Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر May 1, 2018
A A A
أيار… شهر مريمي تكلله المسبحة الوردية

الاول من ايار… بداية الشهر المريمي الذي ينتظره المؤمنون من عام الى عام بشغف لتكريم السيدة العذرار، اذ يحمل إلينا طبيعة ربيعية رائعة الجمال كجمال والدة الله تضيف رونقا عليها المسبحة الوردية التي يتلوها الشعب ايمانا منهم بالحصول على النعم وحماية اوطانهم في الفتن والعنف.
بدأ تقليد الشهر المريمي في أيار من أوروبا، في أواسط القرن السابع عشر والثامن عشر، وذلك بعد عدة كتب وضعها الآباء اليسوعيّون يتناولون خلالها تخصيص شهر أيار لتكريم مريم العذراء. في العام 1664 وضع الأب اليسوعيي حنا نادازي اول كتاب تأمّلات للشهر المريمي، وكان الفضل الأبرز للأبوين ديونزي الإيطالي وكافير السويسري بتعيين شهر أيار الشهر المريمي.
أمّا في فرنسا، كان الأب ألفونس موزارلي قد ألّف كتابه الشهير “الشهر المريمي”، وكان لهذا الأب نفوذ كبير عند الكرسي الرسولي الذي رافقه وخدمه، فثبّت البابوات بدءا من البابا بيوس الرابع، الشهر المريمي في أيار وشجّعوا على ممارسة الصلوات والكتب المريميّة وخاصة أن شهر أيار هو الأبهى جمالاً في الطبيعة.
ووصل هذا التقليد إلى أميركا وآسيا، ودخل لبنان سنة 1837، في بكفيّا في معبد سيدة النجاة مع الأب ريمند استاف المرسل في لبنان، والمعروف باسم “ابونا سليمان” لحكمته ورصانته، وفي الكنيسة اللوحة الشهيرة لسيدة النجاة والتي بقيت صامدة بعد انهيار سقف الكنيسة وتضررّها بالكامل باستثناء الصورة المذكورة، وهي على لوح من الزنك محفوظة في وسط الكنيسة.
إن أوّل من نال نعم سيدة النجاة، هو الأمير حيدر اسماعيل اللمعي بعد أن نصب له أعداؤه كميناً واعتقلوه ونفوه إلى السودان. فأخذ يصلّي لسيدة النجاة وسط استهزاء سجّانيه، فما مرّت الأيام القليلة حتى تم إطلاق سراحه وإعادته إلى منصبه، وطلب أن يدفن بعد موته في بكفيّا أمام صورة سيدة النجاة وهكذا كان سنة 1845.
يشتهر الشهر المريمي في لبنان بتلاوة المسبحة الورديّة وتخصيص بضعة دقائق يومياً عند الظهر، لتلاوة التبشير الملائكي. ولبنان الّذي كرّسه أبناؤه لقلب مريم العذراء، يبقى أخضر، بهيّاً كعروس نيسان، مهما قامت النيران من حوله، كما هو حاصل اليوم، ومهما امتدّت عليه أيادي الشر، يبقى ساطعاً مطلّا بأرزه الشامخ على البحر، تتوسّطه سيّدة لبنان في حريصا، حيث يتوافد مئات الآلاف كل عام خلال شهر ايار لتجديد هذا التكريس.