Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر October 8, 2020
A A A
إبراهيم معلوف: نتيجة حفل “الأولمبيا” مذهلة.. لبنان يحتاجنا
الكاتب: النهار

في الأول من تشرين الأول كان موعد الحفل الكبير الذي أقيم تحت عنوان “متحدون من أجل لبنان”. طوال ثلاث ساعات تقريباً، وظّف المدير الفني للحفل ابراهيم معلوف طاقته كاملةً على المسرح ونقلها إلى الفنانين الآخرين المشاركين. وقد زيّنت قنوات France TV شاشتها بشعار Tous unis pour le Liban الذي رافق المشاهدين على امتداد ذلك اليوم. وفي الحفل الذي قدّمه Nagui في مسرح الأولمبيا، وجّه الفنانون دعوات إلى المشاهدين للتبرّع دعماً للبنان. وشارك في الحفل فنانون بارزون مثل فياني، وفلوران بانيي، وكلارا لوسياني، وهبة طوجي، وYcare، وباسكال أوبيسبو، وبرنار لافيلييه، وماثيو شديد، وعبد الرحمن الباشا، وأستريغ سيرانوسيان، وسلفاتور أدامو، ويانيك نواه، وسيريل موكايش، وباتريك برويل، وميلودي غاردو، وتريو، ودانيال ليفي، ومدام مسيو، وأسامة الرحباني وخالد مزنر، إضافةً إلى نجوم مثل ستينغ وميكا اللذين أطلاّ في شريط فيديو مصوّر.
وخلال الحفل أطلّت الإعلامية ليا سلامة مباشرةً من لبنان حيث التقت العديد من الشخصيات الثقافية والفنية. وكان الهدف من العرض الذي امتد لثلاث ساعات بثّ الأمل من جديد في نفوس اللبنانيين. ونُقِل الحفل أيضاً عبر المحطتَين التلفزيونيتين الفرنسيتين TV5 وFrance 24، وخمس قنوات لبنانية منها “إم تي في” و”إل بي سي”. وحضر الحفل ثلاثة ملايين مشاهد عبر شاشات التلفزة في فرنسا، وفاقت التبرعات حتى تاريخه مليونَي أورو، فضلاً عن التعهدات بالتبرع! في هذه المقابلة يجيب الملحّن وعازف الترومبيت اللبناني الفرنسي ابراهيم معلوف، الذي تولّى الإدارة الفنية للحفل، على أسئلة “النهار” من مقر إقامته في باريس حيث عقد قرانه على الفنانة هبة طوجي قبل فترة وجيزة.
-كيف ولدت فكرة تنظيم حفل من أجل لبنان؟ ماذا تخبروننا عن تجربتكم في تنظيم الحفل من الألف إلى الياء، من خلال اختيار الفنانين وتنظيم العرض؟ وما هي الأصداء؟
ولدت المبادرة ليل 4-5 آب 2020. في الليلة التي وقع فيها الانفجار، شعرت بأنني إذا لم أفعل شيئاً، أكون قد أخللت بالدور الذي يُفترَض بي أن أؤدّيه بصفتي فناناً ملتزماً. ولطالما عبّرتُ عن التزامي من خلال الموسيقى التي أقدّمها، ومن خلال اقتناعي بأن الموسيقى يمكن أن تساهم في لمّ الشمل وفي جعل حياتنا أكثر روعة بصورة عامة. ولكن عندما تحلّ بنا مآسٍ من هذا القبيل، من الضروري والملح أن تتخذ الموسيقى بعداً عالمياً تضامنياً.
في صبيحة اليوم التالي، ومن قريتي الصغيرة في لبنان حيث عشت هذه المأساة مع عائلتي بجانبي، أجريت اتصالات هاتفية بأصدقائي الفنانين، وبعدما لمستُ استعداداً لديهم للمساهمة، اتصلتُ بمعارفي في الإليزيه وطرحت فكرة الحفل الموسيقي. على الفور، اقترح عليّ الشخص الذي اتصلتُ به إضفاء طابع أكثر أهمية على الحفل من خلال تحويله إلى حدث وطني، وقال لي إن الرئيس الفرنسي لن يتوانى عن تقديم دعم ناشط للحفل. وقد أبدى جميع الأشخاص الذين تواصلنا معهم استعدادهم للمشاركة في الحفل، وتمكّنتُ بالتعاون مع هؤلاء الأشخاص من السير بالمشروع حتى النهاية بمختلف جوانبه، أي الموسيقى واختيار الفقرات، وضرورة أن يقترن النقل المباشر من مسرح الأولمبيا في باريس مع نقل مباشر من بيروت، فضلاً عن التأكد من وصول الأموال إلى وجهتها الصحيحة… وكانت النتيجة مذهلة.
