Beirut weather 13.54 ° C
تاريخ النشر February 8, 2017
A A A
أسباب وقوف “وادي السيليكون” بوجه “فرمان” ترامب!
الكاتب: فرانس 24

بين غضب شعبي وجدل قانوني تعيشه الولايات المتحدة الأميركية، منذ إعلان ترامب مرسوماً يحظر دخول مواطني 7 دول إسلامية إلى بلاده، انضم إلى هذا الخضم “معارض” جديد قوي منذ عدة أيام وهو كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية المتواجدة في سان فرانسيسكو في المنطقة التي تعرف باسم “وادي السيليكون”. فلماذا قررت تلك الشركات تحدي ترامب؟
غوغل وأمازون ومايكروسوفت وفيسبوك وآبل وتويتر وأوبر، في المجمل 97 شركة أميركية كبرى في مجال التكنولوجيا قدمت للقضاء التماسا يوم الاثنين 6 شباط لوقف تنفيذ مرسوم ترامب حول الهجرة.
لماذا قررت شركات التكنولوجيا كسر قاعدة “التزام الحياد” في مواجهة القرارات السياسية؟
وعلى غير عادة تلك الشركات التي كانت دائما تفضل الابتعاد عن السياسة والتزام الحياد في مواجهة القرارات السياسية لعدم “التحزب” وبالتالي خسارة عدد من المستهلكين، جاء قرار ترامب ليكسر تلك القاعدة، وقرر “وادي السيليكون” إعلان رفضه القاطع لهذا المرسوم.
ويقول دانيال كورشمان أستاذ التسويق بجامعة دريكسل إن “الشركات أصبحت تعي جيدا أن التزام الحياد في بعض الأحيان قد يكون أشد ضررا من اتخاذ موقف، حيث إن غالبية المجتمع يرى أن “الصمت” وانعدام “أمانة الكلمة” يفقد الشركات الكثير من مصداقيتها حتى لو كان اتخاذ موقف مخالف لرأي بعض العملاء”.
العديد من شركات التكنولوجيا يمتلكها في الأصل “مهاجرون”
ولكن موقف شركات التكنولوجيا العملاقة لم يأت فقط تماشيا مع “موجة” الغضب الشعبي، فكثير من موظفي تلك الشركات أجانب، وكذلك أصحاب ورؤساء مجالس إدارة بعض تلك الشركات هم أنفسهم في الأصل مهاجرون. موقع التواصل الاجتماعي الأشهر “فيسبوك” مثال على ذلك. واعتراضا على المرسوم الرئاسي ، كتب مارك زوكربرغ مؤسس الموقع : “أجدادي جاؤوا من ألمانيا والنمسا وبولندا. يجب أن نفخر أن الولايات المتحدة أرض للمهجر”. مؤسس موقع غوغل سيرغي برين هو أيضا مهاجر من أصل روسي وصل للولايات المتحدة حين كان يبلغ من العمر 15 عاما، وهو ما جعله يعارض بشدة قرار ترامب ويشارك في إحدى التظاهرات المناوئة للقرار أمام مطار سان فرانسيسكو يوم 28 كانون الثاني. وكذلك رئيسة مجلس إدارة شركة مايكروسوفت هندية الأصل ساتيا ناديلا عارضت المرسوم الذي أضر بـ76 عاملا بالشركة.
المهاجرون المحرك الأساسي للإبداع بوادي السيليكون
الإبداع والنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة يرتبط بصورة وثيقة بالهجرة، هذا ما أكد عليه رؤساء مجالس إدارة الشركات الـ97 المقدمة للالتماس ضد مرسوم ترامب. هذه الشركات آثرت أن تستند في معارضتها لمرسوم ترامب إلى حجة قد تكون مقنعة للرئيس الأميركي بصفته رجل أعمال، ألا وهي المخاطر التي قد يتعرض لها النمو الاقتصادي بسبب حظر المهاجرين. وفي مذكرتهم ركز مقدمو الالتماس على أن “القرار الرئاسي قد يكون له آثار سلبية على الاقتصاد حيث أنه سيصعب من عملية التوظيف وسيجعل العمالة أكثر كلفة وسيؤثر سلبا على قدرة الشركات على جذب المواهب وكذلك جذب الاستثمارات إلى الولايات المتحدة”.
ومن بين الموقعين على الالتماس بيتر ثيل وهو أحد مؤسسي موقع “باي بال” وهو ما يعد تغيرا في موقفه إذ أنه معروف بمساندته لدونالد ترامب، فهل تشكل شركات التكنولوجيا رأس الحربة لإسقاط هذا القرار المثير للجدل؟