Beirut weather 15.41 ° C
تاريخ النشر November 27, 2023
A A A
أطفال غزة يُنادون ضمائر الحكومات لإنقاذهم
الكاتب: د. فاديا كيروز - اللواء

كلمات الطفل الغزّاوي العفوية، الذي «إكتشف»في اليوم الأول للهدنة، «أن الحياة حلوة بدون إنفجارات وقصف الطائرات»، وتمنى أن تصبح الأيام الأربعة هدنة أبدية. تختصر مآسي أطفال عزة، الذين عاشوا أيام مخيفة من الرعب طوال أسابيع القصف الإسرائيلي الإجرامي على المدنيين في القطاع، وسقط نتيجته أكثر من عشرة آلاف طفل بين شهيد وجريح.
تقارير منظمة اليونسيف، وتصريحات رئيسها وكبار المسؤولين فيها عن «الحالة المريعة» التي يعاني فيها أطفال غزة، تعتبر شهادات دامغة على همجية الهجوم الصهيوني على المناطق السكنية والأحياء المدنية في القطاع، وإدانة دولية صارخة على التدمير الممنهج لأكثر من خمسين بالمئة من مباني غزة والمدن الشمالية المجاورة لها، بما فيها من مساكن ومستشفيات ومساجد وكنائس، فضلاً عن الإستهداف المتعمد للبنية التحتية من طرقات ومحطات كهرباء ومعامل تكرير مياه البحر، ومراكز الصرف الصحي.

ثمة آلاف من الأطفال الجرحى يحتاجون إلى معالجات طبية وإستشفائية سريعة، وبينهم مجموعات من حديثي الولادة الخُدج، الذين توفّى العديد منهم بعد ضرب مستشفى الشفاء والمستشفيات الأخرى، وقطع الكهرباء والمياه عنهم، والتخريب اللانساني لمعدات وتجهيزات المستشفيات التي إقتحمها جنود العدو الغاشم.
دخول المساعدات الإنسانية الضرورية في أيام الهدنة وحده لا يكفي، لتلبية حاجات آلاف الأطفال من الرعاية النفسية والطبية، والتي لا تتأمن إلا بدخول طواقم متخصصة في رعاية مثل هذه الحالات الإنسانية الصعبة، والتي يتطلب علاجها هدوء جولات القتال، وتمديد الهدنة لأيام وأسابيع، وصولاً إلى وقف دائم لإطلاق النار.
ثمة مساعدات تقنية أهالي غزة بحاجة لماسة لها، وتتعلق بتوفير المعدات والآليات اللازمة لإنقاذ الأطفال والنساء من بين إنقاض المباني والمساكن التي دمرتها الطائرات الإسرائيلية، ظلماً وعدواناً، دون الأخذ بعين الإعتبار لأبسط بنود القوانين الإنسانية للحروب، وذلك وسط صمت مريب من عواصم الدول الغربية، وإستمرار العجز الفاضح لمجلس الأمن الدولي في وقف تلك الجرائم ضد الإنسانية.
أطفال غزة ينادون ضمائر حكام الغرب الداعمة للعدوان الإسرائيلي، لردع حرب الإبادة التي يتعرضون لها بوحشية تعيد مشاهد الحروب النازية والفاشية ضد المدن الأوروبية وسكانها المدنيين.
فهل من مُجيب قبل أن تعود آلة الحرب الصهيونية إلى إرتكاب مجازر جديدة؟