Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر October 24, 2016
A A A
«أمل» تتمدّد شمالاً
الكاتب: جهاد نافع - الديار

تتسم اللقاءات التي يعقدها عضو المكتب الاستشاري في حركة امل الدكتور زكي جمعة في طرابلس وعكار بالموضوعية والانفتاح على الآخر عدا عن كونها خطوة تمكنت من كسر الحواجز النفسية المصطنعة بين الطوائف والمذاهب التي انتجتها قوى سياسية امعنت في السابق من استثمار الغرائز لمآربها السياسية.

فاللقاء الذي دعا اليه الشيخ خالد العلي (احد ائمة السنة في طرابلس) شكل محطة بارزة جمعت فاعليات وشخصيات دينية واجتماعية ومهنية من كل الطوائف والمذاهب في جلسة دردشة مع جمعة تميزت بالصراحة وبتلاقي الآراء حول موقع الرئيس نبيه بري الوطني وعلى مستوى البلاد، على حدّ قول مصادر حركة امل وقد حمل جمعة الى اللقاء النوعي قراءة سياسية وثقافية وفكرية واجتماعية الى طرابلس والشمال، وحمل من المشاركين مطالب وتطلعات وآمال معقودة على الرئيس بري مع ترحيب واشادة بمواقفه الوطنية الجامعة الشاملة.

لم يكن اللقاء الذي دعا اليه الشيخ خالد العلي ابن بلدة وادي الجاموس العكارية والناشط في طرابلس والشمال اللقاء الاول من نوعه الذي تلتقي فيه نخب شمالية بالدكتور جمعه انما هو لقاء أتى في سياق لقاءات عديدة لجمعه في طرابلس وعكار حققت تمددا ناجحا لحركة امل على الساحة الشمالية بحسب المصادر، وصلة وصل بين الطوائف والمذهب على طريق ازالة الاحتقان المذهبي الذي صنعته قوى سياسية وقوى اصولية متطرفة وقد اظهر جمعة في اللقاء انفتاح الحركة على كافة المناطق اللبنانية لا سيما مناطق الحرمان التي تعني حركة امل بما هي حركة المحرومين وتولي مناطق الحرمان اولوية اهتماماتها حيث اشار جمعة الى ما نال مناطق الشمال من حرمان واهمال على مدى العهود المتعاقبة.

وكان لافتا الجمع الذي ضم رجال دين سنة ومسيحيين وشيعة وشرائح من المهن الحرة وفاعليات اجتماعية وقد اجمع هؤلاء على نظرتهم للدور الذي يضطلع به بري وقد شرح جمعه للحضور جملة محاور من القضايا الراهنة بدءا بحاجات طرابلس والشمال الى المشاريع الانمائية واهمية متابعتها ومواكبتها الى حين تحقيقها بتضافر جهود الجميع، الى ضرورة اقرار قانون انتخابات عصري يتلاءم مع الديموقراطية اللبنانية ويلبي حاجات لبنان التنوع والتعددية ولبنان الرسالة حسب ما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني وبما هو رسالة ثقافية وفكرية ودينية.

وفي محور آخر اكد جمعه اهمية انهاء الفراغ الرئاسي وتشكيل حكومة فاعلة واقرار تشريعات ومشاريع انمائية وتسيير القطاعات الاقتصادية، ثم اوضح معايير السلة التي حكي عنها وتضمنت انتخاب رئيس وثانيا شكل الحكومة وليس تشكيلها وان الرئيس بري كان حريصا على ان يساهم الجميع بالحكومة دون استثناء،لافتا الى ان التفاهم بين الحريري وعون تم بمعزل عن بقية القوى السياسية وخاصة الرئيس بري الذي استثني من التفاهم وجرى ابلاغه عبر وسيط به في حين انه من البديهي ان لبنان من مسؤولية الجميع ويقتضي مشاركة كافة مكونات الوطن خاصة من هو في الموقع الوطني الجامع.

برأي مصدر شمالي ان اللقاء كان نافذة اطلت منها حركة امل على نخب طرابلسية وشمالية لمست حرص الحركة التي تتقدم في الساحة الشمالية وتلقى ترحيبا متميزا بحيث لم تعد امل حركة شيعية محصورة في مناطق معينة،بل اثبتت ايضا انها حركة المحرومين وهي تمثل بمفاهيمها المناطق المحرومة وقد لمس جمعه حجم الحرمان الذي تعاني منه طرابلس والشمال وحاجة الشمال الى المشاريع الانمائية حيث يقتضي على اي حكومة جديدة ان تولي طرابلس والشمال الاهمية اللازمة لتعويضها سنوات الحرمان الطويلة الامد.
وفي جانب آخر ان اللقاء بين حركة امل ورجال اهل السنة في الشمال ليس بجديد بل استمرار لنهج الامام الصدر الذي ارسى فكر الحركة وقد شكلت الخطوات الجديدة المتواصلة نقلة نوعية في طرابلس خاصة بمشاركة امين عام حركة التوحيد الاسلامي الشيخ بلال شعبان ورئيس اللقاء الوطني الشمالي الدكتور صفوح يكن (عضو المجلس البلدي في طرابلس)، وفاعليات من التبانة ومناطق واحياء طرابلس.