Beirut weather 13.41 ° C
تاريخ النشر August 8, 2024
A A A
إختيار السنوار ٧ أكتوبر سياسي لإسرائيل.. ماذا عن المفاوضات؟!
الكاتب: غسان ريفي

كتب غسان ريفي في “سفير الشمال”

شكل خطاب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في الكونغرس الاميركي إنقلابا على التفاوض مع حماس حول صفقة التبادل بما في ذلك الورقة التي أعدها الرئيس جو بايدن لهذا الخصوص.

وجاء إغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس الشهيد إسماعيل هنية في طهران ليستكمل هذا الانقلاب وليستدرج الولايات المتحدة الى الحرب التي يريد نتنياهو إستمرارها.

لكن حساب حقل نتنياهو لم يتطابق مع بيدر حماس التي أصابت من إسرائيل ٧ أكتوبر سياسي بإختيار يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي وحصر قيادة الحركة السياسية والعسكرية والأمنية داخل غزة، الأمر الذي سيمنحها مزيدا من القوة ومن القدرة على مواجهة الميدان واستهداف الجيش الصهيوني الذي أكدت قيادته أكثر من مرة أنها تخوض حرب إستنزاف لا أفق لها.

لا شك في أن إختيار السنوار يؤكد أن حماس مصرّة على تحقيق أهداف طوفان الأقصى، وأن إستشهاد هنية لم يكسر عزيمتها بل أعطاها قوة دفع كبيرة تمثلت بمجيء من يعرف الاسرائيلي ومن أمضى في سجونه ٢٣ سنة ومن يتحدث العبرية بطلاقة ويترجمها ويفهم العقلية الصهيونية ويستطيع أن يلاعب الكيان سياسيا وعسكريا.

تشير المعلومات الى أن إختيار السنوار خلفا للشهيد هنية لم يبدل شيئا من التعاطي مع المفاوضات التي كانت جارية، حيث ستضع الحركة مصلحة الشعب الفلسطيني وغزة فوق كل إعتبار، علما أن حماس قدمت سلسلة مقترحات على الورقة التي تسلمتها سابقا ولكن حتى الآن لم تحصل على أي جواب وهذا أمر طبيعي لأن نتنياهو كان يفتش عن كيفية إنهاء هذه المفاوضات لكنه فوجئ بالسنوار مفاوضا أولا وبضغط إميركي بضرورة إتمام صفقة التبادل.

وتضيف المعلومات أن نتنياهو الذي يعطل كل المبادرات للوصول الى الحرب المفتوحة واستدراج أميركا وحلفائها اليها، قد زاد من “لاءاته” في محاولة لتعجيز حماس عن القبول بها، وتتمثل هذه اللاءات: بلا وقف دائم لاطلاق النار، ولا إنسحاب من قطاع غزة، ومن معبر فلادلفيا ورفح، ولا لعودة النازحين الى الشمال، ولا لعودة المسلحين الى مناطقهم، ولا لإطلاق المعتقلين المحكومين بمدة أكثر من ١٥ سنة، ولا لاعادة الاعمار في المرحلة الأولى.

في المقابل فإن حماس بقيادة السنوار سياسيا وعسكريا ستكون أكثر تمسكا بشروطها ولن تتهاون بها، خصوصا أنها اليوم محتضنة من الشعب الفلسطيني وأكثر قدرة على المواجهة والصمود، وما تزال تعتبر أنها تمتلك ورقة قوية وتاريخية تتمثل بالأسرى لتحقيق ما تصبو اليه، لذلك فإن الحركة مصرة على الانسحاب الكامل وإطلاق المعتقلين الفلسطينيين لا سيما المحكومين بالمؤبد، ووقف إطلاق النار وإعادة الاعمار، وبالتالي فإن التفاوض سيكون تحت هذا السقف.

وتقول مصادر مواكبة: إن أميركا تبذل جهدا كبيرا في الآونة الأخيرة لاعادة إحياء المفاوضات والوصول سريعا الى قرار وقف اطلاق النار بأي صيغة، لكي تعدل المقاومة في لبنان وإيران وجبهات المحور عن الرد على إسرائيل وتجنيب المنطقة حربا يريدها نتنياهو الذي يعتبر أن أي وقف لإطلاق النار هو هزيمة نكراء له ستبدأ معها المحاسبة الداخلية خصوصا أن حماس التي أراد إجتثاثها بقيت رغما عنه وبقيادة يحيى السنوار الذي سيشكل مزيدا من الارباك للحكومة الاسرائيلية ومن الخوف للجيش الصهيوني المأزوم.