Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر December 12, 2022
A A A
أيّ مصير ينتظر جلسات الحوار المقبلة؟
الكاتب: عبد الكافي الصمد - سفير الشمال

لم يكد رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي يعلن، يوم الخميس الفائت، بعد انتهاء الجلسة التاسعة لمجلس النوّاب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وكانت نتيجتها الفشل كما هو حال الجلسات السابقة، عن “استمزاج” آراء النوّاب والكتل النيابية قبل موعد الجلسة العاشرة يوم الخميس المقبل، في 15 كانون الأوّل الجاري، حتى تسارعت الإتصالات والمواقف حيال دعوة الحوار المستجدة، التي كانت كتلتا التيّار الوطني الحرّ والقوّات اللبنانية، وهما أكبر كتلتين مسيحيتين في المجلس النيابي، عارضتا الدعوة للحوار في وقت سابق، ما دفع برّي، حينها، لأسباب ميثاقية، إلى إلغاء تلك الدعوة لعقد جلسات حوارية لم تتضح ملامحها، لا شكلاً ولا مضموناً.

فبعد إقفال محضر الجلسة السّابقة، عبّر برّي عن “الأمل حتى الخميس المقبل الحصول على رأي الزملاء والكتل جميعاً في موضوع الحوار، فإذا ما حصل سأحوّلها إلى جلسة حوار، وإذا لم يحصل سنذهب إلى السّنة الجديدة”، أيّ أن الجلسة العاشرة المقبلة سوف تكون الأخيرة لهذا العام، سواء عقدت على شكل جلسة إنتخاب أم جلسة حوار.

وحسب المعلومات المتداولة والمسرّبة، فإنّ رئيس المجلس ينتظر آراء النوّاب والكتل خلال الساعات الـ48 المقبلة، فإما يستبدل جلسة الإنتخاب بجلسة لرؤساء وممثلي الكتل في المجلس يوم الخميس المقبل، للتداول في موضوع إنتخاب رئيس للجمهورية، أو إذا جاء الرد سلبياً أو رافضاً أو متحفظاً من الكتل والنوّاب حيال الدعوة للحوار، فإنّ جلسة الخميس ستبقى في موعدها.

حتّى ساعات قليلة مضت لم تكن سوى كتلة القوّات اللبنانية رافضة للحوار، في حين كان موقف التيّار الوطني الحرّ متردّداً، في ظلّ إنطباعات أنّ محاولات حثيثة ستجري في السّاعات المقبلة لإقناع كتلة القوات بالعدول عن رأيها، والتيار الوطني الحر بحسم تردّده وحضور الجلسات، وإلا فإنّ برّي لن يتردّد في نعي الحوار وتعليقه حتى إشعار آخر كما جرى سابقاً.

ومع أنّ الهدف المعلن من وراء عقد جلسات الحوار هو تقريب وجهات النّظر بين الكتل والنوّاب على أمل التوصّل إلى اتفاق مبدئي حول الإستحقاق الرئاسي، فإنّ كلا الطرفين، الموافق على المشارك في الحوار أو الرافض والمتحفظ على المشاركة به، يدركان أنّ جلسات الحوار لن تنتج توافقاً حول انتخاب الرئيس العتيد، وأنّ هذا التوافق كان دائماً في جميع الإستحقاقات الرئاسية نتيجة توافق خارجي، إقليمي ودولي، لم يحن أوانه بعد، ولم تنضج طبخته حتى الآن، لانشغال الجهات الخارجية المعنية بالملف اللبناني بملفات أخرى أكثر أهمية بالنسبة لها.

هذا يعني بوضوح أنّ الهدف المضمر من الحوار المرتقب هو امتصاص التوتر على السّاحة السّياسية، وإبقائه داخل القاعات وعدم إخراجه إلى الشارع، وتقطيع الوقت في هذه المرحلة الصعبة، ما أمكن، بأقلّ قدر ممكن من “التوترات” المختلفة.