حقّقت قنوات France Télévisions واحدة من أكبر نسب المشاهدة ليل الخميس 1 تشرين الأول، فقد بلغت نسبة المشاهدة أكثر من 12 في المئة، وهو رقمٌ كبير في حدث من هذا النوع. وقد تخطّت التبرعات توقعاتي إلى حد كبير، من خلال جمع ما يزيد عن مليونَي أورو.
إضافةً إلى ذلك، ساد شعورٌ رائع في مسرح الأولمبيا، وتأثّرٌ شديد لدى الفنانين الذين كانوا يعلمون أن معظم القنوات التلفزيونية اللبنانية كانت تبثّ الحفل في الوقت نفسه. كنّا نعلم ونحن نقف على المسرح، إنما أيضاً في الكواليس، أن عدد مشاهدي الحفل لا يقتصر على مليونَين و500 ألف شخص في فرنسا، بل يتعدّاه بأشواط ليصل إلى أكثر من 15 مليون شخص تابعوا هذا الحفل في مختلف أنحاء العالم مع شعورٍ بالتضامن مع لبنان.
-هل يمكنكم إصدار ألبوم يتضمن مختلف الأغاني التي سمعناها خلال الحفل؟
يسرّني ذلك، ولكن للأسف الأمر شديد التعقيد، لا سيما في الجانب المتعلق بحقوق التأليف. كما تعلمون، لا يحبّ بعض الأشخاص أن نعزف موسيقى مملوكة منهم، حتى ولو كان الهدف مساعدة لبنان… وهذا أمرٌ مؤسف جداً، خصوصاً عندما يكون هؤلاء الأشخاص من اللبنانيين ويعانون من المآسي التي يتخبط فيها لبنان. أما الفنانون الفرنسيون فكانوا ليوافقوا من جهتهم على مبادرة من هذا القبيل.
-ما هي مشاريعكم للسنة المقبلة؟ تحدّثتم عن تنظيم مهرجان دعماً للبنان، هلاّ تكشفون لنا المزيد عن هذا المشروع؟
ثمة مشاريع عدّة في الوقت الحالي. أعمل على تأليف الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام، وعلى تحضير ألبوم سوف يصدر في 6 تشرين الثاني، فضلاً عن تعاوني مع كوينسي جونز الذي يتطوّر أيضاً في الولايات المتحدة الأميركية، والعديد من المشاريع الجميلة الأخرى.
آمل حقاً بأن نتمكّن قريباً من تنظيم حفلات موسيقية رائعة في لبنان ومن أجله. لم أنجح بعد في تجسيد فكرة إقامة مهرجان من أجل لبنان، لكنني على يقين من أن أشياء كثيرة سوف تتطور تدريجاً، لأن حاجة لبنان إلينا تزداد يوماً بعد يوم.
-لمس الجمهور الحب الذي يحمله جميع الفنانين تجاه لبنان. انطلاقاً من متابعتكم لمجريات الأحداث في لبنان، هل تعتقدون أن الرئيس ماكرون لقي آذاناً صاغية؟ هل أنتم متفائلون؟
ليس إيمانويل ماكرون الوحيد الذي شاهد الحفل وأحبّه، فأنا أعتقد أن الجميع في فرنسا تأثّروا بالتضامن الذي أظهره الفنانون الفرنسيون. كانت فكرة الحفل الأساسية أن يُظهر الفنانون الفرنسيون تضامنهم مع الشعب اللبناني، ويتعاونوا مع فنانين لبنانيين لتسليط الضوء على الرابط الفنّي بين البلدَين. وقد ظهر الرابط ساطعاً وقوياً، وتركت هذه الأمسية أثراً عميقاً لدى الجميع. سوف تبقى مطبوعة في ذاكرتنا لوقت طويل. عاودتُ الاتصال بالفنانين بعد الحفل، وجميعهم أكّدوا لي رغبتهم في مواصلة العمل من أجل تعزيز الرابط الثقافي بين فرنسا ولبنان. وآمل بأن نتمكّن من الاستمرار في تقديم أشياء جميلة كي يشعر اللبنانيون بعمق التضامن معهم طالما هم بحاجة إليه.