مع قدوم فصل الربيع، أجمل فصول العام، تدق نواقيس الخطر بالنسبة للمصابين بالحساسية، فتراهم يتحاشون الخروج إلى أحضان الطبيعية ويلزمون البيت، خوفا من أعراض العطاس والسعال والدماع.. ويدعمون مستودعاتهم بالمحارم الورقية، ويُغنون صيدلياتهم البيتية بالعقاقير المضادة للحساسية.
من المأكولات التي تدعم الجهاز المناعي ضد محرضات حساسية الربيع من غبار الطلع إلى الزغب والفطور، وتحد من أعراض التحسس المزعجة، ومنها:
1- اللبن الرائب
تشكل البادئات الحيوية probiotics الموجودة في اللبن، أسلحة فعالة ضد التفاعلات التحسسية، وقد وجد في دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يتناولون الأشربة الغنية بالبادئات الحيوية تحتوي أجسامهم أعدادا أقل من الأجسام المضادة antibodies، التي تكمن خلف التفاعلات المسببة لأعراض الحساسية.
ولكن يجب أن نحذرمن أن عددا قليلا من الناس يتحسسون من البروتينات الموجودة في الحليب ومشتقاته، لذلك عليك التأكد أنك لست واحدا من هؤلاء وإلا لزمك أخذ حبوب البادئات التكميلية بدل اللبن، وبإشراف الطبيب.

2- سمك السالمون
معظم أنواع السمك (بما فيها السالمون والساردين والطون والماكاريل) غنية بالحموض الشحمية أوميغا 3 omega، التي من مزاياها تمهيد ظاهرة الالتهاب والتفاعلات التحسسية، وفي دراسة ألمانية ثبت أن البرنامج الغذائي الذي يزخر بالأوميغا 3، يخفض خطر الإصابة بالتهاب الأنف التحسسي، كما أن الحمية المتوسطية تنقص احتمالات الإصابة بالربو والأمراض التحسسية الأخرى.

3- التفاح
المادة المفيدة الموجودة في التفاح، والتي تمنع الخلايا المناعية في جسمك من إفراز مادة الهيستامين histamine المسببة لأعراض الحساسية، هي كويرسيتين quercetin.
وقد تبين في إحدى الدراسات أن النساء الحوامل اللاتي يكثرن من أكل التفاح والسمك، يكتسب أطفالهن مناعة نسبية ضد الإصابة بالربو وأمراض الحساسية الأخرى.

4- الفريز (الفراولة)
تعود فائدة دعم الجهاز المناعي في فاكهة الفريز لغناه بالفيتامين C، الذي يكبح مادة الهيستامين المسؤولة عن أعراض التحسس، وقد عرف الأطباء منذ زمن طويل أن نقص الفيتامين C يرفع من تركيز الهيستامين في الجسم، بينما يمكن لحبوب الفيتامين C التكميلية أن تخفض من معاييره إلى ما يقرب النصف. ومن الأطعمة الأخرى الغنية بالفيتامين C البرتقال والليمون والفليفلة.

5- الكركم
هذا النوع من البهارات الهندية له قدرة هائلة على محاربة ظاهرة الالتهاب، ومن ذلك منع إفراز الهيستامين الذي يكمن وراء أعراض الحساسية، ومن المعروف أنه كلما كان استعداد جسمك للالتهاب أكبر، كنت أكثر عرضة للإصابة بأمراض الحساسية.

6- بذور اليقطين
تزخر هذه البذور بمعدن الماغنيزيوم الذي يرخي العضلات ويفتح مجاري التنفس، ومن المعروف أن عوز المغنيزيوم يؤهب لارتفاع مستويات الهيستامين في الجسم.
ومن الأطعمة الغنية بالماغنيزيوم كذلك: اللوز والبروكولي والخضروات الورقية ودقيق الشوفان والشوكولاته الداكنة.

أطعمة محرضة للحساسية
في الطرف الثاني من المعادلة، هناك بعض الأطعمة التي قد تزيد من أعراض حساسية الربيع عند المؤهبين لها، ننصحهم يتجنبها، منها:

– الكرفس
من أنواع غبار الطلع المسببة لحساسية الربيع، غبار طلع شجر البتولا birch tree pollen، وهناك بعض الأطعمة التي تحتوي بروتينات شبيهة لبروتينات هذه النبتة تنصح الهيئات الصحية الرسمية المؤهبين بتجنبها، لأن الجهاز المناعي قد لا يفرق بين النوعين من البروتينات، ما يسبب أعراض الحساسية. من هذه الأطعمة الكرفس، الذي ينصح محبوه أن يتوقفوا عن تناوله في هذه الأشهر، ويبدلوه بواحد من الخضروات الكثيرة المتوفرة هذا الفصل.

– اللوز
وجدت بعض الدراسات أن هذا النوع من المكسرات يفاقم من أعراض حساسية الربيع (خاصة منها حمى القش hay fever)، ولذلك يحسن تحاشيه واستبداله بالمكسرات والنقرشات الأخرى، مثل الفواكه المجففة.

– المخللات
كل الأطعمة المتخمرة، بشكل عام، تحتوي نسبا عالية من الهيستامين، وتسبب حكة العينين واحتقان الأنف وسيلانه، وقد تزيد من أعراض الحساسية إن كنت مصابا بها، ومن حسن الحظ أن معظم هذه الأطعمة متوفرة في الأسواق وهي طازجة في فصل الربيع، ما يجعل استبدال المخللات بها سهلا.

– الكحوليات
بالإضافة إلى مساوىء الكحول الصحية المعروفة، فقد ثبت أنه يزيد من أعراض الربو والتهاب الأنف التحسسي، وذلك لاحتوائه على الهيستامين، وأن هذه الآثار الجانبية السيئة أشد في النساء منها في الرجال.