Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر October 25, 2024
A A A
“أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض”
الكاتب: حسناء سعادة - موقع المرده

لن نعدد جرائم الحرب الموصوفة التي يقترفها العدو الاسرائيلي بحق المدنيين والمسعفين والعسكريين والصحافيين والبشر والحجر اذ ان التعداد لم يعد ينفع وباتت هذه الجرائم بالمئات، كما لم نعد نستغرب هذا الكم الهائل من الاجرام والوحشية وكيف لنا ان تستغرب اليس هم من صلبوا المسيح وعلقوه ممسمراً على خشبة وبدل الماء اعطوه خلاً، لكن ما يستدعي الاستغراب هذا السكوت المريب من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والانسانية امام كل هذه الجرائم الفظيعة التي ترتكب بالعشرات يومياً وتحصد مئات الشهداء وتُخلف دماراً هائلاً بحجج واهية يزعم العالم انه يُصدقها وكأنه يُغطي عوراته بورقة تين.
اننا… “نأسف، نستنكر، نُدين، نندد، نتمنى وقف اطلاق النار” عبارات نسمعها يومياً من الدول التي تدعي حماية حقوق الانسان من دون اي خطوة تردع الوحش الذي يبيد ويقتل ويمعن في الاجرام وكأنها تعطينا شيكاً بلا رصيد فيما ترسل لاسرائيل اطناناً من الاسلحة الحديثة والمدمرة.
امام كل ما تقدم يبدو ان وقف اطلاق النار سيتأخر ربما لما بعد الانشغالات الاميركية باستحقاقها الانتخابي الرئاسي وبالتالي ليس هناك الا الميدان لقمع جنون نتنياهو وغطرسته وهذا ما تفعله المقاومة جنوباً حيث تسطر ملاحم بطولية وتمنع العدو من احتلال شبر واحد جديد من اراضينا، وهذا ما تفعله البيئات الحاضنة من خلال التضامن والدعم المعنوي واستضافة الاهالي، وهذا ما تخشاه اسرائيل وتحاول تدميره عبر محاولة خلق فتنة داخلية وتأليب الناس على بعضها البعض تحت ذريعة القضاء على حزب الله ما يذكر برواية الثيران التي لم يتمكن الاسد منها مجتمعة فعمل على تأليبها على بعضها بحجة اللون والمرعى لأكلها تدريجياً وهذا ما حصل ما دفع الثور الاسود للصراخ قبل ان يؤكل “اكلت يوم اكل الثور الابيض”، فعسى الا نصل الى هذه المرحلة وعسى ان يسطر تضامننا بوجه عدو مغتصب ابرز الملاحم الوطنية.