Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر June 9, 2023
A A A
إستنفار ديبلوماسي بعنوان فرنسي يُنبىء باقتراب الحسم الرئاسي
الكاتب: هيام عيد - الديار

 

لم يعد خافياً أن الاستحقاق الرئاسي قد وصل وبشكلٍ جدي إلى مرحلته النهائية ، بمعزلٍ عن كل الخلاصات والقراءات المسبقة، التي تتنبأ بمواجهة تؤدي إلى إطالة أمد الفراغ في قصر بعبدا، وبالتالي الذهاب إلى أزمة حكم تستدعي البحث بعقد إجتماعي جديد أو نظام سياسي، وفق ما يتمّ التداول به في الأشهر الماضية. وإذا كان عنوان المشهد اليوم هو الاستنفار في كل المجالات بين فريقين أساسيين في ساحة النجمة ومرشحين ثابتين، فإن أوساطاً ديبلوماسية مطلعة، تكشف أن المتغيرات في الاتجاهات الإقليمية كما الغربية أخيراً، باتت تتقاطع عند مسألة هي غاية في الأهمية، بحيث أن استمرار الشغور الرئاسي وهاجس امتداه إلى مواقع أخرى غير رئاسة الجمهورية في الأشهر القليلة المقبلة، يتجاوز من حيث خطورته أي عناوين أو مسائل أخرى حيوية، وتُعتبر أولويةً لدى المجتمع الدولي على وجه الخصوص.

ولا تنكر الأوساط الديبلوماسية هذه، أن ما طرأ على مستوى المقاربة الفرنسية في الساعات الماضية بالنسبة للتعاطي مع الملف اللبنانين، واستعادة الحراك الديبلوماسي عبر موفد خاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت، هو وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان، هو كالرسالة الخارجية، ومفادها أن لبنان دخل مدار الانتخابات الرئاسية بطريقةٍ عملية وجدية، وللمرة الأولى يُسجّل اهتمام خارجي، خصوصاً من المجتمع الدولي، خوفا من العواقب التي من المحتمل أن تنجم عن استمرار حالة الدوران في دائرة مغلقة من الفراغ والانهيار، والذي من شأنه أن يعزّز الأخطار الأمنية، وليس فقط المالية والاجتماعية.

 

وعليه، تشير هذه الأوساط، إلى أن الاهتمام الدولي وللمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، وانشغال عواصم القرار الغربية بالصراع وتداعياته على الساحة الدولية، قد تحوّل اليوم إلى لبنان، كما أن الجهود والاتصالات والمبادرات التي تحصل بعيداً عن الأضواء ولأول مرة منذ بدء الشغور الرئاسي، تتمحور حول تأمين ظروف نجاح جلسة انتخاب الرئيس العتيد يوم الأربعاء المقبل، وسط أجواء من التنافس الديموقراطي وتحت قبّة البرلمان. وتعتبر الأوساط الديبلوماسية نفسها، أنه في حال تكرر سيناريو الجلسات الإنتخابية السابقة، ولم ينجح النواب في انتخاب الرئيس، من الضروري عندها فتح أبواب الحوار السياسي بين الكتل النيابية، تمهيداً للحسم في أقرب موعدٍ ممكن، والحؤول دون تسجيل فشلٍ جديد.

وبعيداً عن عمليات “البوانتاج” النيابي التي تنشط فيها كل الماكينات الحزبية لدى الفريقين المتنافسين، ترى الأوساط الديبلوماسية عينها، أنه قد يكون من الصعب ومع استمرار حال التشنج في الخطاب السياسي والاستقطاب الطائفي، أن تؤدي الجلسة المقبلة إلى حسم المواجهة الرئاسية، وتظهير صورة الرئيس العتيد. وبالتالي، من غير المستبعد أن ينتقل الملف الرئاسي إلى مرحلة جديدة، كما تتوقع الأوساط نفسها، التي تضع شرطاً اساسياً لذلك، وهو أن تدرك الأطراف الدخلية، وأن تتجاوب مع المساعي الدولية من أجل الإسراع بإنهاء الشغور الرئاسي، ووقف مسار الانهيار المخيف الذي يهيمن على أوضاع البلد.