Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر February 19, 2018
A A A
إنتخابات ٢٠١٨ – ٣ زيجات أرمنية في بيروت الأولى
الكاتب: مجد بو مجاهد - النهار

تتخذ التحالفات الانتخابية طابع الثنائية في دائرة بيروت الأولى. هي نفسها قد تتوسّع، فتتحوّل الى ثلاثية أو ربما رباعية. لكن المؤكّد حتى الساعة، أن “القوات” و”المستقبل” و”التيار الوطني الحرّ” كلٌّ حجز “عروسه الأرمنية” محدّداً موعد الزفاف في 6 أيار 2018. حزب الطاشناق، الأقوى أرمنياً في بيروت الأولى نسبةً لانتخابات 2009، وبحسب اعتراف الأحزاب الأرمنية المنافسة، يشكّل ثنائية محتّمة الى جانب “البرتقاليين”. التفاصيل كشفها لـ”النهار” وزير السياحة أفيديس كيدانيان. ويسير حزب الهانشاق على الدرب نفسه الذي يسلكه تيار “المستقبل”: “تحالفنا ثابت مع المستقبل ونحن لا نغير تحالفاتنا”، يؤكّد لـ”النهار” رئيس الحزب النائب سيبوه كلبكيان. من جهتها، قرّرت اللجنة التنفيذية في حزب الرامغافار التحالف مع “القوات”، وفق ما يؤكّد لـ”النهار” رئيس الحزب أفيديس داكيسيان.

ولا يكسر مشهد الثنائيات في بيروت الأولى، سوى صورة النائب سيرج طورسركيسيان الـ “single” حتى الساعة. هو المرشّح المندفع الذي سيخوض غمار الاستحقاق الانتخابي الى جانب “لائحة مختلطة مؤلفة من وجوهٍ سياسية ذات طابع مدني”. جنين اللائحة بدأ يتكون. ومن الأسماء التي ستضمّها الى جانب طورسركيسيان عن المقعد الأرمني الكاثوليكي، كلوديا مارشيليان عن أحد المقاعد الأرمنية الأرثوذكسية الثلاثة، فضلاً عن أسماء أخرى مطروحة بقوّة لتشكّل جزءاً من اللائحة، وهي توالياً: توفيق الهندي وتيري بيطار عن مقعد الأقليات (سريان)، كارول بابيكيان عن مقعد الأرمن الأرثوذكس. وعن أجواء التحالفات مع القوى السياسية الفاعلة في الدائرة، يقول طورسركيسيان لـ”النهار” إن “جميع القوى منفتحة بعضها على بعض، والأصعب في دائرة بيروت الأولى أن الكل يلعب دوراً ما”. لكنّه يحسم أن “لائحتنا لن تشكَّل الى جانب الوطني الحر والطاشناق والمستقبل”. وعن تموضع النائب نديم الجميل، يقول: “مبدئياً سيكون الى جانبنا ومحلّه معنا. هو الذي خضت معه معركة النفايات ومعركة اقتراح قانون الزواج المدني في البرلمان”.

ويميل بعض التوقعات الى القول ان اللائحة التي يشكلها طورسركيسيان قادرة على الفوز بمقعدين اثنين على الأقل. التصورات نفسها يتوقّعها الطاشناق لنفسه في الانتخابات. “القانون النسبي يسمح لنا بالفوز بنائبين الى 3 نواب”، يقول كيدانيان مستقرئاً المشهد الانتخابي الأرمني على الشكل الآتي: “نتائج انتخابات 2009 اشارت الى ان 74% من الأرمن الأرثوذكس و65% من الأرمن الكاثوليك صوّتوا للطاشناق. مع العلم ان بيروت الأولى تختلف اليوم مع ضمّ المدوّر (كما في انتخابات 2000)، خزان الناخبين الأرمن البالغ عددهم 26322 ناخباً. ما يعني أن 70% من الناخبين الأرمن سيصوّتون لمصلحتنا، وفق الأرقام السابقة”. اذاً المعنويات عالية لدى لطاشناق ولا مشكلة مع الأحزاب الأرمنية. لكنّ الهم الأكبر يكمن في “نجاح العدد الأكبر من مرشحي الطاشناق”.

لبنان ينتخب.
ولا يزال النقاش قائماً حتى الساعة لحسم تحالف الطاشناق مع “المستقبل” والهانشاق. فاذا نجح المسعى يولد حلف رباعي مع “الوطني الحر”. واذا استبعد الهانشاق، يتبلور حلفٌ ثلاثي. وجهة نظر الهانشاق تشير الى الآتي: “التقسيمات تغيّرت في بيروت ولا نزال في مفاوضات. سنبقى في الموقع نفسه مع المستقبل ونحاول التحدّث مع باقي الأحزاب. الاساس هو تيار المستقبل ولكن لن نقول ان التوافق حصل حتى الساعة”، وفق كلبكيان. ينظر “الهانشاقيون” الى أنفسهم من منطلق أنهم “القوة الثانية وأصواتنا معروفة في المدور. مضى 100 سنة على وجودنا في المنطقة. وفي انتخابات 2009، فاز تحالفنا بـ1800 صوت أرمني مقابل 4000 للطاشناق”. اذاً الكل يريد ان يساعد نفسه. والمطلوب “لائحة متضامنة على الأقل لتأمين الحاصل الانتخابي”. لكنّ الأهم في المشهدية بالنسبة الى الهانشاق “حليفنا تيار المستقبل”. والهمّ الأوّل “تضامن الأرمن وتحصيل حقوقهم”.

بدوره تحالَفَ حزب الرامغافار الأرمني مع “المستقبل” في وقتٍ سابق. لكنّه اليوم يختار تشكيل ثنائية جديدة الى جانب “القوات”. “جان أوغاسبيان كان مرشحنا قبل 8 سنوات، لكن الحزب قرر خوض غمار الاستحقاق الانتخابي بمرشح حزبي هذه المرّة فتحالفنا مع الدكتور سمير جعجع”، يقول داكيسيان. وبدأت ملامح اللائحة الانتخابية تتظهّر. وهي ستضم حتى الساعة المرشح “القواتي” عن المقعد الاورثوذكسي عماد واكيم، اضافةً الى داكيسيان نفسه الذي سيترشح عن المقعد الأرمني الأرثوذكسي. والمفاوضات لا تزال مستمرة، ومن المتوقع أن تضم اللائحة أيضاً ريشار كيومجيان عن المقعد الأرمني الكاثوليكي.

ورغم حسم بعض الأسماء على اللوائح، الا ان بعضها لا يزال متأرجحاً. وتشير المعلومات الى أن ترشيح حبيب افرام عن مقعد الأقليات على لائحة “الوطني الحر” لم يحسم بعد. واذا حلّ الطلاق بين الهانشاق و”المستقبل” هل يحاول الحزب الأرمني الانضمام الى طورسركيسيان؟ “سيرج أقرب الى المجتمع المدني ولكننا لسنا مرشحين بمفردنا. اذا ذهبنا مع سيرج قد لا يستقبلنا أحد لأننا حزب، أما سيرج فمستقلٌ وليس حزبياً رغم انضوائنا معه في الكتلة البرلمانية نفسها”، يقول كلبكيان.

تؤشر هذه الأجواء الى أن تصاعد بورصة ترشيح بعض الأسماء وهبوطها قائم في الوقت الراهن، على أن تستقرّ تدريجاً في الأسابيع القريبة المقبلة.