Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر March 19, 2018
A A A
أمين يونس.. لبناني في مهبّ المونديال

على بُعد أقل من ثلاثة أشهر على انطلاق كأس العالم 2018 لكرة القدم، تبدو فرص اللبناني الأصل أمين يونس في ارتداء زي منتخب ألمانيا حامل اللقب، في روسيا، في خطر حقيقي.

قبل اكثر من عام بقليل، كان ابن مدينة طرابلس اللبنانية الشمالية، على منصة التتويج التي احتلها منتخب ألماني شاب في روسيا نفسها، عقب الفوز على تشيلي بهدف في نهائي كأس القارات. كان يفترض أن يبني ابن الـ 24 عاماً على هذا الانتصار لتعزيز حظوظه مع «ناسيونال مانشافت»، خصوصاً أن يونس حقق مسيرة رائعة في الموسم 2016-2017. فبالإضافة الى كأس القارات، كان المهاجم الشاب مفتاح وصول فريقه أياكس أمستردام الهولندي الى نهائي «يوروبا ليغ» قبل الخسارة امام مانشستر يونايتد الانكليزي.

بعيد التتويج «القاري» في روسيا ونجاحه في تسجيل هدف في نصف النهائي، قال مدرب الـ «مانشافت» يواكيم لوف عن يونس: «يمتلك قدرات فردية رائعة. يمكنه القضاء على ثلاثة لاعبين دفعة واحدة. هذه قدرة غير موجودة لدى كثير من لاعبينا».

سعى أمين إلى البحث عن تحدٍّ جديد بعيداً عن أياكس، الذي ما عاد ذاك النادي القادر على منافسة «كبار أوروبا» من أمثال ريال مدريد وبرشلونة الاسبانيين وبايرن ميونيخ الالماني ويوفنتوس الإيطالي وغيرها، وقد وجد في نابولي الإيطالي محطة مهمة في رحلته نجو النجومية المبتغاة.

وبناءً عليه، كشفت الصحف في إيطاليا أنه وقع مع «الفريق الجنوبي» على أن يصبح رسمياً في عداده ابتداءً من 1 تموز 2018، بعد أن فضل عدم ارتداء قميصه بدءاً من كانون الثاني عقب فترة الانتقالات الشتوية لـ «أسباب شخصية».

يومها، أبدى أمين سعادته الكبرى بالوصول إلى إيطاليا وإنهاء مغامرته مع أياكس، وقال لشبكة «توتو ميركاتو»: «بالنسبة لي، حققت أحد أحلامي. انتظرت عرض نابولي أكثر من أي نادٍ آخر. العالم كله يعرف قيمة هذه المدينة الساحرة»، وأردف: «نابولي جميلة بالناس الذين يعيشون فيها. أنا معجب بالأجواء والعاطفة والتقاليد القديمة الموجودة فيها. أنا من أصول لبنانية، ولهذه الجوانب الموجودة في نابولي ارتباط وثيق بالثقافة التي اتحدّر منها».

وعن الارجنتيني دييغو مارادونا الذي صنع أمجاد نابولي في ثمانينات القرن الماضي، قال: «إنه أسطورة. عندما فزت مع المنتخب الألماني بكأس القارات، قام بمصافحة لاعبي الفريق كافة، بمن فيهم أنا. أتذكر أن والدي مازحني يومها قائلاً: أيمن، الآن يمكنك أن تعتزل كرة القدم».
قبل توقيعه مع نابولي، تعرض يونس لإصابة في تشرين الثاني 2017 أبعدته عن الملاعب شهرين، الأمر الذي ادى إلى فقدانه لمركزه في التشكيلة الأساسية حيث دخل في أربع مناسبات كبديل وخاض 49 دقيقة فقط مع الفريق.

وجاءت الصفعة الكبرى عندما جرى إلزامه بدخول تدريبات الفريق الثاني في النادي لمدة أسبوعين بعد رفضه المشاركة كبديل في مباراة فاز فيها أياكس على هيرينفين 4-1، بناءً على تعليمات المدرب إيريك تن هاغ الذي قال: «أردت أن أكافئه على عمله الشاق في التدريب لكنه شعر بأن وجوده في الملعب ليس ضرورياً. أنا المدرب، وإذا قررت أن عليه أن يدخل، فعليه ان يفعل».

