Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر April 11, 2017
A A A
أسوأ كوابيس برشلونة اسمه يوفنتوس
الكاتب: شربل كريم - الأخبار

لا يخفى أن غالبية الفرق التي دخلت قرعة ربع نهائي دوري الأبطال كانت تخشى أن تقع في مواجهة يوفنتوس. الامتحان الإيطالي كان من نصيب برشلونة (الليلة، 21:45) الذي يمكن القول إنه في وضعه الحالي سيلعب أمام أسوأ كوابيسه.

إذا عدنا عامين الى الوراء تقريباً، فسنقول إن يوفنتوس سيخسر أمام برشلونة بمجرد التفكير بمجريات تلك المباراة النهائية التي سقط فيها بطل إيطاليا أمام بطل إسبانيا 1-3 على ملعب برلين الأولمبي. لكن إذا عدنا الى أرض الواقع فسنلمس أن أشياء كثيرة تغيّرت منذ تلك الموقعة، وصولاً الى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا الذي ينطلق الليلة بمواجهة نارية بين اثنين من أفضل الفرق في العالم.

وقد يكون الحديث عن برشلونة وتشريحه فنياً مستهلكاً الى أبعد الحدود، وخصوصاً أن الكل بات يعرف مشاكل الفريق الكاتالوني، لا بل إن خصومه باتوا يقرأونه مثل كتاب مفتوح. لكن كل هذا وكل الكلام اللاحق لا يسقط أبداً من إمكانية حسم “البرسا” للمواجهتين مع “اليوفي” فهو بطبيعة الحال فرض رهبته على الكل في “التشامبيونز ليغ” عبر تلك العودة التاريخية أمام باريس سان جيرمان بطل فرنسا في الدور السابق.

واستطراداً يأتي الكلام للقول بأن يوفنتوس هو أصعب خصم لأي فريقٍ أوروبي حالياً، لا بل إنه الخصم الأقسى لبرشلونة إذا ما أخذنا في عين الاعتبار معايير معيّنة.

* تغيّر يوفنتوس كثيراً منذ خسارته أمام برشلونة في النهائي قبل عامين.

اليوم نحكي عن فريق كامل متكامل، إذ إنه كما هو معلوم كان واضحاً في الصيف الماضي بأن هدف “اليوفي” هو لقب الأبطال بعدما شبع من الألقاب المحلية وملّ من حمل “السكوديتو” دونه اللقب القاري. لذا، لم يكن صدفة أن يخرج أخيراً بشعار “حان الوقت” في إشارة منه الى أن الموسم الحالي هو الوقت المناسب لاستعادة العرش القاري. ومن هنا، كان التوجّه لجلب لاعبين، إما يملكون خبرة كبيرة في دوري الأبطال مثل البرازيلي داني الفيش الذي فاز باللقب الكبير على حساب فريقه الحالي تحديداً، وإما لاعبين يسدون الفراغ في مراكز حساسة وأساسية لإصابة النجاح، فكان التعاقد مع الهداف القاتل، الأرجنتيني غونزالو هيغواين.

وضمن هذا الإطار أيضاً، رأينا يوفنتوس كيف وضع كل ثقله لاستقدام البوسني ميراليم بيانيتش من روما لإضافة لاعبٍ خلاق وديناميكي الى خط وسطه، ما غيّر من النمطية التي عرفناها عنه في المواسم السابقة في الانتقال من الدفاع الى الهجوم.

الأمر لا يتوقف عند هذا الحدّ، بل إن “اليوفي” وصل الى مرحلة يمكنه فيها هزيمة “البرسا” من دون أن يرف له جفن. وهنا الحديث عن النضج الذي أصاب لاعبين لا يمكن الاستغناء عنهم في التشكيلة الأساسية للمدرب ماسيميليانو اليغري. ولإعطاء مثل عن هذه النقطة، يمكن ذكر اسم جورجيو كييلليني، الذي لا يخفى على أحد أنه لم يعد ذاك المدافع المتهور الذي يزيد من مشاكل فريقه بدلاً من حلّها، كما أنه لم يعد يرتكب أخطاء ساذجة تكلّف الحارس جانلويجي بوفون أغلى الأثمان.

وهنا الحديث أيضاً عن لاعب وسط يعيش أفضل أيامه منذ بداية الموسم، وهو الألماني سامي خضيرة، الذي نضج مع فريق “السيدة العجوز” من الناحية الهجومية، فرأيناه يسجل الأهداف بكثرة، وبينها أهداف كانت حاسمة.

وعند الحديث عن النضج، لا يمكن إطلاقاً عدم التوقف عند الشخصية القوية التي يبدو عليها الأرجنتيني باولو ديبالا، والدليل أن الشاب الموهوب لم يتأثر أبداً بقدوم هيغواين، لا بل فرض مركزه وأهدافه وأجبر كل من حوله على الاعتماد عليه، فلم يتمكن هداف نابولي السابق من سرقة كل الأضواء وحده، أو أقله لم يأخذ من قيمة ديبالا لدى جمهور يوفنتوس والمتابعين.

وبعيداً عن الأرقام أيضاً التي تعطي فكرة عن قوة هجوم يوفنتوس، حيث سجل هيغواين حتى الآن 27 هدفاً في المسابقات المختلفة، لا بدّ من القول إن “اليوفي” هو الخصم الأصعب لبرشلونة لأنه يملك ما لا يملكه “البلاوغرانا” حالياً، أي اللاعبين الذين يتمتعون بأقدام عدائي ألعاب القوى، ما يزيد من الحيوية والسرعة لدى هذا الفريق، ويرفع من منسوب صموده البدني أيّاً كان الخصم. وربما الاطلاع على أداء الكولومبي خوان كوادرادو والغاني كوادوو أسامواه، الدليل البارز حول هذا الكلام.

“اليوفي” هو الخصم الأقسى على برشلونة أيضاً ليس لأنه سيلعب من دون غيابات مؤثرة (يكفي أنه يغيب عن برشلونة سيرجيو بوسكتس) أو لاعبين مهددين بالإيقاف إياباً (يحمل نيمار وإيفان راكيتيتش وجيرارد بيكيه بطاقات صفراء)، بل لأنه يعيش فترة من راحة البال ووضعاً نفسياً أفضل بكثير، إذ إنه يتسيّد الدوري الإيطالي ويسير بثبات نحو لقب كبير، بينما كانت سقطة “البرسا” مؤلمة كثيراً أمام ملقة في نهاية الأسبوع، ما يضع الفريق تحت ضغط رهيب كونه بات بنظر الكثيرين يرى في دوري الأبطال محطة لإنقاذ موسمه، بعكس خصمه الذي يعرف هدفه واعتاد على مطلب الفوز باللقب الأوروبي، ما يجعله أكثر هدوءاً وتركيزاً.

خلاصة القول هي موقعة من خارج التوقعات ككل المباريات الكبيرة التي تعرفها ساحة الأبطال، فتبقى الترجيحات مجرد كلام، والكلمة الأولى والأخيرة لأقدام اللاعبين.