Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر February 13, 2017
A A A
ألغاز وقف العلم عاجزاً عن تفسيرها …ما هي؟
الكاتب: هافنغتون بوست
NAZCA LINES

الألغاز هي تلك الأمور التي تحدث، ولا يوجد سبب علمي، أو منطقي لحدوثها، وعلى الرغم من التقدم الهائل الذي تشهده الإنسانية، وما تمخض عنه هذا التقدم من أبحاث علمية هائلة، وتكنولوجيا متطورة، إلا أن تلك الألغاز ظلت تُطل برأسها من آن لآخر، لتخبرنا بأن الإنسان ليس سيد هذا الكون الأول، وبأن العلم لا يملك دوماً ناصية الأمور.

وسنستعرض معاً في هذا التقرير أغرب الألغاز التي ظلت عصية على الحل حتى وقتنا الراهن:

1- همهمة تاوس

في بلدة صغيرة تُدعى “تاوس“، بولاية نيومكسيكو الأميركية توجد أصوات، وهمهمات مجهولة المصدر، تنبعث من مكان غير معلوم حتى يومنا هذا، وأُثيرت الكثير من الشائعات من قِبل السكان المحليين حول مصدر تلك الأصوات، ومنهم من أرجع تلك الهمهمات إلى الأرواح الشريرة التي تسكن البلدة.

وفي عام 1993، تجمهر سكان المدينة، وقدموا التماساً للكونغرس الأميركي، طالبوا فيه بالتحقيق، والعثور على مصدر الصوت، وبالفعل توجه فريق بحثي مكون من عشرة محققين من عدد من المؤسسات العلمية، شملت جامعة “نيومكسيكو”، ومختبرات “سانديا” الوطنية، ومختبر “لوس ألاموس” الوطني للمدينة.

وكان الهدف الأول لفريق التحقيق ينصب حول مقابلة الأشخاص الذين سمعوا الهمهمة، ومحاولة تحديد طبيعة الصوت، وتردده، وتوقيت صدوره، ومعرفة آثاره على الذين سمعوه.

فيما توصَّل الفريق البحثي إلى نتائج أولية، مفادها أن هناك اختلافاً في استقبال السكان لهذا الصوت، فبعضهم يسمع الأصوات على هيئة هدير شاحنة منخفض، والبعض الآخر يأتيه الصوت كمحرك ديزل، ومنهم من يسمعه كأنه ضجيج مفاجئ، ثم يتداخل مع النوم.

وأُثيرت أثناء التحقيق أقاويل من قبل إلقاء بعض السكان باللائمة على وزارة الدفاع الأميركية، والمنشآت العسكرية بمدينة “نيومكسيكو”، كونها المسؤولة الأولى عن أصوات الهمهمة الموجودة بالمدينة.

فيما لم يتوصل فريق البحث لأي أسباب خارجية لمصدر الصوت، وجعله ذلك يركز على اختبارات الأذن الداخلية للسامعين، وارتكزت هذه الاختبارات على فرضية مفادها إرجاع سبب الهمهمة إلى إصابة السامعين بطنين الأذن.

وهي مشكلة سمعية تفضي بالمريض إلى سماع أصوات، ولكنها ليست من الخارج، وإنما صادرة من الدماغ، إذ يسمع المصابون بهذا المرض الأزيز، والهمهمة، وهدير الليل، ولكن فريق البحث نفى هذا الاحتمال أيضاً، وبالتالي ظلت همهمة تاوس لغزاً لم تُفك شفرته حتى الآن.

2- مخطوطة فوينيتش

voynich manuscript

تعتبر مخطوطة “فوينيتش” من المخطوطات الأكثر غموضاً في العالم، وقد عُثر عليها في أحد الأديرة الإيطالية عام 1912، وتتضمن أبجدية غير مفهومة كُتبت من اليسار إلى اليمين، كما تحتوي على رسوم توضيحية، ومعلومات عن بعض النباتات، والاستخدامات الممكنة لها في الأغراض الطبية، ولكن معظم هذه النباتات لا تطابق الأنواع المعروفة.

وتضم المخطوطة التي تعود للقرن الـ15 بعد الميلاد أيضاً رسوماً أخرى لنجوم، وبشر، وقد حاول العلماء على مدى عقود من الزمان فك شفرتها، ولكن بلا جدوى.

3- خطوط نازكا

nazca lines

يتمثل لغز “خطوط نازكا” في مجموعة من الخطوط الطويلة تظهر في بلدة “نازكا”، في جنوب غربي بيرو، مُشكلةً لوحات أرضية على هيئة طيور، وحيوانات، وأشكال هندسية تتراوح بين مثلثات ومستطيلات، وحلزونات، وأشباه منحرف.

