Beirut weather 21.32 ° C
تاريخ النشر June 22, 2020
A A A
إتجاه لدى رؤساء الحكومة السابقين بعدم المشاركة في لقاء بعبدا!
الكاتب: غسان ريفي - سفير الشمال

كثير من الغموض يسود ″لقاء بعبدا″ الذي دعا إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يوم الخميس المقبل تحت عنوان: ″الحوار الوطني″، خصوصا أن جدول أعمال اللقاء ما يزال مبهما، في الوقت الذي يربط فيه كثير من الذين وُجهت إليهم الدعوة مشاركتهم بمضمون جدول الأعمال وبوجود رؤية إنقاذية حقيقية يمكن أن تتم مناقشتها للوصول الى حلول ناجعة للأزمات السياسية والاقتصادية والمالية التي يتخبط بها لبنان.
لا شك في أن المواقف السياسية الأخيرة تركت إنطباعات غير مريحة لدى كثير من المدعوين، حيث إستخدم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل دعوة عمه الى لقاء “الحوار الوطني” ليفرض إيقاعه وإيقاع تياره على البلد ككل وليحاضر في مسلمات وثوابت ملّ اللبنانيون من تكرارها من دون أن يكون لها نتائج إيجابية، إضافة الى محاولته فرض حضوره على التيارات السياسية الأخرى والضغط عليهم للمشاركة في لقاء بعبدا، حيث رأت مصادر سياسية أن “كلام باسيل كان بمثابة الاسفين الأول في نعش اللقاء، وهو يعلم أن اللغة التي تحدث فيها من شأنها أن تستفز الجميع، فهل لدى باسيل رغبة في عدم إنعقاد هذا اللقاء لأسباب تتعلق بأجندته السياسية الخاصة؟!”..
وما لم يبادر إليه رئيس الجمهورية حتى الآن بوضع جدول أعمال للقاء، ذهب إليه البطريرك بشارة الراعي في عظة الأحد يوم أمس والذي إعتبر أن الدعوة مشرّفة لمن توجه إليه، مقترحا تأجيل اللقاء من أجل فترة إعدادية ضرورية، واضعا جدول أعمال يتضمن بنودا عدة منها ما هو متوافق عليه ومنها ما يشكل نقاط خلاف بين المدعوين، الأمر الذي قد يدفع كثيرين الى إعادة النظر بتلبية الدعوة، وقد يُخرج رئيس الجمهورية من إحراج كبير بموافقته على إقتراح الراعي بتأجيل للقاء لفترة إعدادية ضرورية.
في غضون ذلك تتجه الأنظار الى موقف رؤساء الحكومة السابقين من المشاركة في اللقاء والذي من المفترض أن يتبلور مساء اليوم الاثنين، علما أن الجهود التي تبذل والدعوات التي تطلق للرئيس سعد الحريري بهدف إقناعه بالمشاركة، تقف عند عتبة رؤساء الحكومة نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام الذين سيلتزم الحريري بالموقف الذي يتوافقون عليه.
ترى مصادر سياسية مطلعة على أجواء رؤساء الحكومة السابقين، أنهم “يتطلعون الى أي “لقاء وطني” من منظار تحقيق مصلحة لبنان وشعبه وتثبيت الأمن والاستقرار وحل الأزمات التي ترخي بثقلها على البلاد والعباد، وبالتالي فإذا كان الهدف من “لقاء بعبدا” هو حل هذه الأزمات، فإن ذلك يحتاج الى معالجات جذرية في السياسة والاقتصاد غير متوفرة في الوقت الراهن، ولا يملك أي من المدعوين العصا السحرية لها.
أما إذا كان هدف اللقاء هو من أجل أخذ الصورة التذكارية، وإظهار العهد بأنه الجامع للتيارات السياسية اللبنانية، وإعطاء غطاء سياسي، وطني وسني لحكومة حسان دياب، فهذا الأمر غير وارد في ظل إنعدام ثقة أكثرية اللبنانيين بالعهد والحكومة على حد سواء نتيجة الأوضاع السياسية والاقتصادية والمالية المزرية التي أدت الى إنهيار البلد”.
لذلك، يبدو أن الاتجاه لدى رؤساء الحكومة السابقين هو عدم المشاركة في “لقاء بعبدا” إلا إذا طرأت في الساعات القليلة المقبلة تطورات إيجابية على الدعوة وجدول أعمال اللقاء وهو أمر مستبعد جدا، لذلك سيكون رئيس الجمهورية أمام خيارين، فإما أن يعقد اللقاء بمن حضر من دون إحترام الميثاقية السنية التي تعتبر الأساس في أي لقاء وطني، أو أن يجد في دعوة البطريرك الراعي مخرجا فيلجأ الى تأجيل اللقاء لفترة إعدادية ضرورية تحفظ ماء الوجه!.