Beirut weather 13.41 ° C
تاريخ النشر May 4, 2023
A A A
أسعار الفواكه الموسميّة «طلوع»: «الجنارك» بـ 1,500,000 ألف ليرة و«الاكي دنيا» بـ 450
الكاتب: ندى عبد الرزاق - الديار

 

بات الحديث عن أسعار السلع والمواد الغذائية، وارتفاع سعر الدولار الجمركي، الشغل الشاغل للمستهلكين، ويشكّل مادة حيوية دسمة، كونه لا يمرّ يوم دون الحديث عن هذه التفاصيل الحياتية، حتى طفح كيل المواطنين الذين باتوا عاجزين عن مواكبة هذا التبدّل بين لحظة وأخرى.

واتّضح ان قرار وزير الاقتصاد امين سلام لجهة تسعير السلع بالدولار سيؤدي الى اعتماد شفافية أكبر، حتى لا يُترك اللبنانيون للعشوائية وقلة الإدارة والدراية، ليس صائبا على الأقل حتى هذا التاريخ.

 

 

وحقيقة الواقع، ان الفلتان يتفاقم والوضع المعيشي يزداد سوءاً يوما بعد يوم ، لان الأغلبية الساحقة من المواطنين تتقاضى اجورها بالليرة اللبنانية، كما ان بعض «السوبرماركات» تعتمد سعر صرف للدولار اعلى من السعر المعتمد في السوق السوداء، وهذا دليل على ان هؤلاء يتحدّون الدولة، ولا يكترثون لأي إنذارات او محاضر ضبط.

أسيل البابا، ابنة كورنيش المزرعة، اخبرت «الديار» انها تقصد سوق الخضر في صبرا، لان الأسعار منخفضة الى حد ما عن تلك القائمة في منطقتها. وقالت: «اشاهد افرادا من الطبقة الارستقراطية باتوا يقصدون هذا السوق كون أسعاره مقبولة، فمثلا سعر كيلو الجانرك ذي الحبة المتوسطة يباع في سوق صبرا بـ 250 الفا، بينما يباع 3 اضعاف في بعض المحلات المحيطة بمنزلي».

تشريع الجشع!

فعليا، الوقائع والجولات الميدانية على الأرض، تبيّن ان التسعير بالدولار فسح المجال امام التجار الى مزيد من التلاعب بالأرقام، وهذا يكشف قدرة هؤلاء على التمادي وتحدي الدولة واستغلال المواطنين «على عينك يا دولة»، لتيقّنهم ان الأخيرة في الأصل غائبة، وهذا برهان إضافي يعمّق الاعتراف بإدمان الاقتصاد اللبناني الدولار، ويعطيه شرعية على حساب العملة الوطنية.

التباين واضح

وفي جولة ميدانية لـ «الديار» بيّنت التفاوت في أسعار بعض الفواكه الموسمية المحلية الإنتاج ما بين محل وآخر، وجاءت على الشكل الاتي: كيلو الاجاص ب 600 ألف، الجنارك الأخضر يباع ما بين 9 و15 دولارا للكيلو الواحد، والاكي دنيا بـ 450 الفا ، بينما في محل آخر سعر كيلو الجانرك وصل الى 750 الفا، اما الاكي دنيا فسعر الكيلو بـ 395 الفا، وهذه الأسعار تترجم مقولة «فلتانة والتاجر راعيها».

وجهة نظر أخرى

في سياق متصل، علّل رئيس «تجمع مزارعي البقاع» السيد إبراهيم ترشيشي لـ «الديار» ارتفاع أسعار هذه الأنواع من الفواكه بالقول: «يعتبر الجانرك، واللوز الأخضر كما الاكي دنيا فواكه غير أساسية، بالمقارنة مع ما يستهلكه المواطن يوميا، وتعد هذه الأصناف في بداية موسمها وتم طرحها من جديد في الأسواق اللبنانية»، لافتا الى «ان ثمرتها صغيرة الحجم، اما اللوز فقد أصبحت حباته أكبر في الساحل وفي البقاع ما زال يباع اخضر».

وقال: «للمزارع حرية خيار تركه هذه الثمار لتنضج أكثر او قطافها إذا كان سعرها جيدا ومغريا، أما في حال انتظر نضوجها فستصبح أكبر مرتين وثلاث مرات زيادة على ما هي عليه حاليا». وأوضح، «ان الطلب على هذه الفواكه هو ما يدفع بالمزارع الى جنيها قبل ان تطيب بشكل كامل، سواء للجانرك او اللوز والاكي دنيا».

