Beirut weather 22.43 ° C
تاريخ النشر December 1, 2016
A A A
أين حزب الله من الحملة على عون؟!
الكاتب: الأنباء

بدل التركيز على عملية تشكيل الحكومة، تحولت الاهتمامات والأنظار في اتجاه آخر هو الحملة السياسية الإعلامية التي استهدفت الرئيس ميشال عون واتسمت بلهجة حادة وتحذيرية… وهذه الحملة التي تنسب الى الرئيس نبيه بري «المجاهد الأكبر»، بدأت تطرح تساؤلات كثيرة وملحة بشأن موقف حزب الله:

٭ هل إن التفويض المعطى للرئيس بري من قبل حزب الله هو «تفويض حكومي» يتعلق حصرا بالتفاوض على ملف الحكومة وتشكيلها، أم هو «تفويض سياسي» يتجاوز هذا الملف الى التأسيس للمرحلة المقبلة؟!

٭ ما حدود الدعم السياسي المعنوي المعطى من حزب الله للرئيس بري وللوزير فرنجية؟!

٭ هل إن التزام حزب الله بـ«عون» يقف عند حد إيصاله الى قصر بعبدا وإيفاء دين والتحرر من عبء، أم أن هذا الالتزام يتواصل عبر دعم الرئيس الجديد وإنجاح عهده بدءا من تسريع عملية تشكيل الحكومة، وهل يكون مشروطا بالسياسة التي ينتهجها عون والتعديلات التي سيدخلها؟!

٭ هل التسوية الرئاسية الحكومية التي أوصلت عون الى قصر بعبدا وأعادت الحريري الى رئاسة الحكومة لم تكن التسوية المفضلة لدى حزب الله، وإنما مشى بها «على مضض»، وبالتالي يقف عند هذا الحد وليس معنيا لا بتفاهمات سابقة أبرمت بين عون والحريري؟!

استنادا الى مصادر متابعة لمسار العلاقة بين عون وحزب الله في فترة ما بعد 31 تشرين الأول، يمكن إيراد الملاحظات والاستنتاجات التالية:

1 ـ قيادة حزب الله، وتحديدا السيد حسن نصرالله، لها ملء الثقة بالرئيس عون، بشخصه وتوجهاته وخطه الاستراتيجي، مع تفهمها للتغيير الذي سيفرضه الواقع الجديد بعدما بات عون رئيسا للجمهورية، وأن «عون الرئيس» ليس مطابقا لـ«عون الحليف».

ولكن حزب الله ليس مطمئنا للظروف الداخلية التي يعمل من ضمنها الرئيس عون ولمنحى الأمور ومسارها العام، وبما يؤدي الى إنتاج مشهد سياسي غير منسجم مع الواقع وميزان القوى ومن علاماته:

ـ نشوب اشتباك سياسي مبكر مسيحي – شيعي مقابل انكفاء تام للتوتر المسيحي – السني.

ـ اهتزاز متجدد في العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر الذي ما كاد يخرج من شكوكه الرئاسية (هل يريد حزب الله فعلا عون رئيسا للجمهورية؟!) حتى دخل في شكوك حكومية (هل يريد حزب الله حكومة داعمة لانطلاقة عون أم يريد تكبيله؟!).

٢ ـ حزب الله لديه ملاحظات على «انطلاقة العهد» وتحديدا لجهة:

ـ تطوير العلاقة مع القوات اللبنانية وتكريس موقعها المسيحي المتقدم، والتساهل معها مقابل التشدد مع تيار «المردة» وإضعافه.

ـ تعميق العلاقة مع الحريري المستندة الى تفاهمات سابقة لا تقتصر على الحكومة وإنما تتعداها الى تعيينات في مراكز حساسة والى موضوع الانتخابات النيابية.

ـ الدور المحوري والأساسي الذي يضطلع به الوزير جبران باسيل في الاتجاهات والعلاقات مع القوات، والمستقبل.

٣ ـ حزب الله القوي عسكريا والمستقوي بتطورات سورية وعراقية يواجه حال ارتباك على المستوى السياسي الداخلي، إن على صعيد التناقضات والخلافات بين حلفائه، أو على صعيد استثمار العهد الجديد، وحيث بات الحزب على قناعة أن هذه العلاقة باتت تحتاج الى «تفاهم جديد» عملي يتناسب مع مقتضيات وطبيعة المرحلة الجديدة.