Beirut weather ° C
تاريخ النشر October 9, 2016
A A A
أفغانستان و 15 عاما من الانتقام الأميركي الفاشل
الكاتب: وكالات

بعد أقل من شهر على هجمات 11 أيلول 2001، لم يعد بمقدور أطفال العاصمة الأفغانية كابول إيجاد مكان يحتمون به من القذائف الأمريكية المصوبة نحو منازلهم، مستهدفة آباءهم وذويهم.

تلك القذائف التي استمرت لأكثر من 13 عاما، منذ تشرين الأول 2001 حتى الانسحاب الأميركي في نهاية العام 2014، كانت بمثابة الرد الفتّاك على الحدث الإرهابي الذي راح ضحيته نحو 3000 أمريكي، ليصبح 11 أيلول ذكرى حزينة للأمريكان وإنطلاقة عرض مستمر لأحزان الأفغان.

15 عاما مرت منذ إعلان الولايات المتحدة الأميركية حربها على الإرهاب في أفغانستان، لكن أعمال العنف لا تزال تودي سنويا بحياة آلاف الضحايا المدنيين إضافة إلى تواصل النزاع الذي زعزع استقرار هذا البلد وجعل متمردو حركة طالبان يحققون تقدما كبيرا العام 2015 في مواجهة الجيش الأفغاني الذي بات في الخطوط الأولى للجبهة منذ انتهاء المهمة القتالية لحلف شمال الأطلسي سنة 2014.

وقد انسحبت معظم قوات حلف شمال الأطلسي في أواخر 2014، لكن واشنطن قررت إبقاء 8400 جندي حتى 2017 نظرا إلى الأعداد المتزايدة من الهجمات التي تشنها طالبان وبهدف عدم ترك القوات الأفغانية وحدها على الجبهات.

وأصبح التدخل العسكري الأميركي في أفغانستان الأطول زمنيا منذ حرب فيتنام، والأكثر كلفة بتجاوزه ألف مليار دولار، وقد بلغ الوجود العسكري الأجنبي ذروته في العام 2012 مع انتشار أكثر من 150 ألف جندي، بينهم 100ألف أميركي، وفي الآونة الأخيرة، اعتبر ضباط أميركيون أن الوضع هناك بات “في مأزق”. ويؤكد مراقبون أوروبيون أن 80 بالمئة من هذا المبلغ يتم توزيعها “على الجيوب الأميركية” على شكل أرصدة للعسكريين وعقود ومهمات صيانة واستشارات مختلفة.

وقد تم تسجيل رقم قياسي بلغ أكثر من 5100 ضحية من المدنيين، بينهم 1600 قتيل في النصف الأول فقط من 2016، حسب الأمم المتحدة، بعد احصاء أكثر من 11 ألف قتيل وجريح سنة 2015.

كما ارتفعت الخسائر العسكرية في صفوف التحالف، في أواخر 2014، إلى 3500 قتيل، وأكثر من 33 ألف جريح.

وحتى اليوم، هناك 1.2 مليون أفغاني نازحين داخل البلاد، وهو رقم تفاقم منذ 2013 بسبب انعدام الأمن وفق منظمة العفو الدولية. ولا يزال هناك نحو 2.4 مليون لاجئ في باكستان، التي تدفعهم إلى المغادرة، فضلا عن نحو مليون آخرين في إيران بحسب المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين.

خسائر يوم 11 أيلول 2001، لم تقتصر على برجي مركز التجارة العالمي، ولا أعداد الضحايا الذين سقطوا، إنما امتدت إلى هيبة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قضت على مزاعم الأمريكان بقدرتهم العالية على تأمين بلادهم داخليا، وهو الأمر الذي أطلق العنان للإدارة الأميركية بقيادة بوش الابن للانتقام.

وبعد أيام قليلة، كان بوش قد قرر الهجوم على طالبان والقاعدة في أفغانستان، إلا أن هذه الهجمات لم تُعد الهيبة الأمريكية، خصوصا أن الهدف المعلن منها هو القبض على أسامة بن لادن، إلا أنه لم يقتل إلا بعد مرور نحو 9 سنوات على الحرب، كما أن طالبان لم ترفع يدها عن أفغانستان بعد، بل إن التقارير الدولية تشير إلى إمكانية سيطرتها على أفغانستان مرة أخرى خلال العام 2017.

القوى العالمية تتعهد بتقديم 15 مليار دولار لأفغانستان

مؤتمر دولي للدول المانحة لمساعدة أفغانستان الدول المانحة تدعم أفغانستان بـ 15.2 مليار$
وبعد 15 عاما على اندلاع أزمة البلاد الحقيقية، قررت القوى العالمية جمع 15 مليار دولار لأفغانستان لتمويل البلاد على مدار السنوات الأربع المقبلة.
وفي ظل مواجهة حكومة كابول لطالبان، بعد 15 عاما من “مساعدة القوات الأميركية” في الإطاحة بسلطتها، تعهدت أكثر من 70 حكومة في بروكسل بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتقديم مزيد من الدعم، لبلد ترى هذه الحكومات أن له أهمية استراتيجية للأمن العالمي.
وعلى الرغم من هذا السخاء، يتعين على أفغانستان القيام بمجموعة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مقابل المال. والنقطة الأكثر إثارة للجدل رغبة الاتحاد الأوروبي في أن تستعيد كابول مواطنيها غير المؤهلين للجوء، على الرغم من أن أموال مانحي الاتحاد الأوروبي غير مرتبطة بمطالب من هذا القبيل.

المصدر: وكالات

رُبى آغا