Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر March 13, 2024
A A A
إمراة من وفاء…الاديبة الماردة الى ديار الله
الكاتب: حسنا سعادة - موقع المرده

مؤلم رحيل سوزان البعيني، موجع رحيل الاوفياء ولكن الموت حق وما من مفر من هذه الكأس التي تجرعها قبلنا يسوع المسيح ليؤكد لنا اننا ابناء القيامة.
سوزان البعيني وما ادراك من هي! الشاعرة، الاديبة، المديرة، الماردة، الوفية، المثقفة، الناشطة، الحاضنة والمحبة..كلها صفات لا تفيها حقها هي المقاومة على طريقتها، مرات بالكلمة والقصيدة ومرات اخرى بحمل البندقية حين يقتضي الامر الدفاع عن الارض والانتماء.
سوزان البعيني كنت اعرفها بالاسم لحين حصل اللقاء الاول معها في مكتبة الرئيس الراحل سليمان فرنجيه حين كنا نأرشف الكتب وننظمها الزميل طوني جبرايل فرنجيه وانا فأحبتني منذ اللحظة التي عرفني عليها روبير بك فرنجيه ليس لانني من الناس الذين تحبهم فور لقياهم بل لانها لمست عمق انتمائي لهذا البيت العريق الذي تعتبر ان كل من هو قريب منه اقرب اليها من ناسها واهلها.
سوزان كانت الحاضرة الدائمة، قبل ان يقعدها المرض، الى الطاولة الرئيسية خلال عشاء خميس السكارى التقليدي في قصر الرئيس فرنجيه في زغرتا كلفتة تكريمية لسيدة لم تبدل تبديلا في كل الظروف والطلعات والنزلات ولطالما همست في اذني في تلك العشوات ان بيت الرئيس لا يضيع معهم الوفاء.

في عيد المعلم قررنا في موقع المرده الالكتروني ان نكرم المديرة سوزان البعيني ولكن بعد نقاش ارتأينا ان يكون التكريم في عيد الام لانها كانت بالفعل اماً لطلابها الكثر ولانها كانت لنا في الموقع الام المتابعة لكل كلمة نكتبها وننشرها، الا ان الموت كان اسرع واختار ان يكون تكريمها في جوار احباء اشتاقت لهم.
رحلت سوزان حاملة معها كماً من الذكريات وحرقة اغتيال صديقها الشهيد طوني فرنجيه وزوجته وطفلته و٢٨ اهدنياً، رثتهم شعراً ونثراً ولم تقصر يوماً في حزنها رغم انها من دعاة “اناشيد الحب والفرح” باكورة دواوينها الشعرية.
سوزان البعيني يصح فيكِ ما قاله عنك الشاعر نعمان فؤاد الخوري عندما سُرقت مجوهراتك اذ كتب:
طمنتي واتطمنتي ولجيرانك إمنتي
لو بدن ذهب اصلي كانوا سرقوكي انتي.

بالفعل سوزان الياس البعيني ذهب اصلي في حياتها وصداقاتها وانتمائها.
الف تحية وداع ايتها الماردة الاصلية والاصيلة.