Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر March 9, 2022
A A A
إستحقاق الإنتخابات النيابيّة: أسبوع الحسم!
الكاتب: عبد الكافي الصمد - سفير الشمال

منتصف ليل الثلاثاء ـ الأربعاء المقبل، في 15 آذار الجاري، سوف يُقفل رسمياً باب الترشّح للإنتخابات النيابيّة المقبلة، ما يعني أنّ مهلة الأيّام السبعة المقبلة سوف تكون حاسمة ومصيرية في رسم ملامح الإستحقاق الإنتخابي، وكشف خفاياه قبل انطلاق المرحلة الثانية منه وهي تشكيل اللوائح التي تنتهي مهلتها في 4 نيسان المقبل، على أن تكون المرحلة الفاصلة حتى موعد إدلاء المواطنين بأصواتهم في صناديق الإقتراع، بعد نحو شهر وأسبوع، مُخصّصة للحملات الإنتخابية.

فبعد تردّد ومشاكل تقنية وشائعات حول مصير الإنتخابات واحتمال تطييرها وتأجيلها إلى موعد آخر يُحدّد لاحقاً، وتمديد ولاية المجلس النيابي فترة زمنية معينة تتراوح بين 6 أشهر كحدٍ أدنى وسنتين حدّاً أقصى، عاد الزخم بعد برودة لافتة إلى وزارة الداخلية والبلديات التي شهدت في الأيّام القليلة الماضية إزدحاماً لحركة المرشّحين الذين تقدموا بطلبات ترشّحهم، وسط توقعات في أن تشهد الأيّام المقبلة إقبالاً كبيراً من المرشحين يُعوّض إنخفاض أعداداهم في الأيّام السّابقة.

حتى مساء يوم أوّل من أمس الإثنين كان عدد المرشحين قد بلغ 117 مرشحاً، وهو رقم ما يزال بعيداً عن عدد مرشحي إنتخابات دورة عام 2018 الذين بلغوا 976 قبل أن ينخفض الرقم بعد إلغاء طلبات عدد من المرشحين إلى 597 مرشحاً، مقابل 702 مرشحين خاضوا إنتخابات عام 2009.

بلغة الأرقام، فإنّ الأيّام الخمسة المقبلة إبتداءً من اليوم، باعتبار أنّ يومي السّبت والأحد سيكونان يومي عطلة رسمية، ستشهد إزدحاماً لافتاً لحركة المرشحين وارتفاع أعدادهم المرتقبة، من غير معرفة إن كانت الأعداد ستصل إلى حدود مرشّحي دورة عام 2018 أم أنّها ستنخفض، وكذلك معرفة الأعداد النهائية للمرشحين بعد إلغاء طلبات ترشح من لم يستوفِ طلبه الشّروط المطلوبة، أو لم يستطع الدخول في لائحة.

عليه، فإنّ أيّ حديث أو احتمال عن تشكيل تحالفات وتأليف لوائح منذ الآن يعتبر مبكراً جدّاً، لأنّ أيّ صورة أولية أو نهائية للتحالفات لن تتضح قبل معرفة أسماء المرشّحين، خصوصاً في ظلّ المتغيّرات التي طرأت على المشهد الإنتخابي في أعقاب إنسحاب تيّار المستقبل منه، وتشظيه بين موافقين ومعترضين على هذا الإنسحاب، وتداعيات الأزمة الإقتصادية والمعيشية التي اندلعت منذ حَراك 17 تشرين الأوّل 2019، والتي جعلت الوضع العام ينقلب رأساً على عقب.

فالحسابات الإنتخابية السّابقة لم تعد كما كانت، وكذلك التحالفات، فضلاً عن عزوف نوّاب وتيّارات وشخصيات عن خوض الإنتخابات، بالتزامن مع إستطلاعات رأي تؤكّد أنّ نسبة الإقتراع في استحقاق 15 أيّار ستكون منخفضة جدّاً، خصوصاً في المناطق السنّية التي يسودها إحباط وضياع واضحين، لأسباب سياسية واقتصادية ومعيشية، ما يجعل الأبواب مفتوحة على كلّ الإحتمالات، سواء على صعيد الترشيحات أو التحالفات وصولاً إلى النتائج، التي يتوقع أن تشهد نتائج مفاجئة، شكلاً ومضموناً.