ولا يمكن مشاهدة تلك الخطوط إلا بالطائرة، أو من علو مرتفع، وشبه عالم الأنثروبولوجيا “أنتوني أفيني” المشهد من السماء بسبورة مليئة بالشرح في نهاية حصة مدرسية لمادة الهندسة.

ويتجسد لغز “خطوط نازكا” في تشكيلات تلك الخطوط، لأنها هائلة الحجم، وفي منتهى الدقة الهندسية، وتثير التساؤل عن الكيفية التي تمكن بها شعب قديم من رسمها دون الاستعانة بالطيران، وشوهدت هذه الخطوط لأول مرة عام 1920 مع انطلاق رحلات الطيران التجاري بين مدن بيرو.

4- مثلث برمودا

مثلث “برمودا“، أو ما يعرف “بمثلث الشيطان” هو تلك المنطقة القابعة في الجزء الغربي من المحيط الأطلسي، وتنحصر بين جزيرة “برمودا”، وولاية “فلوريدا”، وإقليم “بورتوريكو”، وعُرفت تلك المنطقة كمقبرة خلال المائة سنة المنصرمة، إذ تختفي السفن والطائرات في ظروف غامضة خلال اجتيازها تلك المنطقة.

وراح ضحية لهذا المثلث ألف شخص، و75 طائرة، ومئات السفن، وبذلت عدة محاولات من قبل علماء الأرصاد للتوصل لحل هذا اللغز، واعتقد العلماء مؤخراً أن سبب سقوط الطائرات، وغرق السفن بتلك المنطقة قد يكون عائداً بالأساس إلى تكوُّن سحب سداسية الشكل، تنتج عنها قنابل هوائية تولد رياحاً سرعتها 170 ميلاً في الساعة، وتتسبب هذه الرياح في مئات الحوادث الغامضة، ولكن يظل هذا التفسير مجرد اعتقاد، وما زال لغز “برمودا” قائماً حتى الآن.

5- الرنغورنغو

تظهر “الرنغورنغو” كلغة غامضة مكتوبة على القطع الأثرية المختلفة، بجزيرة “الصفح” في تشيلي، ويعتقد الكثيرون أنها تعود لحضارة “الرابا نوي”، التي استقرت بتلك الجزيرة، وقد طُبعت نقوش تلك اللغة على قطع خشبية، وتتكون رموزها من 120 رمزاً، وتشتمل على صور للبشر، وحيوانات، ونباتات، ورموز فلكية، وأشكال هندسية.

وكُتبت لغة “الرنغورنغو” بأسلوب غريب جداً، وهو أسلوب المتاهة اللغوية، وعلى الرغم من الجهود المشتركة بين المتكلمين، واللغويين، وعلماء الآثار، ومؤرخي الفن لفهم هذه اللغة، إلا أن شفرتها لم تُحل إلى اليوم.

6- ستونهنج

stonehenge

تعني كلمة “ستونهنج” الأحجار المعلقة باللغة الساكسونية، وهي ترمز لأثر يقع بمنطقة “ويلتشر”، في جنوب إنكلترا، ويعد واحداً من أهم معالم بريطانيا التاريخية، كما يصنف كأحد أهم معالم التراث العالمي المسجلة لدى “اليونسكو”.

و”الستونهنج” عبارة عن بناء حجري دائري ضخم أُنشئ من صخور بركانية، ويُعتقد أن عمره أكثر من 5000 عام، إذ يُرحج أن تاريخ بنائه يعود للعصر الحجري، ويرى بعض الباحثين أن هذا البناء قد يكون رمزاً دينياً لقبائل شعوب بريطانيا القدماء، فيما يعتبر من الأماكن الأكثر غموضاً على كوكب الأرض.

7- إشارة واو

استخدم عالم الفلك “جيري اهمان” عام 1977 تلسكوب جامعة “أوهايو”، اللاسلكي؛ لمسح السماء بحثاً عن إشارات محتملة من حضارات خارج الأرض، وفي يوم 25 أغسطس/آب وأثناء توجيهه التلسكوب صوب كوكبة القوس، استقبل “اهمان” عاصفة قوية من الموجات اللاسلكية، استمرت لمدة 72 ثانية، وعندما سجل قراءتها كتب عليها كلمة “واو” (wow)، وظل تحليل مصدر تلك الإشارة من الأمور الغامضة، التي لم تُسبر أغوارها حتى اليوم.