Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر August 19, 2022
A A A
إمّا الرئاسة في موعدها أو الحكومة… لا حاجة للأمرين معاً
الكاتب: محمد علوش - الديار

 

لا يمكن فصل الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، لرئيس الجمهورية ميشال عون، عن المسار الذي كان قد بدأ بالتصاعد بشكل علني في الأيام الماضية، حول قدرة وعدم قدرة حكومة تصريف الأعمال على تسلم صلاحيات رئيس الجمهورية بعد إنتهاء ولايته، خصوصاً أن «التيار الوطني الحر» كان قد ذهب إلى تبني وجهة النظر التي تقول بعدم جواز تسليم البلد وصلاحيات الرئاسة الى حكومة تصريف الاعمال الحالية.

في المقابل، كان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قد ألمح إلى أنه غير بعيد عن هذا التوجه أيضاً، ولو لأسباب تختلف عن أسباب التيار الوطني الحر، فهو كان قد ذهب إلى الحديث عن أن «الشعب يرفض تسليم مصيره إلى حكومة تصريف أعمال»، لافتاً إلى أن «وجود حكومة كاملة الصلاحيات لا يفرضه منطق التوازن بين المؤسسات الدستورية فقط، بل منطق التوازن بين أدوار المكونات الميثاقية في لبنان أيضاً».

إنطلاقاً من ذلك، كان من الطبيعي عودة البحث في كيفية تفادي إحتمال الذهاب إلى خلاف دستوري من هذا النوع، لا سيما أن أحداً لا يستطيع أن يتكهن بالخيارات التي قد يلجأ إليها رئيس الجمهورية قبل مغادرته القصر الجمهوري، إلا أن السؤال يبقى حول قدرة الجولة الجديدة من المفاوضات على الوصول إلى نتائج إيجابية، تقود إلى ولادة حكومة جديدة قبل نهاية ولاية الرئيس عون.

من حيث المبدأ،عدم الوصول إلى إتفاق سيعزز فرص الذهاب إلى خلاف دستوري خطير في مرحلة خطرة من عمر لبنان، بحيث لا يمكن تفاديه إلا بالتوافق على إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، الأمر الذي لا يبدو أنه متوفر في الوقت الراهن، بينما الوصول إلى إتفاق حول تشكيل الحكومة الجديدة سيعزز من فرص الذهاب إلى فراغ رئاسي طويل.

إذا، وبحسب مصادر قيادية في فريق 8 آذار، فإن فرص تشكيل حكومة جديدة لا تزال على حالها قبل زيارة ميقاتي الأخيرة الى قصر بعبدا وبعدها، معتبرة أن التبدل بالظروف يطال الشكل فقط، ولا يطال المضمون، فالزيارة حصلت لكنها لا تغير من واقع أن تشكيل الحكومة شبه مستحيل حتى اللحظة.

وترى المصادر أن العلاقة بين الحكومة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية هي علاقة عكسية، أي أن فرص الوصول الى الاولى تعني أن فرص نجاح الثانية قليلة، والعكس تماماً، بحال ارتفعت حظوظ انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الأول المقبل، فإن ذلك يعني أن لا حاجة للدخول في معارك سياسية لأجل تشكيل حكومة لن تكون ضرورية ولن تفعل شيئاً.

يُدرك ميقاتي هذا الواقع، وهو الذي فعّل حكومته الحالية عبر اجتماعات الوزراء، وقد وجد أن اللقاءات مع الرئيس عون إن عادت فهي لا تعني شيئاً على المستوى العملي، ولا تؤثر على عمل الحكومة الحالية، وبالتالي فلا ضير من القيام بالأمر، ورئيس الجمهورية يُدرك هذا الواقع أيضاً، ما يجعل اللقاء مجرد «فولوكلور» غير مضمون النتائج، فالحكومة ومصيرها مربوطان بمكان آخر، تماماً كما حال الحكومات السابقة والحكومات اللاحقة.