Beirut weather 19.1 ° C
تاريخ النشر December 8, 2024
A A A
أول قداس في كاتدرائية نوتردام بعد ترميمها.. قداسة البابا: من الجميلِ والمُطَمْئِنِ أن يتمَّ الحفاظُ على كفاءاتِ الماضي

أقيم، اليوم، أول قداس في كاتدرائية نوتردام، التي أعيد افتتاحها أمس بعد ترميمها إثر حريق اجتاحها في نيسان 2019.

وأقيم “القداس التدشيني” بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومشاركة 150 أسقفا؛ فضلا عن كهنة من رعايا باريس الـ106. وتم الحضور بناء على دعوات.

وخلال القداس، بارك المونسينيور لوران أولريك، رئيس أساقفة باريس، الحضور؛ ومن ثم المذبح برش المياه المقدسة.

وفي بداية القداس، رحب أولريك بالمصلين “بتأثر كبير”، وأضاف: “أصلي أيضا من أجل بلدنا، الذي ينظر إلى مستقبله بقلق”.

وأتى المصلون، الذين دخلوا إلى الكاتدرائية بناء على دعوات، قبل ساعة من بدء مراسم القداس.

وقال باتريك أورهاند، وهو متطوع في جمعية الإنقاذ الكاثوليكي والبالغ 68 عاما: “أنا سعيد جدا بوجودي هنا”.

وبدأ القداس مع تقدم حملة أعلام 106 رعايا تضمها أبرشية باريس ترافقهم جوقة الكاتدرائية على أنغام أورغن الصرح.

وعند الساعة السادسة والنصف مساء بالتوقيت المحلي (الخامسة والنصف بتوقيت غرينتش)، يقام أول قداس مفتوح للعموم بالكامل على أن يتسجلوا قبل ذلك عبر تطبيق إلكتروني.

ووجّهَ قداسة البابا فرنسيس رسالةً إلى رئيسِ أساقفةِ باريس المطران لوران أولريك أعربَ في بدايتِها عن سعادتِه الكبيرة للاتحادِ بالفكرِ والصلاةِ مع رئيسِ الأساقفةِ وجميعِ المؤمنين المجتمعين والأشخاصِ الحاضرين خلالَ إحتفالِ إعادةِ افتتاحِ كاتدرائية نوتردام لممارسة الطقوس. ثم تحدثَ البابا فرنسيس عن تذكّرِنا جميعًا الحريقَ الرهيبَ الذي اندلعَ في الكاتدرائية خمس سنوات مضَتْ والذي ألحقَ بها أضرارًا جسيمة. وتابع الأبُ الأقدس أنّنا شعرْنا بالقلقِ أمامَ خطرِ زوالِ عملٍ كبيرٍ للإيمانِ والعمارةِ المسيحِيَّين وشهادةٍ عريقةٍ على تاريخِكم الوطني. واليوم يفسحُ الحزنُ والحدادُ المجالَ للفرحِ والاحتفال والتسبيح.
وتابعَ الأبُ الأقدس موجِّهًا التحيةَ أيضًا إلى جميعِ الفئات المهنية التي عَمِلَتْ على ترميمِ الكاتدرائية مُقدِّمةً أفضلَ ما يمكنُها من أجلِ أن تستعيدَ كاتدرائيةُ نوتردام رونقها. وأضاف البابا في هذا السياق أنّه من الجميلِ والمُطَمْئِنِ أن يتمَّ بحكمةٍ الحفاظُ على كفاءاتِ الماضي وتحسينِها. ومن الأكثرِ جمالًا، تابع البابا فرنسيس، أنّ كثيرين من العمّال والحرفيين قدَّموا شهادةً على عيشِهم ترميمَ الكاتدرائية كمسيرةٍ روحيةٍ حقيقية سائرين على خطى أسلافِهم والذين تَمَكَّنَ إيمانُهم المعاش في عملِهم من تشييدِ رائعةٍ كهذه.
وأعربَ قداستُه عن الرجاءِ في أن يكونَ هذا الميلادُ الجديدُ للكاتدرائيةِ الجميلةِ علامةً نبوية لتَجدّدِ الكنيسةِ في فرنسا. ودعا بالتالي جميعَ المُعمَّدين الذين سيدخلونَ بفرحٍ هذه الكاتدرائيةَ أن يشعروا باعتزازٍ وأن يستعيدوا إرثَ الإيمان.