Beirut weather 31.32 ° C
تاريخ النشر October 17, 2019
A A A
«إعصار النار» انطفأ… الأضرار كارثية والمسؤوليات ضائعة
الكاتب: الراي

رغم أن لبنان أَفْلَتَ من «بركان النار» الذي أَوْشَكَ أن «يفترش» كل ما بقي من مساحاته الخضر وأن «يفترس» مناطق سكنية «بمَن فيها»، فإنه لم يخْرج من «الصدمة» المتعدّدة البُعد التي أحدثَها نحو 150 حريقاً حوّلت جبالاً وتلالاً وأودية وشوارع بلداتٍ إلى «بساطٍ من رماد» وأطلقتْ «جرس إنذارٍ» للسلطة حيال مَخاطر استمرارِ الرهان على «النجاة بالصدفة» من كوارث طبيعية يحتاج التصدي لها إلى استراتيجياتٍ متكاملة، أو من انهياراتٍ مالية – اقتصادية باتت «مكوّناتُها» جاهزةً وتزداد الخشية من حصولها في ظلّ مناخات سياسية غير مُريحة تشي بـ«رياحٍ انقلابية» على مساراتٍ وربما… معادلات.
وتقاسَمتْ المشهد في بيروت أمس، لوحتان داكِنتان: الأولى «رسمتْها» النيرانُ التي التهمتْ مساحاتٍ شاسعةً في الشوف وبعض عاليه والمتن وكسروان والشمال والتي استمرّت نهاراً عملياتُ مكافحةِ «جيوبها» واحتواء بعض الحرائق الجديدة ومنْع تَمدُّدها وسط بدء مسح الأضرار ومحاولة تحديد المسؤوليات وأسباب «الكارثة الوطنية»، والثانية أطلّتْ من تطوراتٍ متسارعة على الجبهتين السياسية والمالية – الاقتصادية اعتُبرت مؤشراً إلى «شيء ما» يتمّ التحضير له داخلياً، بخلفيات إقليمية.
وإذ لم تسترح «العدساتُ» أمس من رصْد الآثار المدمّرة لـ«طوفان النار» ولا سيما في المشرف والدامور والدبية (الشوف) وبتاتر وبعورته ودقون وكفرمتى (عاليه)، وسط تقديراتٍ أوليةٍ رسمية بأن الحرائق أدّتْ إلى تَضَرُّر 10 منازل و13 سيّارة (11 في الدامور و2 في النّاعمة) في موازاة ما نُقل عن بعض مَن عملوا ميدانياً مع فرق الإطفاء أنّهم عايَنوا أكثر من 10 فيلّات تضرّر غالبيتها من الخارج في المشرف، و3 منازل في حارة النّاعمة و2 في النّاعمة، لم تهدأ «حركة الإخماد» في أكثر من نقطة بينها في حمانا (المتن الأعلى) حيث اندلع حريق جرى احتواؤه قبل بلوغه المناطق السكنية، فيما استمرت عمليات «تبريد الأرض» في البقع الرئيسية التي «اجتاحتْها» النيران (الاثنين والثلاثاء) قبل أن تساعد أمطار الثلاثاء على الحدّ من «تفجُّرها».
واقتحمتْ هذه «الفاجعة» التي خفف من وطأتها أن خسائرها البشرية، اقتصرت على مقتل مواطن (سليم أبو مجاهد) بعدما شارك في إخماد حريق في بتاتر، مقرّ البرلمان حيث كانت مداولاتٌ في اللجان ركّزتْ على المطالبةِ بتحقيقاتٍ في أسباب عجز الدولة عن مواكبة هذه «النكبة» كما ينبغي في ظل نقص التجهيزات لفرق الإنقاذ والإطفاء وغياب أدوات إدارة الكوارث ناهيك عن فضيحة ترْك 3 طوافات سيكورسكي سبق أن اشتراها لبنان (عبر جمْع تبرعات داخلية) العام 2009 دون صيانة ما جعلها «خارج الخدمة»، وصولاً إلى تحديد ما إذا كانت «غزوة النار» مفتعلة أم وليدة ظروف مناخية.