Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر December 22, 2016
A A A
أيها المصريون احذروا… الأقباط أخوال المسلمين وعدوّكم اليهود
الكاتب: أياد موصللي - البناء

ما جرى في الكنيسة القبطية في مصر يعنينا ويعني البلاد العربية ويثير اهتمامنا… وهو إشارة واضحة بأنّ اليد «الإسرائيلية» والتخطيط «الإسرائيلي» مستمران في أداء مهمتهما… ما جرى في مصر ليس حادثاً طائفياً في الجوهر والمضمون، إنه إطار طائفي لحادث وطني يُراد من خلفه حسبما رسم المخطّطون إثارة التفرقة والأحقاد في المجتمع المصري… بالتوازي مع ما يجري في الشام والعراق، والآن في الأردن، وكذلك أقطار أخرى في العالم العربي كاليمن وليبيا، والمحاولات الحثيثة لتنفيذه في تونس والجزائر والمغرب… المخطط «الإسرائيلي» يعمل بجد واستمرارية لتحقيق مشروع تفتيت سورية والبلاد العربية، كما أشرنا في أكثر من مبحث ومقال وتحقيق…

هو ليس حركة طائفية، هذا الذي جرى في مصر، ولو كان كذلك لما اهتممنا. فهذه الأمور لها قنواتها وحلقات سلطوية تهتمّ بها. إنما نهتمّ لأنّ الأمر يتناول بلادنا تحديداً والأقطار المحيطة بالكيان «الإسرائيلي»، بحيث ننشغل بأنفسنا ونلعق جراحنا فيما «إسرائيل» ترمّم وتعمّر وتضبط أمورها وتتمدّد باسطة نفوذها وإرادتها…

إنّ ما جرى في مصر أخيراً هو المحاولة المتجدّدة إذ سبقتها حركة مماثلة منذ حوالي ست سنوات وبتواطؤ من عملاء في الداخل… فهذه المحاولات والمؤامرات تستدعي المجابهة الحازمة، لأنّ أهدافها وأبعادها باتت مكشوفة معروفة واضحة وأثارت مخاوف المخلصين الذين دقوا ناقوس الخطر محذّرين من عواقب مثل هذه الفتنة النكراء داعين إلى الوعي لما يخبَّأ لنا في هذه البقعة من العالم من مؤامرات بدأت في لبنان وانتقلت للشام فالعراق، وها هي تطلّ برأسها في الأردن، وثم امتدّت للعالم العربي من ليبيا إلى اليمن وتونس…

إننا ننضمّ إلى المحذّرين والمنبّهين من الخطر المتوجّس بنا شراً عبر الطائفية والمذهبية لتقويض المناعة القومية والوعي الوطني، وهما صمام الأمان الذي يصون أرضنا ووحدة شعبنا، فالإسلام الذي هو منبع الأخلاق لدى شعوب أمتنا، وهو سياج الأمان الذي أكسبنا الحصانة طيلة مسيرة شعبنا، وهو الإسلام الذي قال في القرآن الكريم في الآية 81 سورة البقرة:

«ولتجدنّ أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدنّ أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأنّ منهم قسيسين ورهباناً وإنهم لا يستكبرون».

مصر اليوم هي وريثة مصر الأمس، وأقباط مصر اليوم هم أحفاد أقباط مصر الأمس، وهم أخوال المسلمين، أهل زوجة النبي محمد ماريا القبطية، أم المؤمنين، عاشوا كما عاش المسيحيون في مختلف البلاد والأقطار العربية في أمان ووئام. وصحّ القول: «كلنا مسلمون لرب العالمين منا من أسلم لله بالقران ومنا من أسلم لله بالانجيل ومنا من أسلم لله بالحكمة، وليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا ووطننا الا اليهود».

إنّ مجتمعنا المتخلق بأخلاق الإسلام والمسيحية هو مجتمع فوق موبقات التفرقة الدينية والمذهبية، مهما تعدّدت الانتماءات الحزبية والقبلية والعشائرية وتنوّعت المعتقدات. فإنّ وحدة الأمة فوق كلّ اعتبار.

لقد غزا الصلبيون «الفرنجة» بلادنا وساروا في كلّ اتجاهاتها، هدفهم القدس وما بعدها، فانبرى لهم أبناء البلاد بكلّ أطيافهم وأعراقهم ودياناتهم، سار صلاح الدين الأيوبي، الكردي العراقي بجيش قومي التكوين يضمّ العربي والكردي، المسلم والمسيحي. نعم قاتل المسيحيون مع إخوانهم أبناء قوميتهم المسلمين تحت قيادة صلاح الدين وقضوا على الحملة الصليبية الفرنجية، لم يفرّقهم عن إخوانهم دين ولم تقرّبهم الى أعدائهم وحدة الدين…

ألم يسمع أولئك الذين يرتكبون الجرائم باسم الإسلام حديث النبي لنصارى نجران عندما كلف عمر بن الخطاب أن يقابلهم قال: «قلّ لهم: إنّ دماءكم دماؤنا وأعراضكم أعراضنا. من أذى ذمياً فقد أذاني وكنت خصمه يوم القيامة».

نحن لا نذكّر المسلمين بدينهم، لأنهم يعرفون مبادئه وآدابه وفروضه ونواهيه. نحن نقول هذا لنبلّغ أولئك الذين يرتكبون جرائمهم باسم الإسلام، إننا نعرف آداب الإسلام وخلقه، وإنكم لستم مسلمين، بل عملاء مرتدّون تدفع لكم وتدفعكم الصهيونية لأنّ ما ترتكبونه هو جزء أساس في مشروعها…

مصر الكنانة، هي صدر العالم العربي وسيفه وترسه، وبوابة العز، منها كان بيبرس وعبد الناصر. هذه البوابة تريد الصهيونية إقفالها بفتنة نثق أنّ أقباط مصر ومسلميها يعرفون إبعادها وإلا ما عدا حتى بدا!؟ هل استفاق المسلمون اليوم أنّ في مصر أقباطاً تجب إزاحتهم؟ ام انّ عملاء أرادوا بجهلهم تلويث هذا التاريخ بجرائم من هذا النوع. سورية ومصر هما سيف العالم العربي وترسه.

القبطية كانت في تاريخها عباءة الإسلام من الحبشة بنجاشيها الى مصر وحاكمها المقوقس القبطي. تذكّروا يا أهل مصر، تذكّروا يا عرب، ما جاء في بروتوكولات حكماء صهيون المجلد الأول: «عقيدة هذا الشعب المختار أنه يستطيع أن يفسد العالم ويعطّله ويخرّبه ليقيم على أنقاضه ملكاً يهودياً داودياً يتفرّد بحكم العالم بأسره، وما الأمم والشعوب إلا حيوانات متخلفة العقل والذهن والفهم»…

معرفتنا ماذا يريد عدونا تشكّل صمام الأمان من أية سقطة أو زلة، وعلينا أن نعي دائماً أنه في الوحدة القومية تضمحلّ العصبيات المتنافرة وتنشأ الوحدة الصحيحة التي تتكفل بإنهاض الأمة. وأن نؤمن بوضوح «بأنّ اقتتالنا على السماء يفقدنا الدين والأرض»…