Beirut weather 16.41 ° C
تاريخ النشر February 25, 2024
A A A
إتصالات ثنائيّة وثلاثيّة لحل أزمة الشغور الرئاسي!
الكاتب: فادي عيد - الديار

مع تراكم الأزمات على أكثر من مستوى في موازاة مشهد الإعتتصامات في الشارع وإضراب في الوزارات، يتجدد الحديث عن الحوار من أجل حل أزمة الشغور الرئاسي وسط ما يُطرح أخيراً عن دعوة قد يوجهها الرئيس نبيه بري، لإطلاق جولة تشاور وحوار، إلاّ أن عضو كتلة “التحرير والتنمية” النائب الدكتور ميشال موسى، يكشف لـ “الديار” عن أن “الحوار مطروح على الدوام ولكن لم نتبلغ رسمياً بهذا الأمر، وعلينا أن ننتظر لبلورة الأمور أكثر”. ويؤكد النائب موسى، أن مشهد الإضرابات في الشارع والإعتصامات، “يجب أن تسرّع حصول الإستحقاق، كما غيرها من الملفات الكثيرة، التي تسرّع حصول الإستحقاق الرئاسي، كالأزمة الإقتصادية الكبرى التي تعصف بالبلاد، وما يحصل نتيجة الوضع المالي الذي ينوء تحته المواطن اللبناني، والموازنة والمواءمة بين القدرات والعطايا التي يجب أن تُمنح للموظفين في القطاع العام، الذين هم أكثر من تضرّر في هذه الأزمة، وبالتالي، ملف الحرب القائمة في الجنوب وتردّداتها على البلد ككل، يضاف إليها ملف التعويضات للمتضرّرين من الاعتداءات الإسرائيلية والنازحين أيضاً، ويجب أن لا ننسى ملف النازحين السوريين الذي يكبِّد البلد الكثير على الأصعدة كافةً”.

ويتابع النائب موسى، أنه “من المفترض الإنتهاء من ملف الشغور الرئاسي، وهنا لا بدّ من كل الأفرقاء المعنيين التنازل من أجل الوصول إلى قواسم مشتركة يمكن البناء عليها من أجل الوصول إلى انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية، ولكن للأسف وحتى اليوم، لا تواصل جدي بين القيادات الأساسية التي بإمكانها التأثير بشكل لإتمام هذا الاستحقاق، ولذا نأمل أن تعود كل هذه الأمور لتوضع على طاولة البحث بين الفرقاء على اختلافهم”.

ويلفت النائب موسى، إلى أنه “سبق وتمّ طرح موضوع الحوار من قبل الرئيس بري، إلاّ أن البعض لم يتجاوبوا مع هذه الدعوة، وتجري في هذه المرحلة اتصالات ثنائية وثلاثية بين بعض الأفرقاء، ونأمل أن تصل إلى خواتيم إيجابية لأن الوضع لم يعد يحتمل هذا الترف السياسي الحاصل، لأن الانتظار بات مكلفاً جداً، في ظل الظروف الصعبة التي تمرّ بها المنطقة”.

وبالنسبة لوضع مدينة صيدا والجوار بعد وصول الاعتداءات الإسرائيلية إليها مع استهداف الغازية، يشدّد النائب موسى، على أن “الاعتداءات الإسرائيلية لا تتقيّد بأي حدود، وتحاول توجيه رسائل مؤلمة ودموية كعادتها من خلال ضرب منشآت صناعية وتجارية لا علاقة لها بالأعمال العسكرية، وهذا أمر واضح ومؤكد، وأيضاً المجازر التي ترتكبها إن في النبطية أو في غيرها من المناطق الجنوبية مستهدفة الناس الأبرياء في أماكن سكنهم، وطبعاً كل هؤلاء الشهداء الذين يذهبون نتيجة هذه الاعتداءات الإسرائيلية، يوحي بأن الكيان الصهيوني متفلّت من كل احترام للقوانين والأعراف والقواعد الدولية التي ترعى الحروب، فهو يزعم قصف مستودعات أسلحة في الغازية، ولكن لو كانت مستودعات تحتوي على قنابل وذخائر، لكانت الانفجارات تتالت، إنما حصل حريق ضخم جراء وجود الزيت والدواليب وغيرها.”

وعن النتائج التي حقّقها تحرك سفراء “الخماسية”، يلفت النائب موسى، إلى أنه “من الواضح أن هناك أفكاراً يتم تداولها، ولكن ليس ثمة طروحات تمت بلورتها بين هؤلاء، وإذ نوجه كل الشكر والامتنان لهؤلاء السفراء على مساعيهم في إيجاد حلول للاستحقاق الرئاسي اللبناني، لكن في النهاية على المسؤولين اللبنانيين أن يضعوا نصب أعينهم المصلحة اللبنانية العليا، وتخفيف سقف مطالبهم لتجاوز العقبات الموضوعة أمامهم، للوصول إلى تسهيل انتخاب الرئيس”.

وحول موعد زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، يقول موسى إن “لودريان لن يأتي إلاّ بناءً على أفكار واضحة، لأن ما يطرح حتى اليوم لا يبدو أنه تمّ التوافق عليها بين ممثلي الدول الخمس المعنيين بالملف اللبناني، ولا موعد للموفد الفرنسي لودريان حتى اليوم”.

وعن توصيفه للمشهد الداخلي اليوم، يشير موسى إلى “حالة إرباك سياسية لا تسمح بإعادة تكوين السلطة التي عليها أخذ القرارات حاسمة في هذه المرحلة العصيبة والصعبة للخروج من الأزمة ومواكبة ما هو حاصل في المنطقة، فانتخاب رئيس الجمهورية هو المفتاح لتكوين السلطة التنفيذية التي عليها اتخاذ قرارات مهمة جداً في هذه الظروف على الصعد الاقتصادية والمالية، والملف الأمني بكل أشكاله، والأهمّ من ذلك، أنه على المسؤولين اللبنانيين تبليغ وجهة النظر اللبنانية ومواجهة إسرائيل بما ترتكبه من جرائم والدفاع عن الحقوق اللبنانية”.