Beirut weather 15.21 ° C
تاريخ النشر February 26, 2024
A A A
«أمل الدّر» قربان لأجل لبنان!
الكاتب: حسن الدر - اللواء

صباح الخير يا أمل، صباح الخير يا زهرة الجنوب وقربان لبنان وأيقونة القضيّة، صباح الخير أيّتها الطّفلة الشّهيدة والشّاهدة بجسدك الطّريّ على وحشيّة «إسرائيل» وجيشها الإرهابي.
صباح الخير باسم أمّك الثّكلى وأبيك الصّابر وعائلتك الصّغيرة، وباسم كلّ اللّبنانيين الّذين قرأوا ملامح البراءة في عينيك الجميلتين، ولمسوا حجم مأساة الجنوبيين وحجم تضحياتهم وعظيم مصابهم، والّذين سمعوا أباك وأمّك وهم يقدّمونك قربانًا على مذبح سلامة وطنهم، ويدعون الله بأن يكون دمك فداءً عن كلّ أطفالهم!

ويا أمل، رفاقك في المدرسة ينتظرون قدومك، ها هم حائرون يسألون عنك، اشتاقوا ضحكتك وعفويّتك وصوتك الملائكي يصدح بالنّشيد الوطنيّ في طابور الصّباح.
مقعدك خالٍ إلّا من صورتك تزيّن كرسيّك الصّغير، وبصمات أناملك وخربشاتك ودفاترك وكتبك وأوراقك.
ما زال علم فلسطين الّذي لوّنته بيديك الجميلتين معلّقًا على جداريّة الصّف، يوم تضامنتي ورفاقك مع أطفال غزّة، وصورك وانت ترفعين علم لبنان وحركة أمل وصورة الإمام موسى الصّدر ما زالوا شهودًا على تربيتك الجنوبيّة الأصيلة.
يا أمل دمك غالٍ علينا جميعًا، على كلّ اللّبنانيين وكلّ الشّرفاء في العالم، وشهادتك مع جارة أهلك الأم المظلومة «خديجة سلمان» وكلّ الشّهداء اللّبنانيين المقاومين والمدنيين والاعلاميين والمسعفين تؤكّد وقوفنا على جبهة الحقّ مقابل جبهة الباطل على رأسها «إسرائيل» وكلّ أعوانها وداعميها.
هذه الفاتورة الغالية وهذا المهر النّفيس ندفعه لأجل ما هو أغلى وأنفس، لأجل لبنان ولأجل فلسطين، لأجل الحقّ والحقيقة والقضيّة الشّريفة الّتي نحملها في زمن التّخلّي والخضوع والخنوع والإجرام والهمجيّة.
نحمل قضيّنا عن وعي وبصيرة وإرادة، ولو تخلّى العالم كلّه عنّا، فأهل الإيمان لا يضرّهم تخلّي النّاس ما داموا في عين الله وسبيله.
فليكن دمك قربانًا لأجل لبنان، ولتكن شهادتك عطيّة على مذبح الحريّة، ولترقد روحك بسلام، بعيدًا من الظّلم وأعوان الظّلام..