Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر May 4, 2020
A A A
أعراض جسدية يُصدرها الجسم نتيجة تعرّضه للقلق
الكاتب: سينتيا عواد - الجمهورية

وصف العلماء القلق بالعدوّ المخادع لصعوبة تحديده. وإستناداً إلى الطبيب النفسي، ديفيد ميريل، من «Providence Saint John’s Health Center» في كاليفورنيا، فقد تشعرون بالتهيّج، والتعب، وعدم التوازن. ولجعل الأمور أكثر إرباكاً، عادةً ما تظهر الأعراض الجسدية بالإضافة إلى تلك العاطفية. وغالباً، للحصول على التشخيص المناسب، قد تشعرون وكأنّكم تعانون من نزلات البرد، أو الإنفلونزا، أو الحساسية، أو الصداع الشديد.
شرح الدكتور ميريل، أنّ علاقة الدماغ بالجسم قويّة جداً، والحالات العقلية والبدنية، التي قد تبدو غير مرتبطة، ربما تكون في الواقع مرتبطة بشكل معقّد في دورة مستمرّة. على سبيل المثال، يمكن للقلق أن يسبّب مشكلات هضمية، وهذه الآثار قد تؤدي بدورها إلى تفاقم القلق.
وعرض ميريل مجموعة أعراض جسدية يُصدرها الجسم نتيجة تعرّضه للقلق:
تسارع دقات القلب
القلق عبارة عن جزء من نظام إنذار مدمج في الجسم، يُنبّه إلى الخطر في البيئة المحيطة. جزء من الدماغ ينبّه هذا الإنذار أثناء تهديد محتمل ويتسبب في سلسلة من الآثار، مثل الارتفاع الشديد في هورمونَي الكورتيزول والأدرينالين، بهدف الإعداد للفرار أو القتال. هذا الأمر يستطيع زيادة دقات القلب ومعدل ضغط الدم، وقد يؤدي أيضاً إلى خفقان القلب. ردّة الفعل هذه أساسية للصحّة والحماية، بما أنّ زيادة القلق تدفع إلى التحرّك بسرعة. ولكن عندما يبدو زرّ التنبيه هذا عالقاً في وضع «التشغيل»، فإنّه قد يؤدي إلى تفاقم هذه التفاعلات الموقتة.
القشعريرة أو التعرّق
كجزء من استجابة الفرار أو القتال، قد يواجه الشخص تغيّراً مفاجئاً في الحرارة، وذلك لأنّ جزءاً آخر في الدماغ، يشارك في القلق، ينظم حرارة الجسم. ونتيجة لذلك، قد يتمّ الشعور بقشعريرة البرد، أو التعرّق الشديد، أو حتى الإثنين في الوقت ذاته. هذا التأثير قد يحصل أيضاً من الطريقة التي تنطلق بها العضلات استجابةً للقلق، كطريقة تجهيزية أخرى لمواجهة التهديدات. ولذلك فإنّ الهبّات الساخنة أو الباردة قد تكون مصاحبةً بآلام عضلية غريبة.
ضيق التنفس
يعمل القلب والرئتان بنشاط وتناسق حفاظاً على القوّة، وبالتالي عندما يتعرّض أحدهما لأي خلل فالأرجح أن يُصيب ذلك أيضاً الثاني. عند مواجهة ارتفاع مفاجئ لدقات القلب، قد ينخفض الأوكسجين المستهلك وتبدأ الرئتان العمل بجهد أكبر. لهذا السبب عند التعرّض لقلق شديد، مثل نوبة الهلع، لن تتسارع دقات القلب فحسب إنما سيظهر أيضاً ضيق التنفس.
الغثيان أو عسر الهضم
بالإضافة إلى ارتباط بعض أجزاء الدماغ والهورمونات بالقلق، يلعب الجهاز العصبي المركزي دوراً رئيساً في الاستجابة للتوتر، علماً أنّ هناك أليافاً عصبية في الأمعاء أكثر من أي مكان آخر في الجسم. كذلك يتواجد هورمون السعادة «سيروتونين» في الأمعاء، وعند حدوث الاضطراب العاطفي يمكن أن يتخلّص من الإشارات العصبية واستجابة السيروتونين. وأي نوع من عدم التوازن العاطفي، كالقلق، يسبّب اضطرابات معوية مثل الغثيان وعسر الهضم وأوجاع المعدة.
الإمساك أو الإسهال
مع استعداد الجسم للاستجابة للتهديد، يقوم بنقل الموارد مثل تدفق الدم إلى ما يعتبره ضرورياً للتنظيم على المدى القصير. فبينما يتدفق الدم نحو العضلات والرؤية والسمع للتفاعل مع التهديدات، يمكن لحركات الأمعاء أن تتغيّر. ينتج من هذا الأمر غالباً الإمساك، إلّا أنّه قد يتّجه أيضاً إلى مسلك آخر نحو الإسهال. وفي بعض الحالات قد يتمّ التبديل بين الإثنين، وقد تتضمّن تأثيرات ذلك النفخة، وكثرة الغازات، وألم المعدة، والتشنّج.
التنميل والأوجاع الحادة
تماماً كما أنّ العضلات والقلق والرئتين مهيّأة لأي تهديد، كذلك فإنّ الأعصاب تتصاعد لضمان أنّ الجسم مستعدّ للقفز أو اللكم أيضاً. وبما أنه يتمّ تنشيط الأعصاب، فذلك قد يخلق تأثيراً في أي مكان على طول تلك الأنظمة العصبية. قد تشعرون مثلاً بالتنميل في أصابع اليدين أو القدمين، أو أنّ الشعر الموجود على الذراع قد يجعلكم وكأنّكم تشعرون بالخوف. وإذا «اشتعل» العصب فجأة، فقد يظهر ألم حادّ أو شدّ قويّ أيضاً، خصوصاً في الأجزاء التي تكون فيها الأعصاب أكثر تشدداً مثل أسفل الظهر، أو الفك، أو العنق.