هو يعتقد أن أي حرب جديدة على لبنان، قد تفجر المنطقة عبر محور المقاومة”.
أما جريدة “الديار” اللبنانية فوصفت يوم 14 أب (أغسطس) باليوم الذي حصل فيه تغيير وجه التاريخ في الصراع مع العدو الإسرائيلي، وكتبت تحت هذا العنوان:
“في ذلك اليوم، تم تغيير وجه التاريخ في الصراع مع العدو الإسرائيلي، فهو الذي كان يقوم بنزهة بدباباته ويحتل قسما من أراضي جنوب لبنان ويدخلها ويمارس فيها كل أنواع الإرهاب والقصف والتطويق للقرى والمدن، إلا أن جيشه أصيب بالخسائر والضياع ولا الطيران ولا الدبابات ولا أسلحته استطاعت إنقاذه مقابل قلة من المجاهدين آمنوا بأن الله والإيمان والقتال في وجه العدو الإسرائيلي هو الذي سينتصر وهذا ما حصل”.
ويرى مراقبون أن انتصار المقاومة في حرب تموز الذي أفشل مشروع الشرق الأوسط الجديد وأصاب الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني بالانكسار والخيبة، هو ما دفع المحور المعادي للمقاومة إلى إثارة الفتن المذهبية وشن الحرب الإرهابية تحت غطاء ما سمي بالربيع العربي للنيل من المقاومة أو إضعافها ومحاصرتها تمهيدا للقضاء عليها.. وهذه المحاولات كلها باءت بالفشل، بل وسعت دائرة محور المقاومة من فلسطين إلى سوريا والعراق واليمن، تتقدمه إيران.. وازدادت قوته وعززت معادلاته الردعية، وفي المقابل تعمق مأزق الحلف الصهيوني الأميركي وأدواته في المنطقة…