Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر January 26, 2021
A A A
إطلاق سراح التشكيلة مرهون بإتصال «غير وارد» من بعبدا نحو بيت الوسط
الكاتب: صونيا رزق - الديار

مع سقوط التسوية الرئاسية، توالت الدعسات الناقصة السياسية بين بعبدا وبيت الوسط، مروراً بمطّبات صعبة، وصولاً الى قطيعة لم يشهد لها مثيل، بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، على وقع الخلافات والتناحرات في ما يخص التشكيلة الحكومية، التي ترافقت على مدى اشهر مع تباينات على تقاسم الحصص الوزارية، وعدد اعضاء الحكومة والثلث المعطل المرفوض من قبل الرئيس المكلف، والمطلوب بقوة من قبل رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

كل هذه العراقيل جعلت التشكيلة تعود ادراجها، لتستقر في المربّع الاول ويسقط معها آخر رمق، بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، اللذين يتبادلان الاتهامات بالعرقلة، فالاول يسعى الى إخراج الرئيس المكلف من المهمة، ودفعه الى الاعتذار عن التأليف، لانه لا يثق به كما تقول مصادر المستقبل، وهذا ايضاً مطلب رئيس الجمهورية، فيما تعتبر مصادر الوطني الحر بأنّ الحريري يهدف الى خربطة العهد اكثر فأكثر، لجعله فاشلاً من جميع النواحي.

مصادر سياسية مطلعة على ما يجري في كواليس بعبدا وبيت الوسط تقول لـ «الديار» : «لا يبدو في الافق اي حل في هذا الاطار، على الرغم من الوساطات التي جرت وتجري بصعوبة وبعيداً عن الاعلام، اذ وفور اعلان الوسطاء عن مهمتهم الشاقة امام عون والحريري، يتلقون على الفور عبارة من قبل الطرفين «لا تعذبوا حالكن»، ناقلة إستياء الوسطاء من صعوبة الوضع السياسي القائم ، لانّ التشكيلة الحكومية مرهونة بإتصال من بعبدا في اتجاه بيت الوسط، فيما البلد لم يعد اي يحتمل اي هزة سياسية، وبالتالي، فمن الصعب جداً إعادته الى الحياة الطبييعة ،لأن الانهيارات تطوقه من كل حدب وصوب، فيما لا نشهد اي تنازل من قبل احد في سبيل مصلحة الوطن، التي من المفترض ان تكون فوق كل اعتبار، فلا احد اكبر من بلده كما كان يقول الرئيس الشهيد رفيق الحريري، آملة ان يتنازل احد الطرفين في سبيل إنقاذ لبنان فقط لا غير، لأن العناد لا يفيد، فلا رئيس الجمهورية سيعتذر عن «الفيديو» الشهير الذي أزعج الحريري، ولا الاخير سيعتذر عن التأليف لانه لن يحقق ما تتمناه بعبدا وفريقها اي التيار الوطني الحر، وهذا ما يؤكده تيار المستقبل، مع تكراره لجملة « من يراهن على إعتذار الرئيس المكلف سيبقى طيلة حياته يراهن على خسارة كبرى لن ينساها».

ونقلت المصادر المذكورة عن تيار المستقبل قوله: «انّ السبب الاول لتعطيل التشكيلة، يعود الى الثلث المعطل الذي يسعى اليه رئيس التيار الوطني الحر، خصوصاً انّ لباسيل تاريخاً في العرقلة، لان هدفه الاول والاخير الحصول على الثلث المعطّل، كي يتحكّم بمفاصل الحكومة كما يفعل دائماً، في حين انّ الحريري لن يسمح بذلك، فبعد ان تحّل اي عقدة تأتي اخرى جديدة اكثر صعوبة، وتستقر تحت عنوان الثلث المعطّل، الذي أعاد عقارب التشكيلة الى المربّع الاول، اذ انّ فريق رئيس الجمهورية والحلفاء يشدّدون على التمسّك بهذا الثلث، في حين انّ الرئيس المكلف يعمل على التوزيع بالمناصفة الطائفية، وفق حجم ضئيل للتشكيلة، تبعد عنه كأس التعطيل، الامر الذي أوجد تناحراً قضى على ولادة الحكومة، مع دخول افرقاء بالجملة على خط العرقلة». لافتة الى انّ تيار المستقبل يعتبر بأنّ فيديو بعبدا سُرّب عن قصد بهدف دفع الرئيس المكلَّف الى الاعتذار، في حين انّ التيار الوطني الحر يرى بأنّ الحريري يسعى الى سحب ايدي الفريق الاقوى مسيحياً اي التيار من عملية التأليف، وإضعاف العهد عبر السيطرة حكومياً بطريقة غير مباشرة على رئيس الجمهورية ، الامر الذي لن يحصل بتاتاً، لاننا نؤمن بقوة العهد عبر رئيسه النظيف الكف، وبالتالي، لن نسمح لأحد بإخذ دور وصلاحيات الرئاسة الاولى مهما كان الثمن.