Beirut weather 19.1 ° C
تاريخ النشر April 2, 2017
A A A
أيام صعبة تنتظر حركة “الاخوان المسلمين”..
الكاتب: رأي اليوم

جمهوريون في الكونغرس يعدون مشروعا لربطها بالارهاب والسيسي الذي يزور واشنطن الاربعاء يدعم هذا التوجه بقوة وحماس بعد النهضة تفك الارتباط معها سياسيا..
فهل تندفع الحركة نحو ايران مضطرة؟
*

يبدو ان ايام حركة “الاخوان المسلمين” القادمة ستكون صعبة، حيث تتكاثر عليها الضغوط منذ ان سقطت “بقرة حكمها” في انقلاب اطاح بها في شهر تموز عام 2013، وبدأت السكاكين تنهال من اطراف عديدة، بما في ذلك بعض الاصدقاء.

واذا كانت اللجنة التي شكلتها الحكومة البريطانية قبل بضعة سنوات من اكاديميين وخبراء لم تدن الحركة بـ”الارهاب”، ولكنها اعترفت بأنها كانت حاضنة لبعض الجماعات التي تأترث بفكرها، وانشقت عنها، وتبنت العنف والارهاب، فإن الوضع ربما يكون مختلفا في الولايات المتحدة الاميركية، حيث تعكف لجنة مكونة من اعضاء من الحزب الجمهوري في الكونغرس على وضع تشريع قانوني يضع الحركة على قائمة الارهاب.

الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي كشف عن وجهه العنصري المعادي للاسلام والمسلمين واصدر قانونا بمنع مواطني ست دول من دخول الولايات المتحدة واجهضته المؤسسة القضائية، ربما يرحب بهذه الخطوة، وقد يكون يقف خلفها.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي مع الرئيس ترامب على ارضيات عديدة، من ضمنها العداء للاسلام السياسي المتطرف، الذي يعتبره المفرخ الاكبر للجماعات الاسلامية المتشددة، التي تلجأ الى العنف والارهاب، ويملك حزمة كبيرة من الادلة التي تؤكد وجهة نظره هذه، تتمثل في الحرب التي يخوضها الجيش المصري في “ولاية سيناء” ضد حركة بيت المقدس، التي اعلنت انضمامها الى “الدولة الاسلامية”، وقدمت البيعة لزعميها ابو بكر البغدادي.

من المؤكد ان الرئيس السيسي سيحاول اقناع مضيفه الاميركي بالمضي قدما في دعم تشريع الكونغرس المتوقع في هذا الصدد، ويملك اوراقا قوية تؤهله، اي الرئيس السيسي، لوصم اعدائه “الاخوان” بالارهاب بحكم علاقاته القوية مع الرئيس الاميركي الجديد، واستعداده لمشاركته في حربه ليس ضد الارهاب فقط، وانما ايضا ضد ايران التي يعتبرها الرئيس ترامب مصدر التهديد الاخطر على مصالح امريكا واستقرار المنطقة.

القمة بين الرئيس السيسي ونظيره ترامب ستتم في البيت الابيض يوم الاربعاء المقبل، وربما يكون من غير الملائم استباق الامور والحديث عن نتائج لقاء لم يتم بعد، لكن من حق حركة الاخوان ان تشعر بالقلق، فبعض الاحزاب والحركات المقربة منها، او التي انبثقت عنها، مثل حركتي “حماس″ الفلسطينية و”النهضة” التونسية، استشعرت هذا الخطر، وقررت فك الارتباط السياسي معها تجنبا لتبعاته المستقبلية، وربما جرى التفاهم على هذه الخطوة مسبقا مع الحركة الاخوانية التي تفهمت دوافع هؤلاء ومصدر قلقهم.

دولتان وحيدتان ما زالتا تجاهران بدعم حركة “الاخوان المسلمين” في منطقة الشرق الاوسط، الاولى تركيا، والثانية قطر، التي عبر اميرها تميم بن حمد آل ثاني في خطابه في قمة عمان الاخيرة علنا عن هذا الدعم، في خطوة اثارت استغراب كثيرين لانها لم تكن متوقعة، وعلى هذه الدرجة من الوضوح.

التحالفات التي يتم نسج خيوطها في هذه المرحلة في المنطقة، وبإشراف اميركي، تستهدف هذه الحركة، لان اعداءها يشكلون عصبها الرئيسي، فهل تدفع هذه التحالفات بالحركة نحو ايران؟

لا شيء مستبعد هذه الايام، فأعضاء في تنظيم “القاعدة” لجأوا اليها اثناء الهجوم الاميركي في تشرين الأول عام 2001، وحركة الاخوان لم تجاهر بالعداء للحكم في ايران، والرئيس محمد مرسي قام بزيارة الى طهران في بداية حكم حركته القصير، الذي لم يدم الا عام واحد تقريبا، والرئيس السيسي نفسه لوح باستخدام الورقة الايرانية في ذروة خلافه مع السعودية، وحصل على النفط العراقي الحليف لايران بعد وقف السعودية لمنحتها النفطية لمصر.