Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر December 4, 2023
A A A
أين عدالة النظام العالمي القبيح..؟
الكاتب: د. فاديا كيروز - اللواء

فضحت الحرب الظالمة في غزة وجه النظام العالمي القبيح، بكل ما يطفح به من تشوهات عنصرية وطبقية، ومن مشاعر الحقد والكراهية، ومن ممارسات فوقية من الدول الغنية ضد الدول الفقيرة وشعوبها المغلوب على أمرها.
لم تجد واشنطن وعواصم الغرب المنافق حرجاً، في دعم حرب الإبادة الإسرائيلية ضد البشر والحجر في قطاع غزة، بحجة الدفاع عن النفس، لأن الدولة الصهيونية تعرضت لهجوم مفاجئ سقط فيه ١٤٠٠ بين قتيل وجريح، وأخذ المهاجمون ٢٦٠ أسيراً بين عسكريين ومدنيين.

القصف المدمر لغزة ومدن القطاع دخل أسبوعه الثامن، وتسبب بسقوط أكثر من ثلاثين ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من أربعين ألف جريح، وتهجير أكثر من مليون مدني من مناطقهم، عدا آلاف العائلات التي قضت بقصف المباني والمنازل، ومازالوا تحت الأنقاض، فضلاً عن النقص الفادح في المواد الضرورية من غذاء ودواء ومياه ومحروقات، وإستهداف المستشفيات التي أصبح معظمها خارج الخدمة، بعد الخراب الذي أصابها بالإقتحامات المباشرة من القوات الغازية.
أرقام خسائر الإسرائيليين في ٧ تشرين لا تُقارن مع المجازر اليومية التي يرتكبها القصف الهمجي ضد الفلسطينيين في القطاع، ومع ذلك تتسابق واشنطن وحليفاتها في تقديم الدعم والتأييد للعدوان الوحشي، الذي تجاوز كل الخطوط الحمر في قانون الحرب الدولي. بل أكثر من ذلك تساعد البارجات الأميركية والبريطانية في تقديم المساندة اللوجستية والإستخباراتية للجيش الإسرائيلي، وتشجيعه على المضي في غارات تدمير مقومات الحياة الإنسانية في القطاع المنكوب.
لقد تجاوز العهر الدولي معايير المكيالين، إلى ما هو مشاركة فعلية في هذه الحرب القذرة، ضد شعب أعزل، يُحاولون وضعه على مذبح التهجير مرة أخرى، وتكرار مآسي نكبة عام ١٩٤٨.
مجلس الأمن إكتفى بإصدار قرار «الهدن الإنسانية»، دون التشديد على وقف الحرب، وكفى الله المؤمنين شر القتال. والمؤسسات الأممية الأخرى تفتقد الإمكانيات اللازمة لتقديم الإسعافات والمساعدات الضرورية. ومحكمة الجنايات الدولية مازالت مترددة بالتحرك لتوثيق الجرائم الإسرائيلية اليومية.
فيما الشحنات الجوية والبحرية تتوالى من «زعيمة العالم الحر» مُحمّلة بالقنابل والصواريخ والآليات والمعدات لآلة الحرب الإسرائيلية.
فأي عدالة يدعيها هذا النظام العالمي العنصري القبيح، وراعيته «الدولة الأعظم» في الكرة الأرضية؟