وعلى خط موازٍ، بدأ نابولي يلوّح بمقاضاة يونس الذي أظهر في الآونة الأخيرة نية في التنصّل من عقده معه.

وقال محامي النادي ماتيا غراتساني: «قبل كل شيء، ما يدّعيه اللاعب لا يمكن فصله عن الاتفاقيات الرسمية مع نابولي»، وتابع: «الحقيقة أن نابولي، خلال فترة الانتقالات الشتوية، وقع اتفاقاً مع يونس يبدأ في 1 تموز 2018، وجرى تقديمه بعد ذلك الى الجهة الرسمية لاعتماده. مهما كانت مشاعر يونس، فإن نابولي هو الوحيد الذي يملك الحق في تسجيله. إذا قرر الانحراف عن الاتفاق، فسيتحمل المسؤولية المالية والتأديبية».
وأضاف: «من المستحيل بالنسبة له أن يوقع مع فريق آخر. إذا فعل، سيصبح وضعه غير قانوني وسيخاطر بأن يصبح ملزماً بتعويض نابولي عن الأضرار المالية. سيُنظر الى النادي الجديد أيضاً الذي سينضم الى صفوفه على أنه مشترك ومسؤول في المخالفة وبالقدر نفسه». وختم: «نسمع اليوم أن العقود، وإن وُقعت، تبقى لها قيمة نسبية. ليس هناك شك في أن يونس وقّع فعلاً على سلسلة من الوثائق. إذا استمر في رفضه، سيصطدم بجدار فيما لو لم تتم كل الأمور وفق شروط نابولي نفسه».

من جهته، أكد رئيس النادي الإيطالي «المشاكس» أوريليو دي لاورنتيس أن يونس توصل إلى اتفاق مسبق مع نابولي، بيد أن اللاعب خرج في منتصف آذار الجاري بتصريح يؤكد بأنه «لم أوقع عقداً مسبقاً أو عقداً مختلفاً يربطني بنابولي ابتداءً من 1 تموز 2018».

واستمرت الضبابية مخيِّمةً على الوضع بعدما أطلع يونس صحيفة هولندية بأنه قد يجدد عقده مع أياكس.

لكن الحقيقة تواترت من مكان آخر، فقد ذكرت صحيفة «بيلد» الألمانية بأن اللاعب يرغب في العودة الى بلاده، وتحديداً الى ناديه السابق بوروسيا مونشنغلادباخ الذي أبدى اهتماماً بهكذا خطوة.

لا شك في أن ظهور مونشنغلادباخ في هذا التوقيت بالذات جاء ليمنح أمين فرصة لاستجماع قواه وطي صفحة سوداء عاشها في الموسم الراهن، خصوصاً أنه سيكون بالقرب من عائلته التي تعيش في مسقط رأسه مدينة دوسلدورف، مع العلم ان ناديين اخريين أبديا اهتماماً به ايضاً هما لايبزيغ وشالكه.

يونس، الذي سبق له أن رفض بصورة «حبية»، دعوات عدة لارتداء زي منتخب لبنان بعد أن تدرّج في منتخبات الفئات السنية الالمانية بين 2008 و2015، يواجه موقفاً لا يُحسد عليه، خصوصاً ان لوف معروف بميله الى اللاعب الملتزم وقليل المشاكل. أضف الى ذلك كثافة المرشحين لاحتلال موقع ضمن تشكلية الـ 23 النهائية في وقت ابتعد فيه يونس عن المباريات بسبب الإصابة ومن ثم نتيجة رفضه المشاركة مع فريقه.

وبالفعل، فقد استبعد أمين عن تشكيلة المنتخب المدعو لمواجهة اسبانيا في 23 آذار الجاري والبرازيل في 27 منه.
معروف عن يونس زياراته الدورية الى بلده الأم وتحديداً مدينة طربلس، ومن هنا يفرض السؤال التالي نفسه:
هل سيمضي أمين الصيف المقبل «لاعباً» في روسيا أم «سائحاً» في لبنان… أم «خصماً» في دعوى تضعه وجهاً لوجه مع إدارة نابولي؟