Beirut weather 28.41 ° C
تاريخ النشر October 9, 2024
A A A
أين القيادة الوطنية في الحرب الطاحنة؟
الكاتب: صلاح سلام

كتب صلاح سلام في “اللواء”

تباطؤ الحركة السياسية في هذه المرحلة المصيرية مخيبة للآمال، وتؤكد للمرة الألف عجز هذه المنظومة السياسية على مواجهة التحديات التي تهدد الدولة والكيان،
وعدم قدرتها على تجاوز مواقفها الخشبية، والإرتفاع فوق مستوى الخلافات التقليدية، في مثل هذه الأخطار المصيرية المحدقة بالبلد.

كان من المتوقع أن يخلق البيان الثلاثي الصادر عن عين التينة، دينامية ناشطة في الوسط السياسي، لأن مضمونه طوى صفحة كبيرة من الصراعات المزمنة، وفتح أبواب التفاهمات والتسويات على مصراعيها، بإنتظار تجاوب الأفرقاء الآخرين مع طروحات أصحاب البيان، التي تضمنت مبادرة الذهاب إلى رئيس توافقي، لتسريع خطى إنتخاب الرئيس العتيد، وإنهاء الشغور الرئاسي، في خضم العدوان الإسرائيلي الوحشي، والذي تتطلب مواجهته الديبلوماسية وجود سلطة كاملة الصلاحيات الدستورية في لبنان، للخوض في الخطوات المرتقبة لوقف إطلاق النار، وما يعقبها من مفاوضات حول ترتيبات «اليوم التالي».
لقد طالبت مبادرة عين التينة بوقف النار فوراً، ودون أي إشارة لربط هذه الخطوة بحرب غزة، الأمر الذي يعني ، ولو بشكل غير مباشر، فك إرتباط حرب لبنان بحرب غزة، وتجاوز مسألة «حرب الإسناد»، التي تحمّل لبنان أعباءها طوال عام كامل، وكلفت حزب لله غالياً، من قيادته وكوادره العسكرية العليا، فضلاً عما يلحق حالياً بيئته الحاضنة من دمار وخراب فاق كل التوقعات.
حزب الله أعطى أكثر من إشارة على موافقته على وقف إطلاق النار، دون ربط ذلك بما يجري في غزة، وآخر الإشارات ما ورد أمس في بيان الشيخ نعيم قاسم عن تأييد الجهود السياسية التي يقوم بها» الاخ الأكبر» نبيه برّي لوقف العدوان، وما تبعه من إعلان موافقة الحزب على وقف إطلاق النار، على أن يتم البحث في الموضوعات الأخرى بعد وقف النار.
حتى حكومة تصريف الأعمال لن تتلقف هذه التطورات الإيجابية، وتشارك بشكل فاعل في المسار الإنفراجي المفاجئ، والذي لعب فيه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي دوراً رئيسياً. فلم تنعقد الحكومة بكامل أعضائها رغم مخاطر الحرب المحدقة يالبلد، ولم يتخذ مجلس الوزراء مجتمعاً قراراً بمطالبة محلس الأمن التدخل لوقف النار، وإنهاء العدوان الإسرائيلي الوحشي على لبنان، والتأكيد على جهوزية إرسال الجيش إلى الجنوب، وتنفيذ القرار الدولي ١٧٠١.
لبنان في دوامة حرب طاحنة، أحوج ما يكون إلى قيادة وطنية شجاعة وخلاّقة،
قادرة على إتخاذ القرارات المصيرية الكبرى.. قبل فوات الآوان!