اضاف: «لن نستغرق وقتا طويلا حتى يتم اغراق السوق اللبناني بالأنواع عينها، وانما مستوردة من الخارج، ولهذا قد لا يجد المزارع فرصة لتصريف انتاجه في ظل بضاعة خارجية، وهو ما يجعله امام فرصة عليه ان يستغلّها».

الأسعار قياسية!

وصف ترشيشي ارتفاع الأسعار « بالخيالي والمستفز، كما انه بعيد عن الواقع ويجب ان يكون اقل من ذلك بكثير».

وعن الاختلاف في التسعيرة ما بين محل وآخر، اجاب: «الامر يعود الى حذاقة التاجر والمستهلك». وتوجّه الى المواطن بالقول: «لا يجب ان يبقى جالساً في سيارته ويطلب اغراضه حتى بابها، بل يجب عليه ان يحاور ويكاسر في السعر، وعليه ان يختار المكان الأنسب والسعر الارخص له».

واكد ان «هذه الأمور يمكن وضع حد لها من قِبَل المستهلك، الذي يستطيع ان يجيد التفريق ما بين تاجر جشع لا يشبع، وآخر يوظّف ضميره، وتبقى حرية الاختيار رهن ما يقرره المواطن».

القيمة الغذائية

يحثّ الاختصاصيون في التغذية على ضرورة تناول الفاكهة الموسمية الصيفية، نظرا الى احتوائها على الكثير من العناصر الغذائية والالياف النباتية، مما يجعلها تتربع على قائمة الأولويات الغذائية، لأنها تمد الجسم بالطاقة والرطوبة التي تحمي من الجفاف بسبب فقدان المياه والتعرّق، والاهم انها غنية بالبوتاسيوم الذي يفيد في تقوية عضلة القلب ويحميها من الجلطات والسكتات، ولكن كيف يمكن للفرد ان ينوّع ويستهلك هذه الحلوى الطبيعية، إذا كانت حكراً على الميسورين فقط!

برقوق ام «جانرك»

تحدث اختصاصي التغذية وبطل كمال الاجسام طه مريود لـ «الديار»، عن أهمية تناول «الجانرك» الأخضر فقال:» يندرج من عائلة الخوخ التي تسمى “GREEN GAGE” وهو أحد أنواع فاكهة البرقوق، ويُعرف بتسميات أخرى منها: البرقوق الأخضر والخوخ الأخضر». وأوجز فوائده بالاتي: «يتميز الجانرك بالسعرات الحرارية المنخفضة، لذا لا يحتوي على دهون مشبعة، ويشتمل على العديد من العناصر والفيتامينات والمعادن المهمة للصحة وأبرزها: الكالسيوم، البوتاسيوم، الفوسفات، فيتامين «ب» و»ج»، وغني بمضادات الاكسدة مثل البوليفينول والفلافونويد».

اضاف: «يعمل الجانرك على تحسين حركة الأمعاء لاحتوائه على الاميغدالين والبروناسين، كما يخفف من مشاكل الإمساك بسبب الالياف الغذائية فيه، مثل: السوربيتول والايزاتين، وله جانب مهم على صعيد ترطيب البشرة، كما ويساعد على فقدان الوزان ويحمي من هشاشة العظام، وغني بفيتامين «ك» الذي يساعد في الحفاظ على عوامل التخثر للأوعية الدموية، والحد من تلف الخلايا العصبية وخاصة للمرضى المصابين بالزهايمر».

«الاكي دنيا» تتفوق بعناصرها

الغذائيّة على 54 نبتة طبيّة

عن منافع «الاكي دنيا» قال طه: « تحتوي على نسبة تركيز عالي من الكالسيوم والفوسفور والحديد والبوتاسيوم، وتستخدم كمهدئ، وبحسب الدراسات تتغلب بعناصرها الغذائية على 54 نبتة طبية».

وتابع «أظهرت دراسات علمية جديدة خصائص الاكي دنيا المضادة للسرطان، بحيث لديها قدرة على ثبط تحول الخلايا العادية الى خلايا مسرطنة أثناء مراحل تطورها المختلفة». ونصح «بضرورة تناول الفواكه الموسمية خاصة الصيفية، كونها تقي من الإصابة بالأمراض، وتحد من انتقال الفيروسات وتعمل على تخفيف الالتهابات، حتى وان وصل الامر الى شرائها بالحبة».