علق الخبير في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية العميد المتقاعد أمين حطيط، في حديث لموقع “المرده” على الاعتداء الاميركي الذي استهدف فجر اليوم مطار الشعيرات العسكري في سوريا قائلاً: “أولا من حيث طبيعة الضربة نعتبرها عدواناً صارخاً على سوريا وعلى سيادة دولة مستقلة وتصرفاً اميركياً احادي الجانب ينتهك قواعد القانون الدولي العام، كما انه لا يحق لأميركا هذا التفرد خارج قانون مجلس الامن.
واضاف ان “الادعاء الأميركي بأنه نصر للعدالة هو غير صحيح لانه عدوان على العدالة وانتهاك لها،٨ وبالتالي هذا العدوان رمى الى تحقيق العديد من الاهداف الأميركية منها الداخلي ومنها الخارجي”. وقال: داخلياً، هناك صراع بين ترامب والدولة العميقة في اميركا، فرضت الدولة في هذا الامر نفسها على ترامب ليتخذ قرارا مخالفا لوعوده الانتخابية، ايضا ظن ترامب بهذه الضربة بأنه يظهر نفسه قوياً شجاعاً يستطيع ان يهدد وينفذ.
اما خارجياً، فقد تكون اميركا قد استجابت او حققت رغبة اسرائيل وتركيا والسعودية التي دفعت ثمن الصواريخ، ووجهت رسالة للارهاب بأنها معهم ولن تتخلى عنهم. واما القول بأنها تريد محاربة الارهاب فهو كلام دعائي للاستهلاك، اما الحقيقة فهي انها تدعم الارهاب ووجهت رسالة الى محور المقاومة بانها دخلت الميدان السوري بعمق وتريد من الجيش العربي السوري ان يوقف عملياته ومن الحكومة السورية ان تتنازل في المفاوضات السورية”.
أضاف: “ولكني لا اعتقد ان اياً من الاهداف الخارجية التي ذكرت فرضت تغييراً مهماً في المشهد، بل انها اسقطت هيبة ترامب وصدقيته لدى معسكر الدفاع عن سوريا. فبعد اليوم لن يثق احد به باعتباره يقول شيئاً ويفعل عكسه، والنتيجة الميدانية الاساسية في تداعيات هذا العدوان هي تزخيم العمل العسكري السوري بما يُظهر اهداف العدوان ويسرع عملية الحسم العسكري في سوريا فيكون الاميركي شاء شيئاً من عدوانه، هو ومعسكر العدوان، الا انه سيحصد العكس تماماً”.