Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر March 10, 2024
A A A
أميركا تفاوض.. “الثنائي” رابح!
الكاتب: مرسال الترس - الجريدة

في حين تعوّل العديد من الأوساط على النتائج التي يمكن أن يتوصل اليها الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين، في أحدث زيارة له إلى بيروت، ينقل كلام كثير من الكواليس الديبلوماسية والسياسية عن تجاذبات حادة بين أعضاء “اللجنة الخماسية” في من ستكون له الكلمة الفصل لحسم المفاوضات، ليس على صعيد “ورقة تفاهم” بين لبنان والعدو الاسرائيلي تعدّل القرار 1701 أو تبلور منهجيته بالنسبة إلى الحدود الجنوبية، وإنما أيضاً لجهة الاستحقاق الرئاسي الذي سيكون بنداً مكملاً لما سينسحب على الحدود.

وفي هذا السياق أبدى أكثر من مسؤول أميركي، وأحدهم هوكشتاين بالذات، تفاؤلاً بتسلم السفيرة الجديدة في بيروت ليزا جونسون، التي تنتظر تقديم أوراق اعتمادها لرئيس الجمهورية المنتظر، مهام السفارة في بيروت، لقدرتها على “دولبة” الأمور و“شد اللحاف” جيداً إلى جانب الإدارة الأميركية المنشغلة، من رأسها حتى أخمص قدميها، بالانتخابات الرئاسية التي يحين موعدها في الخريف المقبل.

ولأن الإدارات الأميركية تعمل دائماً من منظار براغماتي صرف، مرتبط دائماً بمصالح واشنطن، وحلفائها، ليس على الساحة اللبنانية، وإنما في الإقليم، فإن مختلف الترجيحات تذهب إلى أن “الثنائي الشيعي”، الذي يضم “حركة أمل” و”حزب الله”، سيكون الرابح الأول في السباق الأخير، بغض النظر عن النتائج الفعلية للحرب، لأسباب عدة أبرزها:

* إن الفرنسيين الذين طرحوا، منذ بداية الفراغ الرئاسي في لبنان منذ ستة عشر شهراً، أكثر من محاولة لإظهار ارتباطاهم بالأزمات اللبنانية، لم يفلحوا بحل أي من العقد القائمة، وباتت عودة الموفد الرئاسي جان إيف لودريان مرتبطة بما ستقرره اللجنة الخماسية، وها هو قد غاب عن السمع مع أنه تم تحديد أكثر من موعد لعودته إلى بيروت، وعلى الرغم من تسلمه ردود الكتل النيابية والأفرقاء في لبنان حول الاسئلة التي طرحها.

* إن الدول العربية الثلاث في اللجنة الخماسية، مصر والمملكة العربية السعودية وقطر، باتت أشبه بـ”أهل العروس” الذين لهم المشورة فقط، فيما القرار هو بيد “العروس” نفسها.

* إن “حزب الله” وحركة “أمل” هما اللذان يشكلان محور المقاومة في لبنان، وهما يدفعان الأثمان، وبالتالي هما اللذان سيجلسان إلى طاولة المفاوضات، مباشرة أم مداورة، وهما المؤهلان لوضع البنود والشروط، فيما جميع الأفرقاء اللبنانيين الآخرين ينظّرون عبر الإعلام ويطلقون المواقف التي لا تغني ولا تُذر لا أكثر ولا أقل.

الثابت في الحروب والمفاوضات، أن النتائج الأجدى من غير الضروري أن تكون في الاجتماعات العلنية والتصريحات عبر وسائل الاعلام، بل تأتي في الغالب من كواليس، وبعيداً عن خطوط التماس، ويعلم بها الجميع عند إعلانها فقط… وهذا ما قد تفضي إليه الحركة القائمة.