Beirut weather 13.41 ° C
تاريخ النشر September 14, 2024
A A A
إستقالة قائد الوحدة 8200.. تأكيد على الفشل الاستخباري ونجاح “عملية الأربعين”
الكاتب: غسان ريفي

كتب غسان ريفي في “سفير الشمال”

جاءت إستقالة قائد وحدة الاستخبارات الاسرائيلية 8200 اللواء يوسي شارييل، تأكيدا على الفشل الاستخباري والعسكري والسياسي الذي منيت به إسرائيل في عملية “طوفان الأقصى”، خصوصا أن هذه القاعدة من مهامها الأساسية تقديم إنذارات مبكرة عن أي هجوم يتعرض له الكيان من أي جهة أتى، وهذا ما لم يحصل في السابع من تشرين الأول الفائت، بفعل تقنيات إستخدمتها كتائب القسام من خلال الأجهزة الخليوية والتي نجحت من خلالها في إشغال أجهزة الرقابة ما سمح للمقاومين بتنفيذ عمليتهم العسكرية التاريخية بنجاح.

ليس غريبا أن يقدّم رؤساء وضباط إسرائيليون إستقالاتهم أو أن يجري التحقيق معهم ومحاكمتهم ومن ثم عزلهم وسجنهم، لكن ذلك غالبا ما يجري بعد أن تضع الحرب أوزارها، أما أن تجري هذه الاستقالات خلال الحرب، فهذا يدل على عمق الأزمات التي يواجهها الكيان الصهيوني.

واللافت، أن مسؤولين مدنيين وعسكريين في إسرائيل يتجهون نحو تحمل مسؤولية ما حصل في عملية طوفان الأقصى والاخفاقات المتلاحقة منذ بدء الحرب على غزة، ومنهم رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي الذي ينتظر إنتهاء التحقيق في عملية طوفان الأقصى ليُقدم على هذه الخطوة، باستثناء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتيناهو الذي يطلق الاتهامات في كل حدب وصوب، وهو يسعى الى توسيع الحرب لضمان إستمرارها لحماية نفسه ومستقبله السياسي، حيث كل الأنظار في اليوم التالي في حال إنتهاء الحرب ستكون متجهة نحوه ليلحق بأسلافه من رؤساء الحكومات الذين تمت محاكمتهم وإيداعهم في السجن.

تمثل الوحدة 8200 المدماك الأساس في منظومة الأمن الخارجي الاسرائيلي، وهي تشرف وتسيطر على المراكز والقواعد العسكرية في أنحاء فلسطين المحتلة ويقع مقرها الرئيسي على بعد 1500 مترا من تل أبيب، وتتبع لها قواعد إستخبارية من دول داعمة تتبادل معها التقارير والمعلومات، كذلك تتركز مهمتها في جمع المعلومات وتحليلها والغوص بها، وإرسالها بشكل تقارير الى القيادة السياسية، لذلك فإن ما حصل في “طوفان الأقصى” لا يمكن تجاوزه وهو يحمّل هذه الوحدة عبئا كبيرا ومسؤولية واضحة بفعل الفشل في كشف ما كانت تستعد له حركة حماس.

وبالرغم من كل هذه الأهمية العسكرية والاستخبارية التي تتمتع بها الوحدة 8200 في غيليلوت كانت في 25 آب الفائت عرضة لضربة إنتقامية من حزب الله تحت عنوان “عملية الأربعين” ردا على إستشهاد القائد الجهادي فؤاد شكر، ما أدى الى تثبيت الفشل الإستخباري والعسكري لهذه الوحدة التي لم تتمكن من حماية نفسها، في الوقت الذي يُطلب منها حماية الكيان بكامله.

واللافت أن ما حاولت إسرائيل أن تخفيه بعد العملية، لجهة التأكيد بأن هجوم حزب الله قد فشل ولم يحقق أهدافه في القاعدة، بدأ يتكشف من مصادر متعددة أبرزها أوروبية، حيث أكدت هذه المصادر أن “عملية الأربعين” حققت نجاحا كبيرا وأدت الى سقوط 22 قتيلا ونحو 76 جريحا فضلا عن الأضرار الجسيمة التي لم تستطع إسرائيل إخفائها، ولم تجرؤ على فتح أبواب القاعدة أمام وسائل الاعلام للتأكد بأنها لم تصب بأذى.

وفي ظل هذه التطورات وفي خضم الحرب جاءت إستقالة قائد الوحدة 8200 يوسي شارييل، فهل يقتصر السبب فقط على الاخفاق الاستخباري في “طوفان الأقصى”، أم أن ما نتج عن “عملية الأربعين” كان أكبر من أن يتحمله أحد، فكانت الاستقالة أول الغيث، على أن يليها جملة من الاستقالات والاقالات؟!..