Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر November 19, 2017
A A A
«أنصار الفرقان» بقيادة حمزة بن لادن… وريث داعش
الكاتب: ا ف ب

بعد فشله في الإبقاء على أسس «دولة الخلافة» المزعومة لأكثر من ثلاث سنوات، وخسارة «عاصمتيه» ومعقليه في العراق وسورية، واستسلام وفرار المئات من مقاتليه، يحمل تنظيم داعش نعش حلم إقامة «أرض التمكين» لكن فلوله لا تزال باقية. ويقول المحلل الأمني والخبير في الحركات المتطرفة هشام الهاشمي إن أحداً من التنظيمات المتطرفة «لن يفكر بالعودة مرة أخرى إلى ما يسمى بأرض التمكين أو أرض الخلافة».

في العام 2014، نصب أبو بكر البغدادي نفسه «خليفة» على سبعة ملايين شخص في أراض تتخطى مساحتها مساحة إيطاليا، وتشمل أجزاء واسعة من سورية ونحو ثلث أراضي العراق. واجتذب «دار الإسلام» هذا آلاف المتطرفين الذين أتوا مع نسائهم وأطفالهم من كل أنحاء العالم.

حينها، أصحبت مدينة الرقة السورية «عاصمة الخلافة»، وشهدت مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، الظهور العلني والوحيد للبغدادي من جامع النوري الذي فجره التنظيم نفسه في ما بعد.

في كل المدن التي كانت تحت سيطرته، رفع التنظيم رايته السوداء فوق مباني الإدارة الجديدة التي عاد واستقى أسماءها من أولى سنوات عصر الإسلام.

فمن ديوان العدل والمحاسبة إلى ديوان الصحة، أصدر التنظيم شهادات ميلاد وزواج وأحكام وأوامر أخرى على أوراق مدموغة أيضاً بشعاره الأسود اللون.

وبعد أقل من أربع سنوات، وفي أعقاب معارك طويلة هي الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية، لم يعد «داعش» يسيطر حالياً سوى على أقل من خمسة في المئة من الأراضي التي استولى عليها في العام 2014، كما وعائدات الحقول النفطية التي كانت في مناطق حكمه.

يشير خبير السياسة العراقية وناشر مجلة «إنسايد إيراكي بوليتيكس» كيرك سويل إلى أنه «خلال تلك المعارك، وخصوصاً في الموصل، قتل عدد كبير من المتطرفين». ويضيف أنه «في أعقاب الهزائم، استسلم الكثيرون» ممن تركتهم قياداتهم التي فرت باكراً، لافتا إلى أن آخرين أيضاً «هربوا من البلاد أو يحاولون الانخراط في المجتمع» سعياً لإخفاء ماضيهم المرعب.

بعد تلك الخسائر الكبيرة، فإن «داعش حتى إذا كتب له البقاء، لن يفكر بالعودة مرة أخرى» إلى فكرة السيطرة العسكرية أو الإدارية على الأراضي، وفق ما يؤكد الهاشمي.

وفي هذا الإطار، يشير الخبير العراقي إلى أن التنظيم ما زال متواجدا في «الوديان والجزر والصحارى والبوادي التي تشكل 4 في المئة من مساحة العراق» والواقعة على طول الحدود السهلة الاختراق مع سورية، حيث يتعرض أيضاً لهجوم واسع تتقلص بفعله المساحة التي يسيطر عليها تدريجياً.

* ترجيحات بالعودة إلى الإستراتيجية الأولى بعدم الارتباط بالمكان وضرب «العدو البعيد».

من جهته، يشير الخبير في شؤون الشرق الأوسط لدى معهد «إيريس» للشؤون الدولية والإستراتيجية في باريس كريم بيطار إلى أن «مشروع الخلافة سقط أمام الواقع الجيوسياسي»، ولهذا فإنه «من المحتمل أن تعود الشبكة الجهادية العالمية إلى إستراتيجيتها الأولى بعدم الارتباط بالتواجد المكاني، وتفضيل توجيه الضربات مجدداً إلى (العدو البعيد) من خلال استهداف الغرب أو روسيا لإظهار أنه يجب دائماً أخذها في الحسبان».

* يضم نواة صلبة من العقائديين والمنهجيين من فلول التنظيم وبقايا «القاعدة».

تلك «الشبكة» باتت الآن بقيادة جديدة تلوح في الأفق. فكما نشأ التنظيم من أطلال ما كان يُسمى «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق» وما تبقى من تنظيم «القاعدة» قبله، بدأت تظهر الآن نواة تنظيم جديد يتأسس على فلول آخر المتطرفين، وفق الهاشمي، الذي يكشف أن «أنصار الفرقان هو التنظيم الجديد المقبل… ويضم معظم فلول تنظيم (داعش) وبقايا تنظيمي (أنصار الإسلام) و(القاعدة) في العراق الذين بدأوا ينجذبون إلى هذا التنظيم». ويضيف أن «هذه نواة صلبة من العقائديين والمنهجيين، أسست في شهر ايلول الماضي في سورية، ونعتقد أنهم في جبال إدلب».

والمفارقة أن رأس هذا التنظيم الجديد هو حمزة أسامة بن لادن، نجل الزعيم التاريخي لتنظيم «القاعدة» الذي قتل في عملية خاصة أميركية في باكستان العام 2011.