Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر February 16, 2021
A A A
إلى «حل ما» على صفيح ساخن؟
الكاتب: نون - اللواء

على حد قول المثل الشعبي المعروف: الناس بالناس والقطة بالنفاس، يمعن أهل الحكم في السجالات العقيمة، وفي تدبيج البيانات الصاخبة، متناسين، أو عاجزين عن إدراك مخاطر الترديات التي يتخبط فيها الوطن المنكوب، ولاهين عن آلام وأوجاع الشعب الجائع، والضائع في مناورات الحكام المتمترسين خلف مصالحهم، واللاهثين وراء كراسي السلطة ومغانمها الفاسدة منها والفاشلة.
لم يعد اللبنانيون يهتمون بمن يكون في سدة الحكم: لا القوي الذي لا يستعمل عقله وحكمته، ويفتقد للحس الوطني وأدنى متوجبات المسؤولية، ولا الضعيف الذي يتعطل حكمه عند أول تحرك في الشارع، ويُصبح أسير الإرباكات المتتالية.
لا يهم اللبنانيون كيف تكون الحكومة العتيدة، الأهم بالنسبة لهم أن تكون قادرة على إختراق العزلة العربية والدولية التي نسجتها سياسات العهد الحالي، والحصول على المساعدات الفورية والطارئة، قبل أن يلفظ الإقتصاد اللبناني أنفاسه الأخيرة، بعدما دخل مرحلة العناية الفائقة في الأشهر الأخيرة.

لسان حال كل لبناني يتلوى من القهر والإحباط والفقر يقول: فلتذهب هذه المنظومة السياسية إلى جهنم وحدها، وتتركنا نعيش بكرامتنا، ونتدبر أمورنا بالتي أحسن، بعيداً عن فسادهم وصراعاتهم، وبمنأى عن فشلهم وخلافاتهم.
لقد علمتنا التجارب السابقة أن الإنسداد في شرايين الحوار السياسي، يؤدي عاجلاً أم آجلاً، إلى الإنفجار الشعبي والأمني، وتُفاقم تداعياته السياسية والإقتصادية الإجتماعية، وحجم الأزمات السياسية التي تسببت بوصول الأوضاع إلى شفير الإنهيار والإنفجار.
ويبدو أن بعض المسؤولين الحاليين لا يُبالون بترك الأمور تسير نحو الإنفجار الحتمي، خاصة وأن المغامرين منهم يراهنون على التوصل إلى «حل ما» على صفيح ساخن!
… وكأن لم يعد ينقص لبنان سوى الإندفاع نحو الإضطراب الأمني، تفجيرات وإغتيالات، حتى يكتمل «النقل بالزعرور»!