Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر November 15, 2018
A A A
أزمة تشكيل الحكومة في لبنان أسيرة «الغيوم الداكنة» إقليمياً
الكاتب: الراي

«قمة مصالحة» بين جعجع وفرنجيه في بكركي كرّستْ طيّ الماضي
… فتِّش عن العقوبات والوضع الاقليمي. خلاصةٌ بدأتْ تظّلل الواقع اللبناني العالق في «عنق زجاجة» أزمة تعليق تشكيل الحكومة الجديدة.
وبمعزل عما إذا كانت العقوبات الأميركية المتصاعدة على إيران و«حزب الله» وتطورات المنطقة تشكّل «الأسباب الموجبة» المباشرة لاحتجاز تشكيل الحكومة أم لا، فلم يعد ممكناً فكّ الارتباط بين هذين المساريْن بعدما باتت «الغيوم الداكنة» المتطايرة من «العين الحمراء» الأميركية تخيّم على أزمة التأليف، وبفعل اقتناع أوساط عدة بأن «حزب الله» اختار التعاطي بـ«خشونةٍ» داخلياً عبر جعْله التوزير «الإجباري» للنواب السنّة الموالين له عقدةً تنتهي على طريقة win – win situation a: فإما ينجح مَن أسماهم الرئيس المكلف سعد الحريري «حصان طروادة» بمنْح الحزب انتصاراً «كاسراً للتوازن» سياسياً أو في «قلب البيت السني»، وإما يكون «تعليق» الحكومة بانتظار انقشاع الرؤية إقليمياً لتحديد «النقْلة التالية» على «رقعة الشطرنج» الحكومية.
وبقيت الأزمة الحكومية تراوح في دائرة التعقيد وسط ترقُّب لما اذا كان رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل سنيجح، مفوَّضاً من الرئيس العماد ميشال عون، بتوفير أرضية لحلّ عقدة تمثيل سنّة 8 آذار الستّة بعدما حَسَم الحريري في مؤتمره الصحافي أول من أمس، وكـ«بيّ للسنّة»، «لاءاته» بمقاربة هذه العقدة وأبعادها السياسية والطائفية والدستورية بوجه اندفاعة نصر الله وإعلانه «الأمر لي» فيها وتالياً في مجمل الملف الحكومي.
ولم تحمل الساعات الماضية اي «تليين» في موقف «مجموعة الستة» التي تصرّ على توزير أحد أعضائها مباشرة متحفّظة عن ان يكون تمثيلها من حصة رئيس الجمهورية، فيما كان رئيس البرلمان نبيه بري يعلن «ان كلام نصر الله ثم مواقف الحريري تركت الباب مفتوحاً».
ومن خلف «خطوط التماس» الحكومية، شهدت الساحة السياسية حدَثاً طال انتظاره وتمثّل في «لقاء المصالحة» الذي عُقد بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس «تيار المرده» سليمان فرنجيه في مقر البطريركية المارونية في بكركي.
وجاء اللقاء في سياق قلْب صفحة الماضي نهائياً بين جعجع وفرنجيه اللذين حصلتْ أول مصافحة بينهما العام 2011 خلال «لقاء الأقطاب» في بكركي واللذين أبعدتْ بينهما، الى السياسة، مجزرة إهدن التي وقعتْ في 13 حزيران 1978 وذهب ضحيتها والد زعيم «المرده» طوني فرنجيه ووالدته فيرا وشقيقته الصغرى جيهان ونحو 30 من أنصار التيار.