Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر December 22, 2016
A A A
أين اعلان موسكو من الوقائع والمتغيرات؟
الكاتب: رفيق خوري - الأنوار

هل هناك فرصة جدّية لتطبيق اعلان موسكو الذي رسم خارطة طريق للحل في سوريا؟ الى أي حدّ يمكن الأخذ بقول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الثلاثي الروسي – الايراني – التركي هو الأكثر فاعلية والأقدر على القيام بخطوات عملية؟ هل ما أعاق الحلّ هو فقط تركيز الخطاب الروسي على فشل الأمم المتحدة، وعجز أميركا عن تنفيذ التزاماتها، والمطالب القطعية للمعارضين في الخارج أم انه أيضا رهان دمشق على الحل العسكري، وصعود قوى متشددة ارهابية تكفيرية ترفض حتى التفاوض على حلّ وتعتبر الديمقراطية كفرا وتقيم دولة خلافة داعشية وامارة لجبهة النصرة؟ وماذا عن الفيتو الروسي والصيني الذي كان العامل الأساسي وراء فشل الأمم المتحدة؟

جديد إعلان موسكو هو التأكيد العلني لاستدارة الموقف التركي نحو الموقف الروسي والموقف الايراني، من حيث كانت مستورة في معركة حلب قبل أن يكشف الرئيس فلاديمير بوتين ما تفاهم عليه مع الرئيس رجب طيب أردوغان في بطرسبرغ قبل أشهر. فما كان اسقاط النظام رأس مطالبه صار تجاهل أجندة الاطاحة بالنظام واعطاء الأولوية للحرب على الارهاب رأس التزاماته، حسب لافروف. ولا يبدّل في الأمر سعي وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لوضع حزب الله في لائحة التنظيمات الارهابية، وسط رفض لافروف وتصوير نظيره الايراني محمد جواد ظريف له.

والباقي عبارات مألوفة. من الاجماع على أنه لا يمكن حلّ الأزمة السورية عسكريا الى استعداد الثلاثي لتسهيل التفاوض بين الحكومة والمعارضة على التسوية وضمانها. ومن احترام وحدة أراضي سوريا وسيادتها كدولة ديمقراطية علمانية الى التذكير بأنه لا يجوز التخلّي عن الاتفاق مع أميركا. وهي تطرح أسئلة صعبة جدا.

وحدة أراضي سوريا وسيادتها؟ مطلوب انهاء احتلال داعش والنصرة والكرد وتركيا لأجزاء من سوريا، وبالتالي فان الحلّ السياسي يحتاج الى خيار عسكري. ديمقراطية الدولة وعلمانيتها؟ أي نموذج ديمقراطي في روسيا وايران وما بقي من الديمقراطية في تركيا وسط اندفاع أردوغان نحو حكم سلطاني؟ كيف يدعو نظام ثيوقراطي في ايران الى نظام علماني في سوريا؟ وكيف يمكن تجاهل ما فعلته الحرب في تفسيخ النسيج الاجتماعي الوطني وتحريك العصبيات الطائفية والمذهبية؟ وماذا عن الذين تظاهروا سلميا في العام ٢٠١١ للتغيير والانتقال الديمقراطي للسلطة يجدون أنفسهم أمام تغيير ديموغرافي وهم بين نازح في الداخل ولاجئ في الخارج ومقتلع من أرضه.

لافروف المشهور بالمكابرة يعترف بأن الموضوع معقّد جدا حيث صارت المنطقة تموج بجماعات دينية وقومية مع أزمة بين السنّة والشيعة، وغدت سوريا مركز تجمع مصالح وتباينات بلدان كثيرة.