Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر January 6, 2022
A A A
“أوميكرون”: إما سيتحور لسلالة أكثر خطورة أو سيمنحنا مناعة القطيع… فأيهما الأقرب؟
الكاتب: عربي بوست

يتوقع البعض أن متغير أوميكرون سيكون لقاحاً طبيعياً يحقق مناعة القطيع للعالم، ويحوّل كورونا إلى أنفلوانزا عادية، في حين يحذّر آخرون من أن التفشي الواسع لـ”أوميكرون” قد يؤدي إلى متحورٍ أكثر خطورة.

وأصبح من شبه المؤكد أن أوميكرون يؤدي إلى حالات أقل خطورة من المرض، ولكنه مُعدٍ أكثر بكثير من أي نسخة من الفيروس حتى الآن، كما أنه يمكن أن يتجنب بعض الحماية المناعية سواء تلك المكتسبة من اللقاحات أو العدوى السابقة.

قد يكون أوميكرون أكثر قابلية للانتقال بنسبة 25 إلى 50% من متغير دلتا، وفقاً لبعض التقديرات. يعد دلتا أكثر قابلية للانتقال بنسبة 50% من متغير ألفا، الذي هو نفسه أكثر قابلية للانتقال بنسبة 50% من الإصدار الأصلي من فيروس كورونا، حسبما ورد في تقرير لموقع Vox.

ويعني ذلك أن المرض ينتشر بسرعة عالية جداً، كما نرى الآن، ولكن بنسب وفيات ودخول المستشفى أقل من السابق، ولكن قد يعني ذلك أيضاً أنه يمكن أن تحدث زيادة في أعداد حالات دخول المستشفيات وحتى الوفيات بسبب زيادة أعداد المصابين، رغم أن الأعباء على الأنظمة الصحية في الدول التي انتشر بها المتغير حتى الآن أقل من الموجات الأشد من فيروس كورونا.

 

هل يؤدي أوميكرون إلى توفير مناعة القطيع للبشر؟
هناك نظرية يتبناها بعض خبراء الأوبئة حول العالم، مفادها أن متحور أوميكرون سيقضي على وباء كورونا الذي أنهك العالم وتسبب بملايين الوفيات، علاوة على مليارات الدولارات من الخسائر الاقتصادية حول العالم.

و”مناعة القطيع” مصطلح علمي يصف النقطة التي تتم عندها حماية السكان من المرض، إما عن طريق عدد كافٍ من الأشخاص الذين يتم تطعيمهم وإما من خلال الأشخاص الذين طوروا أجساماً مضادة من خلال الإصابة السابقة بالمرض، ويفترض مفهوم مناعة القطيع أن الوصول لهذه الحالة، يؤدي إلى تباطؤ انتشار المرض في المجتمع.

وكانت التقديرات للنسبة المطلوبة لتحقيق مناعة القطيع بالنسبة للسلالات الأولى لفيروس كورونا، هي توفر الأجسام المضادة في 70 % من سكان أي مجتمع، ولكن هذه النسبة قابلة للزيادة في السلالات الأكثر عدوى مثل أوميكرون.

وحذَّر صانعو النماذج الإحصائية حول انتشار المرض من أن ما يصل إلى أربعة ملايين شخص- أي ما يقرب من نصف سكان البلاد- قد يصابون بنهاية يناير/كانون الثاني 2022.

سيناريو كارثي.. متغير أشرس بدلاً من المناعة الجماعية
في مقابل التوقعات المتفائلة بإمكانية أن يؤدي أوميكرون إلى مناعة قطيع، هناك مخاوف من سيناريو كارثي.

فلقد حذَّرت منظمة الصحة العالمية بمنطقة أوروبا من أن الارتفاع الحاد في الإصابات بالمتحور أوميكرون في أنحاء العالم، يمكن أن يزيد احتمال ظهور متحور جديدٍ أكثر خطورة.

وفيما ينتشر المتحور الجديد من دون رادع في أنحاء العالم، يبدو أقل خطورة مما كان يُخشى في البدء، وهو ما أثار الآمال بإمكان دحر الوباء والعودة إلى الحياة الطبيعية.

غير أن مسؤولة الطوارئ في المنظمة كاثرين سمولوود، أبدت حذرها وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية إن الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات قد يأتي بردّ فعل عكسي. وقالت في مقابلة إنه “كلما ازداد انتشار أوميكرون ازدادت نسبة العدوى والتكاثر، ما يزيد احتمالات ظهور متحور جديد”.

وتؤدي إصابة عدد كبير من الناس بالفيروس أو طول فترة حضانة الفيروس بجسم أحد المرضي، إلى زيادة احتمالات عدد التحورات خلال عملية نسخ الفيروس لنفسه في أجسام المرضى والمصابين، ويؤدي ذلك إلى احتمال حدوث متغير أكثر خطورة من حيث قوة الإصابة أو سرعة العدوى أو كلاهما أو حتى طول الفترة التي لا يظهر فيها المرض.

حالياً أوميكرون متحور قاتل يمكنه التسبب بالوفاة… ربما بنسبة أقل بقليل من دلتا، لكن من يستطيع معرفة كيف سيكون المتحور الجديد؟

 

وها نحن قد نكون أمام مرحلة ما بعد أوميكرون
وبالفعل أفادت تقارير بظهور متغير جديد اكتشف بعد أوميكرون في فرنسا، ونقل موقع شبكة “سي إن بي سي” الأميركية، عن علماء فرنسيين، أن متغير IHU أو سلالة B.1.640.2 التي اكتُشفت مؤخراً، يمكن أن تكون أكثر قابلية للانتقال ونشر العدوى؛ بل أكثر قدرة على مقاومة اللقاحات، بحسب ما هو معروف عنها حتى الآن.

وسبق هذا المتغير متغير أوميكرون، ولكن أدى إلى إصابة 12 حالة في فرنسا، تم تحديدها حتى الآن مقارنة بأعداد هائلة من أوميكرون.

من الصعب تحديد أي السيناريوهين أقرب، ولكن يمكن القول إن سيناريو مناعة القطيع لا يبدو أن له ثمناً باهظاً، إضافة إلى أنه غير مضمون، بل إنه يمكن أن ينقلب للسيناريو الكارثي بمجرد تحور فيروس واحد في جسد مريض إلى سلالة أكثر توحشاً أو أكثر مراوغة للأجسام المضادة الموجودة حالياً في أجساد البشر، مما يعيد مناعة القطيع لنقطة الصفر.

وقد يكون السيناريو الأفضل هو محاولة الوصول لمناعة القطيع عبر اللقاحات، وكذلك تسريع تطوير لقاحات أكثر مقاومة لـ”أوميكرون” وغيره من السلالات الجديدة قبل أن يتحول أوميكرون إلى متغير أكثر وحشية.